هلك مردخاى وبقيت غزة 

هلك مردخاى وبقيت غزة

الأحد 20 يونيو 2010

هلك مردخاى وبقيت غزة


بقلم : رياض خالد الأشقر
تلقيت بسرور نبأ هلاك الحاخام الأكبر في إسرائيل والزعيم الروحي للحركة الصهيونية الدينية " مردخاي الياهو " قبل يومين ، ومنبع هذا السرور ليس لأنه صهيوني محتل، لكن لان هذا الهالك كان يُعرف بحقده وعدائه الشديد لأهل غزة، وطالب حكومته بحرق غزة بما فيها، ودعا خلال الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال على القطاع إلى استمرار تلك الحرب لأنها مشروعة، ولان جميع سكان غزة يتحملون المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق الصواريخ على اليهود في سديروت "، ومن أقواله "أن المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر مشرع ".
هلك مردخاى وبقيت غزة شامخة عزيزة كريمة .. هلك مردخاى وانتصرت غزة على جميع أعدائها بكل ألوانهم وأشكالهم وأسمائهم .. هلك مردخاى واندحر وارتفعت غزة التي كان ينادى بحرقها، ارتفعت لتصل عنان السماء بكبريائها، وعظمتها، وجهادها، وصبر أهلها الأشداء على المحن، المتجاوزين لكل الصعاب مهما كبرت .
أرادوا لغزة السوء والحصار والخنق والدمار، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد شيئاً أخر وكانت مشيئة الرحمن نافذة " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" فهزمتهم غزة في 2005 ، واندحروا هاربين رغم معارضه الهالك "مردخاى " الشديدة وأنصاره لذلك الانسحاب "المخزي" كما اسماه ... ثم هزمتهم غزة في 2006 من خلال صناديق الاقتراع حين اختارت طريق المقاومة ، وشكلت مجلساً تشريعاً مغايراً لذلك الذي رسم له الاحتلال السياسات ووضع له المناهج ، ليشرع المقاومة ويعيد الاعتبار لها، ويوقف مشاريع التسوية والتفريط والاستسلام ... ثم هزمتهم غزة في نفس العام 2006 ، حين أسرت شاليط، وجَّرته "كخروف العيد " من بين ارتال الدبابات، وتركت من خلفه بين قتيل وجريح، وأظهرت ضعف وفشل استخباراته حين أخفته عن العيون طوال 4 سنوات... ثم هزمتهم غزة في 2008حين أفشلت كل الرهانات على تأليب الشارع ضد حماس وحكومتها في غزة، ومحاولة إقناعه الناس بأنها جلبت لهم الدمار والحصار والجوع ... ثم هزمتهم غزة حين قاومت أبشع وأطول حصار في التاريخ شارك فيه القريب والبعيد والأخ وابن العم، وهزمتهم حين نبشت الصخور في رفح وجلبت الحليب والمواد الغذائية للمحاصرين وأوصلت شريان الحياة لهم لكي تستمر المقاومة ويدوم الصمود ..ثم هزمتهم غزة في 2009 حين صمدت في وجه أسلحة الدمار من الفوسوفور والصواريخ الموجهة ، لتخرج من تحت الركام بعد 23 يوماً من القصف المتواصل أكثر قوة وتصميماً ، ورد الله الاحتلال خائباً لم ينل شاليط أو يوقف الصواريخ أو يسقط حماس .. ثم هزمتهم غزة اخيراً بحشد أساطيل المتضامنين ، وفى مقدمتهم أسطول الحرية الذي قلب الطاولة فوق رؤوسهم بعد أن وصلت الروح إلى الحلقوم .. وغير معادلة المنطقة .. وادخل الاحتلال في حسابات جديدة لم يكن يحلم بها .. الأمر الذي دفعه إلى إعادة النظر في الحصار .. ودفع أطراف أخرى عربية وأوربية إلى التدخل للملمه تبعات تلك الجريمة، بعد أن أدركوا تماماً استحالة قتل أو هزيمة غزة أو التأثير على مواقفها.
هذه هي غزة .. قوية بإيمانها شامخة بعزتها لا تثنيها العواصف ولا تزحزحها النوائب .. وكلما مرت في أزمة كان الفرج من الله قريب . فلكم البشرى أهل غزة .. ولكم النصر والتمكين قريباً إن شاء الله .

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية