هناك رقابة إلهية .. احذر ... بقلم : مصطفى الصواف

الجمعة 01 فبراير 2013

هناك رقابة إلهية .. احذر

مصطفى الصواف

الرقابة وسيلة من وسائل حماية المجتمع من أجل متابعة العمل وتقويمه ومعالجة عثراته أولاً بأول، وعندما تحصل قضية ما أو تقصير أو سوء إدارة سرعان ما يتبادر السؤال التالي لو كان هناك رقابة لما حدث هذا الأمر.

صحيح أن للرقابة دورا كبيرا جدا في متابعة العمل والتدقيق فيه الأمر الذي يؤدي إلى سرعة اكتشاف الخلل والعمل على إصلاحه، ووجود الرقابة تجعل جهات العمل على أكمل وجه لأنها تدرك بأن هناك من سيأتي ويفتش ويفحص ويراقب ويشيد أو ينتقد، يعدل وينصح ويشجع ويحاسب بعد منح الفرص، فالرقابة في المفهوم الصحيح ليست للتجريح أو التصيد ولكنها من أجل التقويم والتعديل وحسن الأداء وحتى يكون هناك شفافية ونزاهة.

الحديث عن الرقابة يدفعنا إلى تبيان أن هناك ثلاثة أنواع من الرقابة أولها الرقابة الذاتية، فأنا وأنت مؤتمنون على عملنا وعلينا أن نقوم به على أكمل وجه، ولكن قد نخطئ خلال العمل بغير قصد وهذا الخطأ ناتج عن الاجتهاد في اختيار البدائل لتحقيق الهدف الأمثل، وهذا في ظني مقدر ومعفو عنه من قبل المسئولين, ودور الرقابة هنا هو دور الكشاف الذي يوضح الأمور ويجليها وبين مواطن الخلل ويعمل على معالجتها وسيدرك المراقب المهني أن الخطأ غير مقصود وهو نوع من الاجتهاد وبالتأكيد سيعمل على التشجيع مع تبيان كيفية الاختيار بين البدائل لتكون النتائج سليمة ولصالح العمل.

ولكن الشيء غير المقبول هو تعمد الخطأ عن سبق إصرار وتعمد ولأسباب كثيرة قد تكون ذاتية أو لخلاف من الرئيس في العمل أو للانتقام، أو لجهل بأصول العمل الموكل إلى الموظف أو صاحب الشأن، وهذا يحتاج أولا إلى دراسة أسباب الخطأ ووضع الحلول المناسبة من قبل الرقابة وإعطاء الموظف فرصة جديدة بعد توضيح الأمر كاملا من قبل الرقابة أو الجهات المسئولة وذات الاختصاص.

وهناك الرقابة الحكومية المسئولة التي تتولاها هيئة الرقابة العامة والتي أولتها الحكومة وتوليها كل الحكومات اهتماماً خاصاً لأنها الميزان الذي يمكن أن يقاس به أو توزن عليه الأعمال الحكومية برمتها وهذه الرقابة بحاجة إلى شفافية وموضوعية ومهنية عالية وأن تعي أن الهدف من الرقابة هو التقويم والنصح والإرشاد وليس لإيقاع العقاب من أجل العقاب، لأن المطلوب هو الارتقاء بالعمل والارتقاء بالخدمة المقدمة وكل ذلك لن يتم إلا إذا ارتقينا بالموظف القائم على تقديم الخدمات للمواطنين وفق المعايير المهنية السليمة.

رقابة الحكومة مهمة من خلال المتابعة الميدانية للعمل الحكومي وعدم الاكتفاء بما يرفع من قبل الجهات المختلفة داخل كل وزارة، وإن هذه الرقابة يجب ألا تُقتصر على الموظف على مختلف درجاته ومسمياته الوظيفية بل لابد أن تشمل رأس الهرم في الوزارة والمتمثل بالوزير المسئول والذي يجب أن يشعر أنه مراقب وانه خاضع لهيئة الرقابة العامة ومحاسب عن التقصير أو التبذير أو التفريط، وعلى هيئة الرقابة أن تتولى كل هذا الأمر بعيدا عن الحساسية أو الاعتبارات الشخصية أو الجهوية.

وهناك رقابة فوق كل هذه الرقابة التي ذكرناها والتي تمثلت الأولى بالرقابة الذاتية، والثانية بالرقابة الحكومية، ورقابتنا الثالثة التي يجب على الكل أن يدركها هو الرقابة الإلهية، هذه الرقابة التي لا يستطيع أي منا أن يفلت منها، فقد يتمكن الموظف من أن يخدع الجهات المسئولة ويزين عمله بكل الوسائل والحيل القانونية أو غيرها، وقد تعمل الرقابة الحكومية بشكل بعيد عن المهنية وتمارس عملها الانتقامي من الموظف أو تراعي المعرفة والدرجات الوظيفية والخواطر الجهوية أو العائلية أو الشخصية وقد تنجح في تصوير الأمور على غير حقيقتها، وهذا قد يحدث؛ ولكن لو وضع الجميع نصب عينه أن هناك رقابة من قبل الله في كل أعمالنا قليلها وصغيرها وأننا محاسبون أمام الله على التقصير عندها سيكون عملنا أفضل ومراقبتنا الأولى والثانية على خير ما يرام سينصلح شأن العمل وتكون الخدمة بشكل مرضٍ للجميع

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية