وزير الأسرى الأسير.. ووزير الأسرى الزائر
عبدالله قنديل
لم تتوانى وسائل الإعلام عن تغطية الزيارات التي يقوم بها وزير شؤون الأسرى في رام الله عيسى قراقع للأسير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، حتى أن الزيارة صارت تأخذ طابعا رسميا
.الغريب في الأمر أنه وبالرغم من الزيارات المتكررة التي يقوم بها قراقع للأسير البرغوثي إلا أنه مازال يتناسى أن وزير الأسرى في الحكومة العاشرة ما زال معتقلا، وكان من المفترض لولا الأحداث السياسية ولا التآمر الكبير الذي حدث، لكان قبها وزيرا للأسرى على رأس عمله حتى اللحظة، فقراقع الذي تسمح له مصالح السجون بالزيارة يلتقي الساعات الطوال بمروان البرغوثي، أما وزير الأسرى السابق فكأنه شيئا لم يكن
.إنها مفارقة عجيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فلكم أن تتخيلوا أن وزيرا للأسرى موجود إلى جانب الأسرى أنفسهم، يعيش معهم في الزنازين، يشبح كما يشبحون، ويحقق معه كما يحقق مع باقي الأسرى، بل ويأكل من نفس الطبق الذي يأكلون منه، ويعاني معاناتهم،وربما وزيادة، باختصار لأنه وزير من طراز فريد، وبالرغم من أن الآخر "قراقع" وزير إلا أنه حر طليق ويسمح له بالدخول للسجون في أي وقت شاء، والرجل اختصر دخوله للسجن للقاء أسير واحد فقط، إنه مروان البرغوثي، وقد يجد المحللون لذلك سببا سياسيا أو غير ذلك، خاصة وأن هناك الكثير الذي يتوقع أن مروان البرغوثي ربما يصبح رئيسا للسلطة في عشية وضحاها، ولقد استغربت حين أعادت إحدى وكالات الإعلام إعادة إرسال رسالة نفس التي سبقت الأولى بدقائق لتضيف لقب "القائد" قبل اسم مروان البرغوثي
.لكن بعيدا عن كل هذا وذاك.. وبالإلتفات إلى معاناة الأحد عشر ألف أسير وأسيرة، ألا يستحق عميد الأسرى وأقدم أسير فلسطيني نائل البرغوثي الذي يقضي عامه الثاني والثلاثين، ألا يستحق زيارة من سعادة الوزير المبجل، وألا تستحق أخواتنا الأسيرات زيارة أيضا، وماذا عن الأسرى الأطفال، بل وماذا عن أسرى غزة الذين يمنعون من الزيارة للعام الثالث عن التوالي
!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية