هل تطور وعينا تجاه القضية الفلسطينية ... بقلم : محمد مشينش

الأحد 02 يونيو 2013

هل تطور وعينا تجاه القضية الفلسطينية

محمد مشينش

لن يتردد أي ناشط او مهتم او متابع او مشاهد او او...، سواء كان فلسطينيا او عربيا بإحالة احد اهم اسباب اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه عام 1948 فيما اتفق على تسميته بالنكبة الى قلة وعي الفلسطينيين في ذلك الوقت معززين رأيهم بطبيعة الحياة القروية للفلسطينين والخوف من الاجرام الصهيوني وقلة الدعم العربي وضعف الامة بشكل عام وخضوعها للاحتلال البريطاني، مشهد صار ضمن الوعي الداخلي للامة، وحسرة وغصة في قلوب الرعيل الاول من اللاجئين في دول الشتات وملامة من ابنائهم لعدم سعي الآباء لتحصيل الوعي الذي يًنتج الثبات في الارض، هكذا أُريدَ لنا أن نفهم كفلسطينيين او كأمة.

وعلى فرضية التطور الطبيعي للوعي خصوصا عندما نكون اصحاب قضية فإننا الآن كفلسطينيين او كأمة المفروض اننا امتلكنا وعيا ناضجا تجاه قضية الامة الاولى بعد هذا الزمن الطويل من النضال وبعد ان صار عندنا مراكز دراسات وصار عندنا حركات سياسية وصار عندنا اطر نقابية وصار عندنا ممثل (شرعي ووحيد) ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية، لا بل ان الوعي وتطوره انتج عندنا سلطة وطنية فلسطينية، بل واكبر من ذلك صار عندنا دولة بصفة مراقب في الامم المتحدة واعترف بها رسميا. ولم تعد ارادة الدول العربية او الامة مرهونة للمحتل البريطاني وصار عندها قرارها الشخصي وكيانها المستقل، وكذلك لم تعد صفة الحياة القروية هي الغالبة على المجتمع الفلسطيني فهو ايضا قد ناله التطور في الوعي بعد ان صار عندنا فرق كروية نسائية وصار عندنا مسابقة لمكلة جمال وصار عندنا محلات شاورمة تستقبل وزراء دول عظمى.

فلو استعرضنا ما يحصل الآن للقضية الفلسطينية على يد (الواعين) من الامة او من الفلسطينيين، لقلنا ان القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية قد اعترفت بالغاصب المحتل وقبلت بالتخلي عن ثلاثة ارباع فلسطين له ولا زالت تفاوض على الربع الباقي منذ عشرين عاما، وفي مؤتمر دافوس عام 2013 والذي عقد في احد العواصم العربية والذي حضره رئيس الكيان الصهيوني ومعه رئيس منظمة التحرير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي صرح بأنه ينسق امنيا مع الاحتلال ولا يخجل من ذلك لا بل انه افتخر بانه قد سلم 96 جنديا صهيونيا الى اهلهم سالمين في عام 2012، ليس هذا فحسب بل ان كوادر الفصيل الفلسطيني الكبير (فتح) والذي يقوده محمود عباس دافعت عما قاله واعتبرته زيادة في الوعي السياسي واتهمت منتقديه بعدم معرفة ابجديات السياسة، على ان الذي يقيّم قلة الوعي من زيادته لابد ان يكون عنده الوعي حتى يتعرف على من لا يمتلك الوعي، وحتى لا ندخل في هذه الاشكالية فإن عرض الأمر بوجهيه هو الطريقة الامثل للمقارنة مع ترك الترجيح لقارئ السطور بعد ان يتم السؤال لهذه المجموعة عن تطور الوعي الفلسطيني الى الحد الذي جعله يصافح قاتله ويدافع عنه ويتخلى عن حقه أمامه وينسق معه لقتل واعتقال المجاهدين من ابناء شعبه ويرتب معه تفكيك المجتمع الفلسطيني وحلحلة قيمه وتغريبه، ويُعرض سؤال للأمة وللدول العربية خصوصا عن تطور الوعي تجاه القضية الفلسطينية لكي تستباح دماء الفلسطينيين في العراق ولتقصف مخيمات الفلسطينيين في سوريا بالطائرات وبصواريخ سكود ويضيق عليهم في الدول العربية ويمنعوا من دخولها هربا من الاجرام وليبقوا على الحدود بين الافاعي والعقارب.

ليس هذا معناه ان لجوء الفلسطينيين الى دول الجوار عام 1948 دليل على زيادة في الوعي في ذلك الوقت،لا طبعا، ولكنه امر طبيعي لأي مجموعة من المدنيين تتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت، وانظروا حال ابناء الشعب العراقي بعد احتلال العراق عام 2003 كيف خرجوا بالملايين الى دول الجوار و انظروا الى مأساة العصر في سوريا وما يحصل لشعبها وللفلسطينيين فيها كمثال على السلوك الطبيعي للانسان حين تعرضه للخطر.

انني اجزم ان الوعي تجاه القضية الفلسطينية في وقتنا الحاضر قد انخفض الى حد خطير جدا قياسا بما كنا نمتلك من وعي في العام 1948، فالكل كان متفقا على المقاومة ولم يكن احد يقبل بالصلح مع الغاصبين وما كان ممكنا لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ان يتجرأ ويقول ما قاله في دافوس او ان يلتقط صورا تذكارية تجمعه مع مصاص الدماء بيريز يدا بيد مع حبرهم الأكبر كيري.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية