نحو خطة استراتيجية لتفعيل قضية الأسرى
فؤاد الخفش
نعتمد نحن "الفلسطينيين " في عملنا على الارتجالية، وغالباً ما تكون تحركاتنا عاطفية موسمية بعيدة عن التخطيط بعيد أو قصير المدى، وهذا التفاعل العاطفي يكون عبارة عن فعل آني وموسمي ينتهي مع انتهاء الحدث، وقد يختلف من حالة إلى أخرى حسب حجم ووزن الحالة.
وإن الأعمال والأفعال المرتبطة بردة الفعل العاطفية تنتهي مع انتهاء الحالة، وكثيراً ما شهدنا مثل هذه الأمور، فعلى سبيل المثال: تفاعل الناس لثلاثة أيام مع قضية اغتيال الشهيد عرفات جردات، ويومين آخرين مع الشهيد ميسرة أبو حمدية وساعات مع الشهيد حسن الترابي، وجميع هؤلاء استشهدوا داخل سجون الاحتلال.
أما الحل الذي يمكن أن يخرجنا من التفاعل الموسمي إلى العمل المبرمج والمخطط له، فهو وضع آليات وخطط وتصورات قابلة للتطبيق تكبر مع الوقت، وهذا أساس العمل الإداري السليم الذي يعتمد على التخطيط ويبتعد عن الارتجالية النابعة من ردود فعل عاطفية مرتبطة بحدث يضعف ويزول مع الوقت.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان لدينا عشرات المؤتمرات الصحفية التي نظمت وصرف عليها مبالغ كبيرة من أجل دعم وتفعيل قضية الأسرى، والتي خرجت بتوصيات رائعة لو طبق عشرها لانتقلنا بقضية الأسرى إلى مراحل متقدمة.
أما تفاعل الشارع الفلسطيني خلال العام الماضي مع قضايا الأسرى بشكل كبير، فكان رائعاً ومميزاً وشعرنا إن هناك ثقافة جديدة بدأ يكتسبها المواطن الفلسطيني، وإن هناك عملية زرع لهذه القضية تتم في وعي المواطن الفلسطيني الذي تفاعل معه الشارع العربي فترة إضراب أيمن الشراونة، وسامر العيساوي ومعه عدد من قيادات الشعب الفلسطيني كطارق قعدان وجعفر عزالدين.
ولقد حذرنا في ذلك الحين، من انتهاء حالة التفاعل بحل مشاكل هؤلاء الأسرى، وطالبنا بوضع خطة وطنية واستراتيجية مدروسة يشارك فيها الجميع ويضع خطوطها العامة والتفصيلية، والأهم أن تكون جميعها قابلة للتطبيق والتنفيذ.
ومن هنا نقول إن قضية الأسرى، لها أبعاد عديدة من بينها ذلك البعد العاطفي، حيث لا يستطيع الإنسان إنكار تعاطفه مع هذه القضية، ولكن ليس هذا هو المطلوب فقط، بل يجب أن يتم تفعيل البعد القانوني، فأنسنة القضية أمر هام، ولكن بعدها القانوني أمر أهم.
أمر آخر هام، هو إن الشارع الفلسطيني يجب أن يتم تثقيفه وتعبئته مع قضية الأسرى من خلال تضمين المناهج التعليمية لتجربة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وخلق جيل واعٍ يتفاعل مع قضايا شعبه بفهم وليس بعاطفة، فالحب مع الفهم أثره يدوم أكثر من التفاعل العاطفي دون دراية أو علم.
وإلى أن يأتي ذلك الوقت الذي نرقى به في عملنا وفعلنا لهذا المستوى من الفهم والتخطيط، ستبقى قضية الأسرى ترواح مكانها معتمدة على الشجب والاستنكار والمطالبة دون خطط مبنية، وآفاق مرسومة وعمل مهني.
فؤاد الخفش
نعتمد نحن "الفلسطينيين " في عملنا على الارتجالية، وغالباً ما تكون تحركاتنا عاطفية موسمية بعيدة عن التخطيط بعيد أو قصير المدى، وهذا التفاعل العاطفي يكون عبارة عن فعل آني وموسمي ينتهي مع انتهاء الحدث، وقد يختلف من حالة إلى أخرى حسب حجم ووزن الحالة.
وإن الأعمال والأفعال المرتبطة بردة الفعل العاطفية تنتهي مع انتهاء الحالة، وكثيراً ما شهدنا مثل هذه الأمور، فعلى سبيل المثال: تفاعل الناس لثلاثة أيام مع قضية اغتيال الشهيد عرفات جردات، ويومين آخرين مع الشهيد ميسرة أبو حمدية وساعات مع الشهيد حسن الترابي، وجميع هؤلاء استشهدوا داخل سجون الاحتلال.
أما الحل الذي يمكن أن يخرجنا من التفاعل الموسمي إلى العمل المبرمج والمخطط له، فهو وضع آليات وخطط وتصورات قابلة للتطبيق تكبر مع الوقت، وهذا أساس العمل الإداري السليم الذي يعتمد على التخطيط ويبتعد عن الارتجالية النابعة من ردود فعل عاطفية مرتبطة بحدث يضعف ويزول مع الوقت.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان لدينا عشرات المؤتمرات الصحفية التي نظمت وصرف عليها مبالغ كبيرة من أجل دعم وتفعيل قضية الأسرى، والتي خرجت بتوصيات رائعة لو طبق عشرها لانتقلنا بقضية الأسرى إلى مراحل متقدمة.
أما تفاعل الشارع الفلسطيني خلال العام الماضي مع قضايا الأسرى بشكل كبير، فكان رائعاً ومميزاً وشعرنا إن هناك ثقافة جديدة بدأ يكتسبها المواطن الفلسطيني، وإن هناك عملية زرع لهذه القضية تتم في وعي المواطن الفلسطيني الذي تفاعل معه الشارع العربي فترة إضراب أيمن الشراونة، وسامر العيساوي ومعه عدد من قيادات الشعب الفلسطيني كطارق قعدان وجعفر عزالدين.
ولقد حذرنا في ذلك الحين، من انتهاء حالة التفاعل بحل مشاكل هؤلاء الأسرى، وطالبنا بوضع خطة وطنية واستراتيجية مدروسة يشارك فيها الجميع ويضع خطوطها العامة والتفصيلية، والأهم أن تكون جميعها قابلة للتطبيق والتنفيذ.
ومن هنا نقول إن قضية الأسرى، لها أبعاد عديدة من بينها ذلك البعد العاطفي، حيث لا يستطيع الإنسان إنكار تعاطفه مع هذه القضية، ولكن ليس هذا هو المطلوب فقط، بل يجب أن يتم تفعيل البعد القانوني، فأنسنة القضية أمر هام، ولكن بعدها القانوني أمر أهم.
أمر آخر هام، هو إن الشارع الفلسطيني يجب أن يتم تثقيفه وتعبئته مع قضية الأسرى من خلال تضمين المناهج التعليمية لتجربة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وخلق جيل واعٍ يتفاعل مع قضايا شعبه بفهم وليس بعاطفة، فالحب مع الفهم أثره يدوم أكثر من التفاعل العاطفي دون دراية أو علم.
وإلى أن يأتي ذلك الوقت الذي نرقى به في عملنا وفعلنا لهذا المستوى من الفهم والتخطيط، ستبقى قضية الأسرى ترواح مكانها معتمدة على الشجب والاستنكار والمطالبة دون خطط مبنية، وآفاق مرسومة وعمل مهني.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية