وحقق الله قدره بأنثى
د. ديمة طارق طهبوب
غريبة هي بعض التفسيرات الدينية التي تحصر دور المرأة في البيت و التربية فقط بينما القرآن و السيرة كانا أكبر شاهد على المجال غير المحدود الذي فتحه الله و رسوله للنساء لدرجة تجعلنا نتعجب و نقول أما كان في الأمة رجال يستطيعون أن يقوموا بالمهمة و يسدوا ذات المسد؟! الا أن الله جعل لإمائه من المؤمنات خيارات حصرية أو جمعية و ادوارا فردية و جماعية ما بين حسن البر و التبعل و ما بين أن يكنَّ في أتون المعمعة يدافعن عن الدين و كرامة الأمة، و ها هي ام عمارة تحامي عن رسول الله وحدها جندية مستبسلة فيبشرها بالجنة فتتوهج في ذات اللحظة أنفاس الزوجة و الأم و تطلب لعائلتها و أهلها ذات الأجر
في صفحة سابقة بذات الخطورة في وقتها و الدين على المحك و فساد بني اسرائيل بدأ يضرب أطنابه و الله يهيؤ القدر لمعجزة و انقلاب يعيد الامور الى نصابها و يمحص الايمان ليستبدل الفاسدين من الامم بغيرهم من المصلحين، في هذا الخضم يصطفي الله عائلة فوق عباده لتحمل راية هذا التغيير و يظهر فضل الاصطفاء عندما نستمع لزوجة عمران تطلق الشرارة الاولى لمشروع التغيير و "تهديف الانجاب" اي ان يكون للانجاب هدف سام أكبر من التناكح و التناسل، هدف يستحق ان يكون الجيل الناتج منه سببا في الفخر و المباهاة، لم ترد امرأة عمران ان تكون مجرد رحم آخر كأرحام كل النساء، لم ترد ان تكون مجرد مستودع لنطفة اخرى من النطف، هذا يفعله كل الناس، حتى النكرات في تاريخ البشرية، الاصطفاء كان اصطفاء الفهم اولا ثم اصطفاء التنفيذ ثانيا، هذه العائلة فهمت دورها في تاريخ العائلات التي جعلها الله قدوة للعالمين فطفقت الأم توظف كل مقدرات الاسرة لخدمة غرض الاصطفاء و كان أول ما تحت سلطتها هذه النطفة في رحمها فقدمت بيعها لله "رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم" ربِ، لك، بطني و مني" دعاء يحمل أشد كلمات الخصوصية في العلاقة مع الله و اعلى اشكال التجرد لإمضاء هدف يكون منه خدمة رسالة عامة ليصب الفردي في مصلحة الأمة
تقبل الله النذر، و كان الجنين المنذور لخدمة بيت المقدس والمسجد الأقصى في وقت كان المكان قد بدأ يموج بفساد بني اسرائيل و زيغهم عن الحق!
و بمنطق هذه الأيام نقول و من أنسب ان يقوم بالمهمة الصعبة في الزمن الصعب من رجل قوي الايمان قوي العزم قوي الشكيمة؟!
و لكن رب العزة اراد ان يحقق قدره بأنثى لتكون أول راهبة تُوهب للأقصى و تكون بوابة المعجزة القادمة و كأنه سبحانه و تعالى يخبر عباده ان الرسالات العظيمة و الرجال العظماء لا بد ان يمهروا بختم امرأة عظيمة تفتح لهم المنافذ و تيسر لهم السبل ليخرجوا من رحمها و من بيتها و من تحت عينها مزودين بذات أنفاسها و عزيمتها ،فجاء عيسى عليه السلام بعد اصطفائين ربانيين لامرأتين، جدته و أمه، كانتا البذرة و هو كان الحصاد، و لولا الجذر المتين لم يكن لفرع أن يكون كلمة طيبة اصلها ثابت في الارض و السماء.
كان اختيار رب العزة لأنثى هي مريم اختيار الكرامة و التكريم و لكنه كان ايضا اختيار العلم بالقدرة على سد الثغرة و اعطاء النموذج و الثبات في الملمات و كان العون على قدر المؤونة فناداها الا تحزن و لو تقوّل عليها الجهلة و لو نالها الاذى فالله ناصرها و لو بعد حين
روح مريم لم تغادر الاقصى فالله يورث مقدساته لاوليائه في الازمان المختلفة، المريميات اليوم مرابطات قد وقفن أنفسهن للاقصى كما ترهبنت لاجله أمهن سابقا، يدافعن بأجسادهن و اصواتهن عن قبلة المسلمين الاولى، لا ينتظرن اذنا من أحد فهن أصلاء و أصيلات في الدفاع عن الاقصى و لسن بديلات للرجال فما جاء عيسى عليه السلام بديلا لدور أمه و ما كانت مريم لتحمل رسالة ابنها، و لكنه التكامل في أعظم صوره و أتم أشكاله لا يفهمه جهلة يقولون و لماذا تعرض المرأة نفسها لذلك؟
فحجاب عبير ذياب الذي نزعه الصهاينة هو نفسه خوض بني اسرائيل في عرض البتول، فكان دفاع الله و براءته و نصره المؤزر لها، فالله يدافع عن الذين آمنوا في كل زمان و مكان، هذا اليقين بالله و ذاك النموذج المريمي هو ما يجعل المرابطات المقدسيات يجلسن في الشوارع و على الأسوار و بجانب اقرب نقطة من المسجد بعد الابعاد القصري عنه من قبل الاحتلال، لا يخلفن موعد الرباط و لا يجلسن في بيوتهن مرتاحات يقلن قد بذلنا و انتهى، فصاحبة القضية لا تسلم الراية الا مرفوعة، لا توكل احدا ليقوم بمهمتها ما دامت تستطيع ان تقوم بها، لا تعترف بأدوار الكفاية ما دام يمكن لها ان تحرز قصب السبق في اداء فروض العين.
ثم الرسالة الاخيرة لكل رجل يرى مريم تقوم بدورها ثم يجبن او يتخاذل ان يكون لها عيسى فذاك قد أخرج نفسه باختياره من دائرة الرجولة و البر و المجد
الاحتلال يعلم ان مريم ظهرت من جديد في الاقصى فهو يمارس اقصى درجات الوحشية ضدها فأين عيسى ليدافع عن أمه لتكتمل الاية؟!
صناعة معجزة النصر القادمة لن تكون إلا إذا خرجت من أفئدة و عزائم نساء مؤمنات يرين في أنسابهن و ارحامهن و عقود زواجهن سببا الى تحرير الاقصى و نصرة الأمة، وقتها سيخرج للأمة العمريون و الصلاحيون و الحميديون و القساميون و أحفاد الياسين فافهمن يا نساء و افهموا يا رجال.
د. ديمة طارق طهبوب
غريبة هي بعض التفسيرات الدينية التي تحصر دور المرأة في البيت و التربية فقط بينما القرآن و السيرة كانا أكبر شاهد على المجال غير المحدود الذي فتحه الله و رسوله للنساء لدرجة تجعلنا نتعجب و نقول أما كان في الأمة رجال يستطيعون أن يقوموا بالمهمة و يسدوا ذات المسد؟! الا أن الله جعل لإمائه من المؤمنات خيارات حصرية أو جمعية و ادوارا فردية و جماعية ما بين حسن البر و التبعل و ما بين أن يكنَّ في أتون المعمعة يدافعن عن الدين و كرامة الأمة، و ها هي ام عمارة تحامي عن رسول الله وحدها جندية مستبسلة فيبشرها بالجنة فتتوهج في ذات اللحظة أنفاس الزوجة و الأم و تطلب لعائلتها و أهلها ذات الأجر
في صفحة سابقة بذات الخطورة في وقتها و الدين على المحك و فساد بني اسرائيل بدأ يضرب أطنابه و الله يهيؤ القدر لمعجزة و انقلاب يعيد الامور الى نصابها و يمحص الايمان ليستبدل الفاسدين من الامم بغيرهم من المصلحين، في هذا الخضم يصطفي الله عائلة فوق عباده لتحمل راية هذا التغيير و يظهر فضل الاصطفاء عندما نستمع لزوجة عمران تطلق الشرارة الاولى لمشروع التغيير و "تهديف الانجاب" اي ان يكون للانجاب هدف سام أكبر من التناكح و التناسل، هدف يستحق ان يكون الجيل الناتج منه سببا في الفخر و المباهاة، لم ترد امرأة عمران ان تكون مجرد رحم آخر كأرحام كل النساء، لم ترد ان تكون مجرد مستودع لنطفة اخرى من النطف، هذا يفعله كل الناس، حتى النكرات في تاريخ البشرية، الاصطفاء كان اصطفاء الفهم اولا ثم اصطفاء التنفيذ ثانيا، هذه العائلة فهمت دورها في تاريخ العائلات التي جعلها الله قدوة للعالمين فطفقت الأم توظف كل مقدرات الاسرة لخدمة غرض الاصطفاء و كان أول ما تحت سلطتها هذه النطفة في رحمها فقدمت بيعها لله "رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم" ربِ، لك، بطني و مني" دعاء يحمل أشد كلمات الخصوصية في العلاقة مع الله و اعلى اشكال التجرد لإمضاء هدف يكون منه خدمة رسالة عامة ليصب الفردي في مصلحة الأمة
تقبل الله النذر، و كان الجنين المنذور لخدمة بيت المقدس والمسجد الأقصى في وقت كان المكان قد بدأ يموج بفساد بني اسرائيل و زيغهم عن الحق!
و بمنطق هذه الأيام نقول و من أنسب ان يقوم بالمهمة الصعبة في الزمن الصعب من رجل قوي الايمان قوي العزم قوي الشكيمة؟!
و لكن رب العزة اراد ان يحقق قدره بأنثى لتكون أول راهبة تُوهب للأقصى و تكون بوابة المعجزة القادمة و كأنه سبحانه و تعالى يخبر عباده ان الرسالات العظيمة و الرجال العظماء لا بد ان يمهروا بختم امرأة عظيمة تفتح لهم المنافذ و تيسر لهم السبل ليخرجوا من رحمها و من بيتها و من تحت عينها مزودين بذات أنفاسها و عزيمتها ،فجاء عيسى عليه السلام بعد اصطفائين ربانيين لامرأتين، جدته و أمه، كانتا البذرة و هو كان الحصاد، و لولا الجذر المتين لم يكن لفرع أن يكون كلمة طيبة اصلها ثابت في الارض و السماء.
كان اختيار رب العزة لأنثى هي مريم اختيار الكرامة و التكريم و لكنه كان ايضا اختيار العلم بالقدرة على سد الثغرة و اعطاء النموذج و الثبات في الملمات و كان العون على قدر المؤونة فناداها الا تحزن و لو تقوّل عليها الجهلة و لو نالها الاذى فالله ناصرها و لو بعد حين
روح مريم لم تغادر الاقصى فالله يورث مقدساته لاوليائه في الازمان المختلفة، المريميات اليوم مرابطات قد وقفن أنفسهن للاقصى كما ترهبنت لاجله أمهن سابقا، يدافعن بأجسادهن و اصواتهن عن قبلة المسلمين الاولى، لا ينتظرن اذنا من أحد فهن أصلاء و أصيلات في الدفاع عن الاقصى و لسن بديلات للرجال فما جاء عيسى عليه السلام بديلا لدور أمه و ما كانت مريم لتحمل رسالة ابنها، و لكنه التكامل في أعظم صوره و أتم أشكاله لا يفهمه جهلة يقولون و لماذا تعرض المرأة نفسها لذلك؟
فحجاب عبير ذياب الذي نزعه الصهاينة هو نفسه خوض بني اسرائيل في عرض البتول، فكان دفاع الله و براءته و نصره المؤزر لها، فالله يدافع عن الذين آمنوا في كل زمان و مكان، هذا اليقين بالله و ذاك النموذج المريمي هو ما يجعل المرابطات المقدسيات يجلسن في الشوارع و على الأسوار و بجانب اقرب نقطة من المسجد بعد الابعاد القصري عنه من قبل الاحتلال، لا يخلفن موعد الرباط و لا يجلسن في بيوتهن مرتاحات يقلن قد بذلنا و انتهى، فصاحبة القضية لا تسلم الراية الا مرفوعة، لا توكل احدا ليقوم بمهمتها ما دامت تستطيع ان تقوم بها، لا تعترف بأدوار الكفاية ما دام يمكن لها ان تحرز قصب السبق في اداء فروض العين.
ثم الرسالة الاخيرة لكل رجل يرى مريم تقوم بدورها ثم يجبن او يتخاذل ان يكون لها عيسى فذاك قد أخرج نفسه باختياره من دائرة الرجولة و البر و المجد
الاحتلال يعلم ان مريم ظهرت من جديد في الاقصى فهو يمارس اقصى درجات الوحشية ضدها فأين عيسى ليدافع عن أمه لتكتمل الاية؟!
صناعة معجزة النصر القادمة لن تكون إلا إذا خرجت من أفئدة و عزائم نساء مؤمنات يرين في أنسابهن و ارحامهن و عقود زواجهن سببا الى تحرير الاقصى و نصرة الأمة، وقتها سيخرج للأمة العمريون و الصلاحيون و الحميديون و القساميون و أحفاد الياسين فافهمن يا نساء و افهموا يا رجال.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية