هل سيطرد الجنرال الأمريكي من الضفة؟
محمد القيق
بعد تقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطينية مستقلة يترتب عدد من الجوانب الجديدة لصورة وهيئة السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وهذا يضع قيادتها أمام خيارات محصورة جدا في ظل ما يقال عن الرضا الشعبي عن هذه الخطوة، وحتى لا ترتد غضبة الشعب من أوباما والمجتمع الدولي على السلطة يبدو أن الأخيرة ستتغير قواعد اللعبة لديها بعد هذه الخطوة.
ولعل أبرز تلك التغيرات إذا ما حصل اعتراف بهذه الدولة وهو مستبعد جدا فإن من ملامح الدولة المستقلة عدم تدخل الأمريكان والآخرين في سياساتها وخاصة الأمنية، ولذا فإن الجنرال الأمريكي الذي يشرف على الأجهزة الأمنية بالضفة وجب ترحيله من قبل السلطة والاعتماد على الذات لبناء تلك الدولة، وهذا يعني وقف التنسيق الأمني والاعتقالات في صفوف حركة حماس وتهيئة الأجواء إلى سلسلة جديدة من شهادة الدولة المدنية والتي تتمثل في الانتخابات الشفافة وتداول السلطة السلمي وحماية الأمن القومي للفلسطينيين.
وفي حال لم تحصل السلطة على دولة بعد هذا الاستجداء والشرح المفصل لفشل المفاوضات والطريقة التي تغنى فيها البعض وهي الانحناء كثيرا لرغبة أوباما الذي يعد خطابه دستورا أكد عليه نتنياهو بأن لا سيادة للفلسطينيين على منطقة في الضفة بالسلام أو الحديث في المصالح الدولية، وعليه فإن القوة تعيد إثبات النظرية التي من خلالها لا يجرؤ المستوطن ولا الجندي أن يستبيح قطاع غزة لأنه لم يأت عبر المفاوضات أو التدخل الدولي بل جاء بالمقاومة، تلك المقاومة التي كشفت ضعف الاحتلال أثناء انتفاضة الأقصى ومنعت المستوطنين من العربدة في مدن الضفة وحين بدأ الترويج للمفاوضات والسلام والمسيرات السلمية ما وجدنا غير القتل والتدمير والحرق والهدم.. وهذه هدية الاحتلال لمن يبحث عن السلام.
وهذه الحالة الثانية ستخرج الجنرال الأمريكي ليس من قبل السلطة بل من قبل من أسكتت وكبتت أصواتهم على مدار أعوام من المزارعين والمواطنين وأهالي الأسرى والغيورين على الأرض والمقدسات في هبّة لا يمكن توقع حجمها نظرا لما تفاجأنا به في الربيع العربي، وهنا لن يستطيع قريب أو بعيد أن يوقف الجماهير عن أخذ الحق بالقوة ووجب على أصوات كانت تجهر بكلمات السلام والسلم والمفاوضات أن تصمت وتشاهد ما سيتم إنجازه على يد الشباب الفلسطيني الغاضب.
وعلى كلا الجانبين؛ دولة أتت أم أن المجتمع الدولي همش معاناة الفلسطينيين، فإننا أمام مرحلة جديدة تغيب فيها وجوه وعناوين وتبرز أخرى بمناهج وسياسات جديدة بعد فشل تلك السابقة أو التي تترنح حاليا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية