هنية: حماس تدير معركة معقّدة مع العدو وكل معركة تخضع للتقييم
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إنّ حركته تدير معركة معقّدة مع العدو الإسرائيلي، وإنّها تخضع كل معركة للتقييم لمعرفة أين أخطأت وأين أصابت وما هي الاحتياجات الاستراتيجية اللازمة للمواجهة.
وكشف هنية، خلال استضافته في برنامج "المقابلة" الذي بثّته فضائية الجزيرة مساء الأحد، أنّ قيادة حماس أجرت تقييمًا للحرب الإسرائيلية الأولى التي جرت على قطاع غزة أواخر عام 2008.
وقال "هذه الحرب أعطتنا مؤشرًا أنّ طبيعية المواجهة مع الاحتلال تختلف عمّا سبق، وتقييم الحرب كان أنّنا بحاجة إلى قرارات ذات صبغة استراتيجية".
وأضاف "اتخذنا قرارًا بضرورة امتلاك سلاح الردع المتمثّل بالصواريخ، وسلاح استراتيجي المتمثّل بالأنفاق، وسلاح للتصدي للدبابات والآليات العسكرية التي تتوغّل في قطاع غزة".
وكشف أنّ هذه "الخطة الدفاعية قد تمّ اعتمادها من قيادة حركة حماس في الداخل والخارج"، مبيّنًا أنّه جرى توفير التمويل اللازم لهذه الخطة عبر الحصول على 70 مليون دولار من إيران، إلى جانب ما كان يصل الحركة من دعم الشعوب العربية والإسلامية.
وتابع "هذه الخطة نقلت إمكانيات المقاومة وقدراتها وهذا ما ظهر في معركة 2012 بعد اغتيال القائد أحمد الجعبري الذي كان يسلتزم ردًّا يوازي هذا الاغتيال وقرّرنا قصف "تل أبيب".
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إنّ "حرب 2009 كانت معركة الصمود، وحرب 2012 كانت معركة التحدي، حرب 2014 كانت معركة كسر هيبة جيش الاحتلال بأن يضع مقاتل قسامي قدمه فوق رأس الجندي الإسرائيلي، وحرب 2021 كانت "بروفة" للتحرير الشامل".
ورأى أنّ الاستراتيجية الأمريكية الحالية تعمد إلى "تهدئة الجبهات في المنطقة"، لكنّه لم يستبعد انفجار الأوضاع بفعل الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنوه في الضفة والقدس، إلى جانب استمرار الحصار على قطاع غزة.
وشدّد على أنّ القطاع ثبّت بعد معركة "سيف القدس" قواعد اشتباك أنّ المقاومة في غزة لن تكون بمعزل عن التطورات في العناوين الوطنية الفلسطينية المتمثّلة في القدس والأسرى والاستيطان واللاجئين.
العلاقة مع إيران
وأكّد هنية على أنّ المقاومة ضد الاحتلال تتمّ وفق الأجندة الفلسطينية، مشدّدًا على أنّ حماس "لا تخوض حربًا بالوكالة عن أحد".
وأضاف "الإخوة في إيران لا يطلبون من حماس أو المقاومة الفلسطينية خوض حرب بالوكالة عنهم، ونحن قرارنا مستقل".
وحول الدعم الذي تحظى به حماس من إيران، قال رئيس الحركة إنّ الإيرانيين يقدّمون الدعم من بعد ديني وعقائدي متعلّق بفلسطين والقدس، والبعد الثاني أنّ العدو الإسرائيلي هو عدو مشترك، ودعم حركات المقاومة التي تضعفه وتشغله هو في الآخر مصلحة عسكرية.
وأضاف "البعد الثالث أنّ أي دولة لها مصالح سياسية وإيران تريد الظهور في العالم الإسلامي السُنّي بأنّها تدعم المقاومة في فلسطين والقضية الفلسطينية".
ونفي وجود تيارات في حماس، موضحًا أنّ للحركة ثوابت واستراتيجية وهوية هي محلّ إجماع بين كل القيادات في الداخل والخارج، وأنّ طبيعة العلاقة مع إيران هي نتاج قرار مؤسسي.
العلاقة مع مصر والسعودية
وبيّن هنية أنّ حماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على الجميع، ولنا علاقة قوية جدًّا ومهمة مع مصر، وكذلك لدنيا علاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف "التغيير الذي طرأ في العلاقة مع السعودية لم يكن من طرفنا بل من طرف إخوتنا في المملكة، فقد فوجئنا باعتقال مجموعة من الإخوة من بينهم الدكتور محمد الخضري سفير الحركة في المملكة منذ 20 عامًا".
وتابع "هناك واسطات مع المملكة، ونحن نتخاطب مع الإخوة في المملكة بدون وساطات، وقد أرسلت رسائل كثيرة جدًّا لخادم الحرمين الشريفيين ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وواصل "تحدثنا مع الأمم المتحدة ودول وشخصيات داخل المملكة السعودية من أجل طوي هذه الصفحة".
وشدّد على أنّ شعبنا بحاجة إلى دعم من أي دولة عربية وأي دعم عالمي "فنحن شعب تحت الاحتلال، وندير مقاومتنا بقرارنا، والدعم لنا غير مشروط، ولا أحد يفرض علينا أن يعطي بمقابل".
وقال هنية إنّ سوريا شكلت غطاء سياسيًا لحماس، ووفرت لها الدعم المالي، وعلينا إعادة حيوية العلاقة مع الكل العربي والإسلامي الذي يدعم المقاومة ويعارض الاحتلال.
وبيّن أنّ علاقة حركته مع مصر "مستقرة وجيدة، ومع تبدل الرؤساء والحكومات فيها ظلت حماس حريصة على العلاقات معها، فهي دولة وازنة ذات ارتباط تاريخي بفلسطين".
وقال إنّ "مصر تتابع ملف المصالحة ومفاوضات تبادل الأسرى، وموضوع غزة والحصار وإعادة الإعمار ونطمح إلى أن يكون لمصر دور أكبر مع حماس".
وحول القرار البريطاني بتنصيف حماس حركة "إرهابية"، وصف رئيس المكتب السياسي القرار بأنّه "خطيئة تضيفها بريطانيا إلى الخطيئة الكبرى "وعد بلفور" بتصنيف حركات المقاومة إرهابية"، معتبرًا أنّ "القرار البريطاني جاء بإملاءات صهيونية على الحكومة البريطانية، وبغطاء أمريكي".
أولويات حماس
وقال هنية إنّ أولوية حركته تتمثّل في "إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، وعدم التفريط بالحقوق والثوابت الفلسطينية"، مشدّدًا على أنّ حماس "تسعى إلى استنهاض المقاومة الشاملة، والاستمرار في تقوية المقاومة وتراكم القوة".
وذكر أنّ حماس تحتفظ بـ4 جنود إسرائيليين أسرى في داخل قطاع غزة "وإذا لم يقتنع الاحتلال بالتوصل لصفقة، فإن حماس والقسام ستجبرها وتزيد الغلة عبر أذرعها الممتدة في كل مكان".
وقال إنّ حماس "توافق على إقامة دولة على حدود عام 1967، بشرط عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وعدم التنازل عن أي شبر من أراضي عام 1948".
وبيّن أنّ "على رأس أولويات حماس تحرير الأسرى، وعلى رأسهم الأسرى الستة، وأنّه لا عودة عن حق العودة، ولا أي دولة أو حزب يملك التنازل عن حق العودة".
وبشأن ملف المصالحة والعلاقات الوطنية، أكّد هنية أنّ حماس مستعدة لأن تحفر في الصخر من أجل الوحدة الوطنية.
وقال "نطالب بإعادة ترتيب منظمة التحرير، والاتفاق على برنامج سياسي وفق القاسم المشترك، ويجب الاتفاق على استراتيجية نضالية، وأن يكون اتخاذ القرار الفلسطيني محل اتفاق".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية