هل تستنهض الإساءات الأمة ؟ ... بقلم : د. يوسف رزقة

الخميس 13 سبتمبر 2012

هل تستنهض الإساءات الأمة ؟

د. يوسف رزقة

هل تستنهض العنصرية الدينية المستخفة بالدين الإسلامي من ناحية والمسيئة لمشاعر المسلمين قاطبة من ناحية أخرى، الأمة الإسلامية لكي تنهض من كبوتها وتستعيد قوتها ومنزلتها ،وتعود نداً للأمم الغربية التي تلد في كل عام جماعة متطرفة صليبية وصهيونية تتفنن بالسخرية من الإسلام، وبالإساءة إلى النبي الخاتم محمد ، وتتلقى دعماً وغطاءً من أنظمة الحكم في بلادها ومن أحزابها، وتدافع عن جريمتها باسم الحرية وباسم الفن.

لقد مل المسلمون عامة من هذه الظاهرة السلبية المتكررة سنوياً تقريباً، وملوا من الدبلوماسية الكاذبة للأنظمة الحاكمة، ومن ثم خرجت جماعات من دائرة الملل والشجب والاستنكار إلى دائرة الدفاع العملي عن النفس والمشاعر والدين، فقتلوا وهم غاضبون نفرا من الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي، بعد أن استبدت بهم عاطفتا الدفاع عن النبي وعاطفة الغضب من الأمريكان الذين ارتكبوا جريمة الإساءة والذين وقعوا في إغراءات الصهيونية.

الغضب ليس درجة واحدة، وضبط الغضب في الجماعات والأفراد مستحيل في كثير من الأوقات، الإساءة للنبي محمد لم تعد محتملة في عصر الفضاء والاتصالات، ومن يقترب من المشاعر الدينية والعقائد يحترق بنيرانها لا محالة، لأن الأساليب الدبلوماسية والناعمة تتبخر أمام العنصرية الدينية العدوانية.

الذين حرقوا السفارة في بنغازي في ليبيا وقتلوا السفير الأمريكي لا يمكن تصنيفهم في الجماعات الإرهابية على المقياس الأمريكي فهم جماعة من الغاضبين، هم جماعة شعبية كما يبدو قادهم غضبهم إلى الانتقام بهذه الطريقة، ومع إقرارنا بأن القتل والإحراق ليس طريقة المسلمين المقررة شرعاً في مواجهة العنصرية الدينية والإساءات المتكررة للإسلام، فإنهم بالتأكيد ليسوا إرهابيين، ورواية الرسميين الليبيين تؤكد ذلك.

إن تهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإعلانه احترامه للدين الإسلامي لن يجديا نفعاً في ظل الإساءات المتكررة للإسلام وللنبي محمد في الغرب، والأمر يحتاج إلى تشريع يمنع ذلك، ويعاقب من يستفزون الشعوب في عقائدها، وبغير القانون والتشريع الحازم فظاهرة الفعل ورد الفعل ستتكرر، ولن يستطيع أحد أن يتحكم في عواقب الأمور ونتائجها.

إننا في فلسطين نتعرض في كل يوم لانتهاكات عنصرية دينية تسيء للإسلام والمسلمين ولمساجدنا ومشاعرنا، فبالأمس القريب أرادت (إسرائيل) أن تحتفل بتفوقها في صناعة الخمور في مسجد بئر السبع التاريخي، وها هي تعد لأكبر احتفالات غنائية وراقصة وتسميها تلمودية في منطقة القصور الأموية الملاصقة لمحراب المسجد الأقصى وكأن الدنيا ضاقت ولم يتبق منها إلا المسجد الأقصى.

(إسرائيل) والصهيونية وراء إذكاء العنصرية الدينية وكأنها تريد أن تغرق العالم في حروب صليبية جديدة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية