هل خسر الإخوان الشارع المصري
حلمي الأسمر
لا يوجد بين يدينا شيء يمكن أن يحسم السؤال الذي طرحناه عنوانا لهذه المقالة، باستثناء استطلاع رأي يتيم جرى دفنه على عجل قبل أن يولد، هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة زغبي العالمية وهي شركة أمريكية خاصة تعنى بالدراسات والبحوث التسويقية واستطلاعات الرأي تأسست في العام 1984 على يد جون زغبي، أبحاث الشركة واستطلاعاتها مرجع للعديد من وسائل الاعلام والحكومات والتنظيمات السياسية، وتقوم بعمل هذه الأبحاث والاستطلاعات في أكثر من 70 بلدا حول العالم، ويوجد مقر الشركة الرئيسي في نيويورك ومكاتب في فلوريدا وواشنطن ودبي، وهي تتمتع بمصداقية عالية، أجرت الاستطلاع بمناسبة مرور ثلاثة شهور على الانقلاب في مصر، وقيل إن تمويل الاستطلاع جاء من دولة خليجية لمعرفة مدى التغييرات التي حدثت في مصر بعد استثمارها مالا كثيرا هناك لتعديل مزاج الشعب المصري، وتخليصه من حبه للحكم الذي انقلب عليه العسكر، ولكن نتائج الاستطلاع جاءت على غير ما تشتهي تلك الدولة، *** يطب لأحد، بل تم تجاهله على نحو شبه كامل في كل وسائل الإعلام، خاصة المصرية منها، وتلك الخليجية طبعا ، فماذا قال الاستطلاع؟ ولم تم دفنه على هذا النحو المريب؟
من أهم نتائج الاستطلاع، ما يلي: الثقة فى المؤسسة العسكرية انخفضت من 93% فى يوليو/تموز (شهر الانقلاب) إلى 70% فى ايلول سبتمبر، أما القضاء فقد انخفضت الثقة فيه من 67% فى أيار/مايو إلى 54% فى ايلول/سبتمبر، أما عن الشرطة فتعتبر النسبة مستقرة نسبيا بـ 52% فى مايو مقابل 49% فى سبتمبر، أما نسبة الثقة فى الحكومة الانتقالية فهناك42% فقط لديهم ثقة فى الحكومة الانتقالية بينما فقد 52% من المصريين الثقة فى الحكومة أما القادة السياسيون فالسيسي يحتل أعلى نسبة تأييد 46% بينما يرفضه 52 % أما الرئيس المؤقت عدلي منصور *** تتجاوز نسبة الثقة فيه 39% بينما يرفضه 58 % أما الرئيس المنتخب محمد مرسي بلغت نسبة تأييده 44% بينما رفضه 54 % من المصريين، أما القوى السياسية فبلغت نسبة مؤيدي الاخوان فى سبتمبر فقد بلغت 34% (26% فى مايو و24% فى يوليو) بينما رفضهم 59 % من المصريين.. أما حزب النور فانخفضت نسبة تأييده إلى 10 % مقابل 86% لا يثقون فيه، ومثله جبهة الانقاذ التى تدنى تأييدها إلى 13% مقابل رفض 84 % من المصريين لها وعدم ثقتهم بها، أيضا تراجعت شعبية حركة تمرد حيث قال 62% من المصريين إنهم لا يثقون بحركة تمرد مقابل 35 % يؤيدونها، أما نسبة المصريين الذين ليس لديهم ثقة في أي حزب فبلغت فى سبتمبر 17 % بعد أن كانت فى مايو 39%. أما الجزء الأخطر من الاستطلاع حول تقييم المصريين لعزل مرسي بعد مرور3 شهور على العزل حيث أبدى 46% من المصريين تأييدهم لعزل مرسي بينما رأى 51% أن قرار عزله بهذه الطريقة لم يكن صوابا بعد ما تبعه من نتائج ورأى 35% ان مصر أحسن حالا بعد 30 يونيو و46% قالوا انها صارت أسوأ بينما رأى 18% انه لم يتغير شيء!.
أعتقد أن الأرقام أعلاه تجيب عن التساؤل الذي طرحناه هنا، وتجيب أيضا عمن يقول أن شعبية الإخوان تآكلت في ظل الهجمة الرسمية غير المسبوقة التي يشنها الإعلام الرسمي والمأجور ضدهم، حيث يخيل للمتابع ان الشارع المصري بأكمله أصبح ضد الإخوان المسلمين، وتلك الأرقام تنسف هذا الاعتقاد من أساسه، مع العلم أن شعبيتهم تأثرت سلبا ولا شك، ليس بسبب أخطائهم التي ارتكبوها فقط، بل بسبب شيطنتهم الممنهجة، واستثمار بعض التيارات السلفية المصرية لحالة العداء السلطوية ضدهم، حيث تبنوا منحى انتهازيا جعلهم يتوهمون ان بإمكانهم أن يحلوا محل الإخوان في القلب والعقل الجمعي المصري والعربي، فتحالفوا مع العسكر، وانتهجوا سبيل الفُحش في خصومتهم مع الإخوان، فتماهوا وتساووا مع العسكر، والمتآمرين على الديمقراطية المصرية الوليدة.
حلمي الأسمر
لا يوجد بين يدينا شيء يمكن أن يحسم السؤال الذي طرحناه عنوانا لهذه المقالة، باستثناء استطلاع رأي يتيم جرى دفنه على عجل قبل أن يولد، هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة زغبي العالمية وهي شركة أمريكية خاصة تعنى بالدراسات والبحوث التسويقية واستطلاعات الرأي تأسست في العام 1984 على يد جون زغبي، أبحاث الشركة واستطلاعاتها مرجع للعديد من وسائل الاعلام والحكومات والتنظيمات السياسية، وتقوم بعمل هذه الأبحاث والاستطلاعات في أكثر من 70 بلدا حول العالم، ويوجد مقر الشركة الرئيسي في نيويورك ومكاتب في فلوريدا وواشنطن ودبي، وهي تتمتع بمصداقية عالية، أجرت الاستطلاع بمناسبة مرور ثلاثة شهور على الانقلاب في مصر، وقيل إن تمويل الاستطلاع جاء من دولة خليجية لمعرفة مدى التغييرات التي حدثت في مصر بعد استثمارها مالا كثيرا هناك لتعديل مزاج الشعب المصري، وتخليصه من حبه للحكم الذي انقلب عليه العسكر، ولكن نتائج الاستطلاع جاءت على غير ما تشتهي تلك الدولة، *** يطب لأحد، بل تم تجاهله على نحو شبه كامل في كل وسائل الإعلام، خاصة المصرية منها، وتلك الخليجية طبعا ، فماذا قال الاستطلاع؟ ولم تم دفنه على هذا النحو المريب؟
من أهم نتائج الاستطلاع، ما يلي: الثقة فى المؤسسة العسكرية انخفضت من 93% فى يوليو/تموز (شهر الانقلاب) إلى 70% فى ايلول سبتمبر، أما القضاء فقد انخفضت الثقة فيه من 67% فى أيار/مايو إلى 54% فى ايلول/سبتمبر، أما عن الشرطة فتعتبر النسبة مستقرة نسبيا بـ 52% فى مايو مقابل 49% فى سبتمبر، أما نسبة الثقة فى الحكومة الانتقالية فهناك42% فقط لديهم ثقة فى الحكومة الانتقالية بينما فقد 52% من المصريين الثقة فى الحكومة أما القادة السياسيون فالسيسي يحتل أعلى نسبة تأييد 46% بينما يرفضه 52 % أما الرئيس المؤقت عدلي منصور *** تتجاوز نسبة الثقة فيه 39% بينما يرفضه 58 % أما الرئيس المنتخب محمد مرسي بلغت نسبة تأييده 44% بينما رفضه 54 % من المصريين، أما القوى السياسية فبلغت نسبة مؤيدي الاخوان فى سبتمبر فقد بلغت 34% (26% فى مايو و24% فى يوليو) بينما رفضهم 59 % من المصريين.. أما حزب النور فانخفضت نسبة تأييده إلى 10 % مقابل 86% لا يثقون فيه، ومثله جبهة الانقاذ التى تدنى تأييدها إلى 13% مقابل رفض 84 % من المصريين لها وعدم ثقتهم بها، أيضا تراجعت شعبية حركة تمرد حيث قال 62% من المصريين إنهم لا يثقون بحركة تمرد مقابل 35 % يؤيدونها، أما نسبة المصريين الذين ليس لديهم ثقة في أي حزب فبلغت فى سبتمبر 17 % بعد أن كانت فى مايو 39%. أما الجزء الأخطر من الاستطلاع حول تقييم المصريين لعزل مرسي بعد مرور3 شهور على العزل حيث أبدى 46% من المصريين تأييدهم لعزل مرسي بينما رأى 51% أن قرار عزله بهذه الطريقة لم يكن صوابا بعد ما تبعه من نتائج ورأى 35% ان مصر أحسن حالا بعد 30 يونيو و46% قالوا انها صارت أسوأ بينما رأى 18% انه لم يتغير شيء!.
أعتقد أن الأرقام أعلاه تجيب عن التساؤل الذي طرحناه هنا، وتجيب أيضا عمن يقول أن شعبية الإخوان تآكلت في ظل الهجمة الرسمية غير المسبوقة التي يشنها الإعلام الرسمي والمأجور ضدهم، حيث يخيل للمتابع ان الشارع المصري بأكمله أصبح ضد الإخوان المسلمين، وتلك الأرقام تنسف هذا الاعتقاد من أساسه، مع العلم أن شعبيتهم تأثرت سلبا ولا شك، ليس بسبب أخطائهم التي ارتكبوها فقط، بل بسبب شيطنتهم الممنهجة، واستثمار بعض التيارات السلفية المصرية لحالة العداء السلطوية ضدهم، حيث تبنوا منحى انتهازيا جعلهم يتوهمون ان بإمكانهم أن يحلوا محل الإخوان في القلب والعقل الجمعي المصري والعربي، فتحالفوا مع العسكر، وانتهجوا سبيل الفُحش في خصومتهم مع الإخوان، فتماهوا وتساووا مع العسكر، والمتآمرين على الديمقراطية المصرية الوليدة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية