نحن والانتخابات مجهولة الموعد
د.عصام شاور
بمجرد أن أعلن الرئيس محمود عباس عن عدم نيته خوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية المقبلة حتى اتخم الإعلام الفلسطيني بالردود والتحليلات , كما أن تلك الردود تجاوزت الفضاء الفلسطيني إلى الفضاء العالمي ، وأنا شخصياً أستغرب تلك الموجة من الردود لسبب بسيط جدا، وهو أن الرئيس أعلن عن عدم نيته للترشح لانتخابات لا يعلم تاريخ انعقادها إلا الله ، وذلك يختلف لو أن سيادة الرئيس قدم استقالته أو هدد بالاستقالة من منصب رئاسة السلطة .
إعلان الرئيس محمود عباس لم يكن مفاجئا ولم يكن جديدا وإن اختلفت الظروف ، حيث أعلن مرارا عبر الفضائيات والصحف بأنه يكتفي بفترة رئاسية واحدة ، ولا أدري لماذا لم تكن هناك ضجة في المرات السابقة كما هو حاصل الآن ، وهل يمكن أن يكون الرد الأمريكي والإسرائيلي باردا إلى هذا الحد لو أن هناك جديداً في إعلان الرئيس ؟ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اكتفت بالقول بأن الإدارة الأمريكية ستستمر في التعاون مع الرئيس عباس بغض النظر عن الموقع الذي يشغله ، وهذه فقط الجملة الوحيدة التي ربما يمكن التوقف عندها ، فهي ربما تعني القبول الأمريكي بانتخابات رئاسية فلسطينية بدون مشاركة محمود عباس على أن يحتفظ برئاسة منظمة التحرير الفلسطينية التي ستكون العنوان الوحيد للتعامل مع الملف الفلسطيني مع تحجيم دور السلطة الفلسطينية إلى مجرد جهة لإدارة الشؤون الداخلية والمصالح اليومية لسكان الضفة والقطاع دون التدخل في الأمور السياسية بغض النظر متى ستكون تلك الانتخابات.
وأخيرا أود التذكير بأنه لا يجوز لنا أن نضخم الأمور و " نعمل من الحبة قبة " ، سواء في الجانب المؤيد أو في الجانب المعارض ، فهناك كلمات وتصريحات نحملها أكثر مما تحتمل ويحتمل وضعنا السياسي ، وهذا نهج يذكرنا بنهج الجماهير المندفعة على غير هدى ولا يصلح لنا ولا لزماننا ، وبما أن الانتخابات مسألة داخلية وضرورة ملحة كما يراها البعض ، فعلينا أن نجتهد لإنجاز انتخابات نزيهة وشفافة تخرجنا من الانقسام وتوحدنا، لا أن تهوي بنا مرة أخرى ، وحينها فإن باب التنافس مفتوح أمام الجميع ، سواء لمقاعد المجلس التشريعي أو لمنصب الرئاسة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية