وأخيراً .. مشعل في عمان! ...بقلم : رائد عبد السلام

الأحد 29 يناير 2012

 
وأخيراً .. مشعل في عمان!


رائد عبد السلام


تتجه أنظار المراقبين والمتابعين والمهتمين هذه الأيام صوب العاصمة الأردنية عمان ، التي تشهد اليوم زيارة ذات طابع خاص يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى عاصمة الدولة التي تمتلك أطول حدود مع الكيان الصهيوني، والتي أبعدت مشعل ورفاقه مكبلي الأيدي قبل نحو ثلاثة عشر عاماً بلا أي سند شرعي أو قانوني أو أخلاقي. وقد أكد رئيس وزراء الأردن الجديد عقب توليه منصبه عدم قانونية ذلك القرار الجائر الذي اتخذته الحكومة الأردنية آنذاك بحق "حماس" وقادتها وشعبها المظلوم.

إن النظام الأردني وعبر السنوات الماضية عودنا أن لا نثق به، ولذلك فإننا ننظر بكثير من الريبة والشك تجاه هذه الخطوة التي نعلم جيداً أن عمان قد دٌفعت إليها دفعاً إثر التغييرات الكبيرة في المنطقة أو ما يسمى بـ "الربيع العربي"، ولو حاولنا استقراء أو تفسير الموقف الأردني الجديد تجاه حماس فإننا سنخلص إلى العوامل التالية :

أولاً : سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، الذي كان بمثابة رئيس "العملاء" وأنظمة "المحور الأمريكي" في المنطقة. ولا شك أن سقوطه بهذه الطريقة المذلة أوجد حالة من الرعب في قلوب باقي أنظمة المحور، والأردن على رأسها.

العامل الثاني هو الضعف الشديد الذي يعيشه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نتيجة لعوامل كثيرة من بينها بالطبع سقوط نظام مبارك وتوقف عملية السلام نتيجة التعنت الصهيوني والانحياز الأمريكي الكامل، وهو الأمر نفسه الذي دفع عباس بالتظاهر بالاهتمام بالمصالحة الداخلية مع حركة حماس ومحاولة تحريكها، وقد كان واضحاً من البداية أن موضوع المصالحة برمته ليس إلا طوق نجاه لعباس الذي يعيش أسوأ أوقاته.

العامل الثالث وهو عامل داخلي بحت، حيث نعرف جميعاً أن الفلسطينيين في الأردن يشكلون أغلبية كبيرة ستسعدهم عودة أبي الوليد ورفاقه إلى عمان واعتراف الحكومة بخطئها تجاههم ، وهذا بحد ذاته قد يعمق من هدوء الأوضاع في الأردن التي بدأت إرهاصات تأثرها - ولو بشكل محدود - بما يدور حولها.

العامل الرابع وقد يغيب عن بال الكثيرين أن موافقة عمان على فتح ملف العلاقة مع حماس جاء نتيجة ضغط قطري متواصل على الأردن ، وقد كان تعنت الأردن عبر السنوات الماضية ورفضها لفتح هذا الملف سبباً في حرمان آلاف الأردنيين من تأشيرات العمل القطرية، الأمر الذي شكل ضغوطاً اقتصادية واجتماعية على الحكومة الأردنية.

كنا نأمل لو كان لدى الأردن بالفعل قناعة بخطئه تجاه حماس ، وتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، وبأنه بالفعل يسعى لإصلاح ذلك الخطأ من منطلق سليم ولكن للأسف كل البوادر والمؤشرات تقودنا إلى الاعتقاد أن الأردن بموقفه الجديد لا يفعل سوى تقليب الأوراق واللعب بها من جديد. ونحن نثق بوعي حماس وقدرتها على فهم هذه التطورات في سياقها الصحيح .

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية