"نتنياهو" والحرب على الإسلام
الشيخ رائد صلاح
كنت قد تطرقت في إحدى مقالاتي السابقة، التي هي من ضمن سلسلة (إسرائيليات)، إلى الخطاب المنافق لـ"نتنياهو" حول المسجد الأقصى. وكنت قد قلت إنه خطاب منافق بامتياز، لأنه يتحدث إلى المجتمع الإسرائيلي بخطاب يقول فيه إنه صاحب السيادة على المسجد الأقصى!! ولذلك له كامل الحق، ولكل المجتمع الإسرائيلي كامل الحق، أن يقتحموا المسجد الأقصى وأن يؤدوا طقوسهم التلمودية فيه!! وله كامل الحق أن يتصدى لكل من يمنعهم من اقتحام المسجد الأقصى وبسط سيادة الاحتلال الإسرائيلي عليه. ولكن في المقابل فإن نتنياهو عندما يتحدث إلى ما سوى المجتمع الإسرائيلي من بني البشر فإنه يقول لهم في خطابه إنه يعمل على القضاء على ظاهرة الشغب التي تمارسها مجموعات فلسطينية من القدس المباركة ومن الداخل الفلسطيني، بهدف فرض الهدوء على القدس والمسجد الأقصى!!
ومن هي هذه المجموعات الفلسطينية المشاغبة في نظر نتنياهو؟! إن تصريحات نتنياهو لا تترك غموضًا حول هذا السؤال. فقد نقل التلفزيون الإسرائيلي في تاريخ 2014/11/4 عن مصدر في ديوان نتنياهو قوله: (نحن على علم أن حركة "حماس" والحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح تقف خلف هذه المظاهرات، وهؤلاء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهدفهم زعزعة استقرار المنطقة عبر تفجير موضوع القدس)!! وفي هذا التصريح من الواضح أن نتنياهو يحاول الجمع بين ثلاثة أطراف واعتبارها أنها هي التي تقف من وراء (أحداث الشغب)!! – وفق تسميته – التي تقع في المسجد الأقصى بخاصة وفي القدس بعامة، وهذه الأطراف الثلاثة هي "حماس" والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48) والإخوان المسلمون في كل العالم!! بل إن نتنياهو لا يكتفي بالجمع بين هذه الأطراف الثلاثة وتحميلها المسؤولية لما يقع في القدس من (أحداث شغب)، وفق تسميته، بل يضم إليها طرفًا رابعًا وهو ما ذكره في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية حيث قال: (إن إسرائيل لن تقبل مزيدًا من المظاهرات التي تجري في قلب مدننا وفيها ترفع رايات حماس أو تنظيم الدولة الإسلامية وإطلاق هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين")، ومن الواضح في هذا التصريح أن نتنياهو يحاول ضم تنظيم الدولة أو ما بات يُعرف باسم "داعش" كطرف رابع للأطراف الثلاثة الأولى، وكأني بنتنياهو يريد أن يقول إن من يقف وراء ما يحدث في القدس من "أحداث شغب" – وفق تسميته – هي كل من هذه الأطراف الأربعة: حماس والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والإخوان المسلمون في كل العالم وتنظيم الدولة "داعش"!! وهذا يعني أن نتنياهو يُعلن بذلك حربًا على الإسلام ولكن لا يقولها صراحة، بل يكتفي بإعلان تحميل هذه الأطراف الأربعة "مسؤولية الشغب" تارة!! و"مسؤولية العنف" تارة أخرى!! ثم تهديد هذه الأطراف بالعقاب الشديد، لدرجة أنه هدد بسحب ما يُعرف بمصطلح "الجنسية" عن فلسطيني الداخل الفلسطيني 48!!
إن جمع نتنياهو بين هذه الأطراف الأربعة يذكرنا بما قاله في سياق كلمته التي ألقاها مؤخرًا في مبنى هيئة الأمم المتحدة حيث قال، من ضمن ما قال فيها، إن حركة الإخوان المسلمين وتنظيم الدولة "داعش" يعودان إلى شجرة واحدة!! ومن هذه الشجرة؟! من الواضح أنها الإسلام!! وهذا يعني أن نتنياهو في سياق تلك الكلمة ما أعلن حربًا على حركة الإخوان المسلمين أو على تنظيم الدولة "داعش" بل أعلن حربًا على الإسلام!! وهذا يعني أنه يحاول صناعة محور عالمي لمحاربة الإسلام وإن لم يتفوه بذلك صراحة!! وهذا يعني أنه يدفع في اتجاه حرب دينية على الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني!! ويحاول أن يخفي ذلك بادعاء أنه يعلن حربًا على تلك الأطراف الأربعة ليس إلا!! وبهدف ترسيخ قواعد هذه الحرب فقد بات نتنياهو يستعين ببعض وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الإسرائيلية كي تشد من أزره. وعلى سبيل المثال ها هي صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية تصرح وتقول إن أحداث القدس والمسجد الأقصى تمثل مؤامرة أقدمت عليها (جماعة "الإخوان المسلمون" لدق إسفين بين المؤسسة الإسرائيلية وبين الدول العربية ولإشعال المنطقة تحقيقًا لأهدافها)!! وأما مركز "القدس لدراسات المجتمع والدولة" الذي يُديره "دوري غولد"، المقرب من نتنياهو، فقد اعتبر أن "الإخوان المسلمون" خططوا للتصعيد في القدس، بعد أن أطاح عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي!!
إلى جانب ذلك ففي ورقة نشرها موقع هذا المركز زعم الباحث "بنحاس عنبري" أن الإخوان المسلمين يخططون لتوظيف أحداث القدس والمسجد الأقصى في إشعال العالم وإعادة الاعتبار للخطاب الإسلامي المتشدد، على أمل أن يفضي الأمر إلى تدشين خلافة إسلامية بقيادتهم!! ولم يتردد الصحافي الإسرائيلي "بن درور يميني" أن يكتب قائلًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تاريخ 2014/11/19: (القدس في مركز التحريض الذي يقوده رئيس قسم الجهاد العالمي في إسرائيل الشيخ رائد صلاح منذ سنوات، وهو يحاول أن يُشعل المنطقة منذ سنوات، وهو يحرض تحت شعار "الأقصى في خطر"، وهو شعار تاريخي حقوق الطبع محفوظة فيه للمفتي الحاج أمين الحسيني وصلاح تبناه.. فهو منذ سنوات يحاول أن يختلق التهم لإسرائيل بأنها تدير المؤامرات ضد الأقصى، بالضبط كما فعل المفتي معلمه الروحي.. إنه يُسبب ضررًا أكثر ألف مرة من عنيدي جبل الهيكل، ولكن ديمقراطية إسرائيل التي لا تحافظ على نفسها لم تجد طريقًا لوقف تحريض "مكمل طريق المفتي" حتى الآن)!!
ولقد بات من الواضح لكل عاقل أنه لا يمر يوم لا يحرض فيه الإعلام العبري الرسمي والخاص على صعيد الإذاعات والتلفازات والصحف على الحركة الإسلامية والمطالبة بإخراجها عن القانون!! وكما يعلم الجميع فقد أغلقت المؤسسة الإسرائيلية خلال الأيام الماضية القريبة مؤسسة "عمارة الأقصى"، التي كانت ترعى مشروع "مصاطب العلم" في المسجد الأقصى، ثم أغلقت "مؤسسة القدس للتنمية"، وقد كانت قد أغلقت من قبل "مؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات"!! إلى جانب ذلك فكما يعلم الجميع فقد بحث يوم الأحد الماضي الموافق 2014/11/23 موضوع إخراج "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني" عن القانون!! فهي حرب في الحقيقة على الإسلام، وإن حاول نتنياهو وزبانيته الادعاء أنها حرب على "حماس" والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والإخوان المسلمين وتنظيم الدولة "داعش"!! وما تخفي صدورهم أكبر، ولكن سيكفيكهم الله تعالى.
الشيخ رائد صلاح
كنت قد تطرقت في إحدى مقالاتي السابقة، التي هي من ضمن سلسلة (إسرائيليات)، إلى الخطاب المنافق لـ"نتنياهو" حول المسجد الأقصى. وكنت قد قلت إنه خطاب منافق بامتياز، لأنه يتحدث إلى المجتمع الإسرائيلي بخطاب يقول فيه إنه صاحب السيادة على المسجد الأقصى!! ولذلك له كامل الحق، ولكل المجتمع الإسرائيلي كامل الحق، أن يقتحموا المسجد الأقصى وأن يؤدوا طقوسهم التلمودية فيه!! وله كامل الحق أن يتصدى لكل من يمنعهم من اقتحام المسجد الأقصى وبسط سيادة الاحتلال الإسرائيلي عليه. ولكن في المقابل فإن نتنياهو عندما يتحدث إلى ما سوى المجتمع الإسرائيلي من بني البشر فإنه يقول لهم في خطابه إنه يعمل على القضاء على ظاهرة الشغب التي تمارسها مجموعات فلسطينية من القدس المباركة ومن الداخل الفلسطيني، بهدف فرض الهدوء على القدس والمسجد الأقصى!!
ومن هي هذه المجموعات الفلسطينية المشاغبة في نظر نتنياهو؟! إن تصريحات نتنياهو لا تترك غموضًا حول هذا السؤال. فقد نقل التلفزيون الإسرائيلي في تاريخ 2014/11/4 عن مصدر في ديوان نتنياهو قوله: (نحن على علم أن حركة "حماس" والحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح تقف خلف هذه المظاهرات، وهؤلاء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهدفهم زعزعة استقرار المنطقة عبر تفجير موضوع القدس)!! وفي هذا التصريح من الواضح أن نتنياهو يحاول الجمع بين ثلاثة أطراف واعتبارها أنها هي التي تقف من وراء (أحداث الشغب)!! – وفق تسميته – التي تقع في المسجد الأقصى بخاصة وفي القدس بعامة، وهذه الأطراف الثلاثة هي "حماس" والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48) والإخوان المسلمون في كل العالم!! بل إن نتنياهو لا يكتفي بالجمع بين هذه الأطراف الثلاثة وتحميلها المسؤولية لما يقع في القدس من (أحداث شغب)، وفق تسميته، بل يضم إليها طرفًا رابعًا وهو ما ذكره في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية حيث قال: (إن إسرائيل لن تقبل مزيدًا من المظاهرات التي تجري في قلب مدننا وفيها ترفع رايات حماس أو تنظيم الدولة الإسلامية وإطلاق هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين")، ومن الواضح في هذا التصريح أن نتنياهو يحاول ضم تنظيم الدولة أو ما بات يُعرف باسم "داعش" كطرف رابع للأطراف الثلاثة الأولى، وكأني بنتنياهو يريد أن يقول إن من يقف وراء ما يحدث في القدس من "أحداث شغب" – وفق تسميته – هي كل من هذه الأطراف الأربعة: حماس والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والإخوان المسلمون في كل العالم وتنظيم الدولة "داعش"!! وهذا يعني أن نتنياهو يُعلن بذلك حربًا على الإسلام ولكن لا يقولها صراحة، بل يكتفي بإعلان تحميل هذه الأطراف الأربعة "مسؤولية الشغب" تارة!! و"مسؤولية العنف" تارة أخرى!! ثم تهديد هذه الأطراف بالعقاب الشديد، لدرجة أنه هدد بسحب ما يُعرف بمصطلح "الجنسية" عن فلسطيني الداخل الفلسطيني 48!!
إن جمع نتنياهو بين هذه الأطراف الأربعة يذكرنا بما قاله في سياق كلمته التي ألقاها مؤخرًا في مبنى هيئة الأمم المتحدة حيث قال، من ضمن ما قال فيها، إن حركة الإخوان المسلمين وتنظيم الدولة "داعش" يعودان إلى شجرة واحدة!! ومن هذه الشجرة؟! من الواضح أنها الإسلام!! وهذا يعني أن نتنياهو في سياق تلك الكلمة ما أعلن حربًا على حركة الإخوان المسلمين أو على تنظيم الدولة "داعش" بل أعلن حربًا على الإسلام!! وهذا يعني أنه يحاول صناعة محور عالمي لمحاربة الإسلام وإن لم يتفوه بذلك صراحة!! وهذا يعني أنه يدفع في اتجاه حرب دينية على الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني!! ويحاول أن يخفي ذلك بادعاء أنه يعلن حربًا على تلك الأطراف الأربعة ليس إلا!! وبهدف ترسيخ قواعد هذه الحرب فقد بات نتنياهو يستعين ببعض وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الإسرائيلية كي تشد من أزره. وعلى سبيل المثال ها هي صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية تصرح وتقول إن أحداث القدس والمسجد الأقصى تمثل مؤامرة أقدمت عليها (جماعة "الإخوان المسلمون" لدق إسفين بين المؤسسة الإسرائيلية وبين الدول العربية ولإشعال المنطقة تحقيقًا لأهدافها)!! وأما مركز "القدس لدراسات المجتمع والدولة" الذي يُديره "دوري غولد"، المقرب من نتنياهو، فقد اعتبر أن "الإخوان المسلمون" خططوا للتصعيد في القدس، بعد أن أطاح عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي!!
إلى جانب ذلك ففي ورقة نشرها موقع هذا المركز زعم الباحث "بنحاس عنبري" أن الإخوان المسلمين يخططون لتوظيف أحداث القدس والمسجد الأقصى في إشعال العالم وإعادة الاعتبار للخطاب الإسلامي المتشدد، على أمل أن يفضي الأمر إلى تدشين خلافة إسلامية بقيادتهم!! ولم يتردد الصحافي الإسرائيلي "بن درور يميني" أن يكتب قائلًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تاريخ 2014/11/19: (القدس في مركز التحريض الذي يقوده رئيس قسم الجهاد العالمي في إسرائيل الشيخ رائد صلاح منذ سنوات، وهو يحاول أن يُشعل المنطقة منذ سنوات، وهو يحرض تحت شعار "الأقصى في خطر"، وهو شعار تاريخي حقوق الطبع محفوظة فيه للمفتي الحاج أمين الحسيني وصلاح تبناه.. فهو منذ سنوات يحاول أن يختلق التهم لإسرائيل بأنها تدير المؤامرات ضد الأقصى، بالضبط كما فعل المفتي معلمه الروحي.. إنه يُسبب ضررًا أكثر ألف مرة من عنيدي جبل الهيكل، ولكن ديمقراطية إسرائيل التي لا تحافظ على نفسها لم تجد طريقًا لوقف تحريض "مكمل طريق المفتي" حتى الآن)!!
ولقد بات من الواضح لكل عاقل أنه لا يمر يوم لا يحرض فيه الإعلام العبري الرسمي والخاص على صعيد الإذاعات والتلفازات والصحف على الحركة الإسلامية والمطالبة بإخراجها عن القانون!! وكما يعلم الجميع فقد أغلقت المؤسسة الإسرائيلية خلال الأيام الماضية القريبة مؤسسة "عمارة الأقصى"، التي كانت ترعى مشروع "مصاطب العلم" في المسجد الأقصى، ثم أغلقت "مؤسسة القدس للتنمية"، وقد كانت قد أغلقت من قبل "مؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات"!! إلى جانب ذلك فكما يعلم الجميع فقد بحث يوم الأحد الماضي الموافق 2014/11/23 موضوع إخراج "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني" عن القانون!! فهي حرب في الحقيقة على الإسلام، وإن حاول نتنياهو وزبانيته الادعاء أنها حرب على "حماس" والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والإخوان المسلمين وتنظيم الدولة "داعش"!! وما تخفي صدورهم أكبر، ولكن سيكفيكهم الله تعالى.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية