هل سيتم اغتيال فاروق القدومي؟
بقلم: ماجد الزبدة
التصريحات التي أدلى بها أمين سر حركة فتح ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي شكلت قنبلة إعلامية من الوزن الثقيل وصفعة قاسية لفريق سلطة رام الله، فالرجل ورغم تأخر تصريحاته سنوات عدة إلا أنه اختار الزمن المناسب حيث أن قيادة سلطة رام الله عازمة على عقد المؤتمر السادس للحركة تحت ظلال الإحتلال ما يعني اختطاف قرار فتح إلى غير رجعة من قِبل تيار عباس – دحلان والذي أثبتت الوقائع على الأرض قبل وثيقة القدومي استمرائه التنسيق الامني مع جيش الاحتلال بل وقيامه بتنفيذ سياسات وأجندة الاحتلال علناً في الضفة الغربية
لست أتفق مع العديد من المحللين والكتاب الذين رأوا بأن وثيقة القدومي لم تأت بجديد حيث أنها أثبتت المُثبت وأكدت المؤكد بل أقول بأن تلك الوثيقة كشفت زَيف تيار أوسلو الذي لطالما
ادّعى كذباً بأنه يرفض استخدام العنف ضد المحتل وأنه ينشد السلام للشعبين الفلسطيني واليهودي فإذا بوثيقة القدومي تبرهن بأن هذا الفريق يرفض استخدام العنف ضد اليهود فقط وفي المقابل يسعى ولا زال بكل قوة لاستخدام العنف المفرط ضد أبناء شعبه واغتيال كافة القيادات العسكرية والسياسية للشعب الفلسطيني على اختلاف أطيافها وتوجهاتها الإسلامية والوطنية
واليوم وفي ظل إصرار القدومي على اتهاماته بل وتلويحه بإظهار دلائل أخرى تبرهن صدق روايته ووثيقته، نجزم بأن فريق سلطة أوسلو سيسعى جاهداً لإسكات هذا الصوت الذي قد يعرقل هيمنته على حركة فتح وللأبد من خلال المؤتمر السادس الذي تم الانتهاء من كافة ترتيباته بما يتوافق مع أفكار ومعتقدات هذا الفريق والتي تتناقض مع توجهات الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته السياسية والفكرية، وعليه فقد تلجأ بعض قياداتهم للتخلص من هذا الرجل جسدياً بطريقة أو بأخرى وهو الأمر الغير مستبعد في ظل توفر العشرات من الحالات المشابهة في تاريخ حركة فتح لم يكن آخرها اغتيال مساعد ممثل منظمة التحرير في لبنان كمال مدحت قبل عدة أشهر في ملابسات غامضة، بل كانت الاغتيالات السياسية هي الوسيلة الأبرز للتخلص من أقطاب وقيادات بارزة داخل الحركة في إطار الصراعات الداخلية في الحركة والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
مع السنوات الأولى لتشكيل قوات العاصفة التابعة لحركة فتح تم اغتيال مسئول تلك القوات النقيب يوسف عرابي في ظروف غامضة.أيضاً تم خلال تلك الفترة التخلص من عبد الفتاح حمود أحد قيادات الحركة من خلال تدبير حادث دهس مدبّر أثناء توجهه للمملكة الأردنية قادماً من دمشق بهدف لقاء قيادات أخرى في حركة فتح.تم اغتيال رئيس غرفة العمليات الفلسطينية سعد صايل في البقاع اللبناني خلال العام 1982 في ظروف غامضة.كذلك وفي إطار تلك الصراعات المتناحرة داخل الحركة تم في مطلع العام 1991 اغتيال القيادات التاريخية للحركة صلاح خلف وعبد الحميد هايل وفخري العمري.في العام 1993 تم اغتيال ثلاثة من قيادات الحركة البارزة في غزة وهم أسعد الصفطاوي ومحمد هاشم أبو شعبان وماهر كحيل حيث أنكر جيش الاحتلال حينها أية علاقة له بتلك الاغتيالات.تم اغتيال رئيس قناة "فلسطين" الفضائيّة هشام مكي في يناير من العام 2001، وكذلك تم اغتيال مستشار الرئيس عرفات خليل الزبن خلال العام 2004 واللافت أن أصابع الاتهام كانت تشير في الحادثين إلى مسئول فلسطيني أصبح من القيادات البارزة في سلطة رام الله فيما بعد.اغتيال القياديين في الحركة جهاد العمارين وعبد المعطي السبعاوي خلال انتفاضة الأقصى في ظروف غامضة ودائماً ما كانت رواية الحركة توجه أصابع الإتهام للعدو الصهيوني دون تشكيل لجان للتحقيق في تلك الحوادث.هذا غيض من فيض لهذا النهج الذي سارت عليه قيادات فتح طيلة السنوات السابقة، وأمام تلك الحقائق التي لم يطمسها التاريخ وفي ظل إصرار القدومي على موقفه في اتهام عباس ودح لان بالمشاركة في اغتيال عرفات، يحق لنا أن نتساءل: هل سيتم اغتيال فاروق القدومي ؟؟؟ مع إيماننا بأن الغيب لا يعلمه إلا رب العباد وقناعتنا بأن الإجابة لو كانت نعم فإن الجريمة سيتم التخطيط لها حتماً لتكون حادثاً عرَضياً عابراً
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية