وسام على صدر الشيخ
د.ديمة طارق طهبوب
في الوقت الذي تصاعدت فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق من قطعان المستوطين، واحتفالات الكيان الصهيوني بما يسمى «توحيد شطري عاصمة الكيان»، وفي الوقت الذي بلغ العرب مستوى غير مسبوق في التفريط في قبول التعديلات على المبادرة العربية وتبادل الأراضي مع دولة الاحتلال، كنا نتوقع أن يكون للأردن الوصي الرسمي على أوقاف القدس موقف مشرف، ولو رمزي يتعدى التصريحات الجوفاء بالتنديد والإدانة، والتمثيلات المسرحية النيابية بالمطالبة بطرد السفير في الوقت الذي يعلم فيه الشعب علم اليقين، أن حل البرلمان مرة أخرى أسهل من أن يتزحزح السفير عن أرضنا قيد أنملة!
مقلوبة هي الموازين في بلادنا في السياسة، وفي كل شيء، ففي الوقت الذي يجب أن نقرب فيه كل من يحمل لواء الدفاع عن المقدسات نبعده ونعتبره شخصية غير مرغوب فيها، كما حصل مع الشيخ رائد فتحي وهو من قيادات الحركة الاسلامية في فلسطين، ومن قبله شيخ الأقصى رائد صلاح غير مرة الذي كان مدعوا للمشاركة في مؤتمر بعنوان راجعين، والذي تقيمه النقابات المهنية في ذكرة النكبة؛ بهدف تغيير مفاهيم الهزيمة والانكسار واحياء مفاهيم الصمود والعودة.
نبعد الذين يحملون هم القدس والمسجد الأقصى في الوقت الذي يجب أن نقربهم ونتواصل معهم لتوحيد الجهود لحماية المقدسات، لو كنا حقاً نستحق أياً من المنازل التي نزهو بها من هاشمية وانتساب للرسول ووصاية وقربى وتاريخ ومصير مشترك.
لا نكاد نختلف عن العدو في شيء في تعاملنا مع علماء فلسطين والقدس والمرابطين، فالعدو يعاقبهم بإبعادهم عن القدس والمسجد الأقصى ومنعهم من الدخول إليه، ونحن نعاقبهم بمنعهم من إيصال صوت ومعاناة الأقصى لشعوبنا العربية والإسلامية فنكون في النتيجة والمؤامرة سواء مع عدونا، وكأننا نغطي على جرائمهم، فلا عين ترى ولا قلب يحزن!
شخصية غير مرغوب فيها أو persona non grata هي مصطلح سياسي يستخدم لوصف شخصيات سياسية تختلف مع سياسة البلد الذي تزوره او تقيم فيه، و لذا يمكن منعها من الدخول أو ترحيلها بهذه الحجة، فهل الشيخ رائد فتحي الاستاذ والباحث المقدسي شخصية سياسية؟ وهل يختلف الأردن معه في مطالبته وعمله لحماية المسجد الأقصى، أم أن هناك الأكمة ما وراءها من سياسات حكومية أردنية، تظهر بمظهر الحمل الذي يدافع ويتباكى وما دون ذلك يطبق المؤامرة الدولية برعاية أمريكية على الأقصى والمقدسات؟
أما الشيخ رائد فتحي فهنيئا لك هذا الوسام الجديد وهذه الشهادة، فعندما يفترق العلم عن السلطان فهذا يعني أن العلماء على خير؛ لأن أغلب السلاطين على ضلال، فركاب العلماء والسلاطين لم تسر سويا منذ أن أصبح الحكم عضودا، ومنذ أن قتل السلاطين كل من يقول أمامهم كلمة حق أو ضيقوا على من يدافع عنها.
ولكنك يا شيخ تعلم وقد طوفت في عالمنا العربي، أن الشعوب ليست دائما على دين حكامها، وأن في نفوسها بقية باقية من خير، وان كانت حدود السياسة قد أبعدتك عنا فقد دخلت حدود القلوب، واستوطن كلامك سويداءها منذ أن حملت هم الأمة، وقمت بما قصرنا به في حق القدس والمسجد الأقصى.
وهذا لا يعني أن جرحك وجرحنا ليس كبيرا بمنعك من الدخول، فكلما كان قدر البلاد وأهلها في النفوس كان الأذى منها أشد مضاضة، فهذا الأردن وأهله تاريخهم ليس بمنكر ولا مجهول لنعرف به، وقد كانوا سباقين الى نصرة فلسطين، ولكنها شرذمة تستولي على مقاليد الأمور فتشوه الماضي والحاضر، وتنقلب على العهود والمواثيق التي كتبها شهداء الأردن بدمائهم التي جرت على أرض فلسطين.
ما بين أن يكون الأردن كنفا يحتضن ويؤوي ويدافع عن القدس والأقصى، وأن يكون كفنا يتستر على الجريمة ويخفي الضحية ويطلق الرصاصة الأخيرة على مشاريع الصمود وأهل الصمود ليس تلاعبا بالحروف وقلبا لها، ولكن تلاعبا بذاكرة الأمة، وتفريطا في حقها المقدس، وسيستيقظ النائمون في يوم ما و لو طال الرقود هكذا سنة التاريخ، وعندها سيكون الأخذ أليماً لكل من فرط وخان وساوم.
د.ديمة طارق طهبوب
في الوقت الذي تصاعدت فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق من قطعان المستوطين، واحتفالات الكيان الصهيوني بما يسمى «توحيد شطري عاصمة الكيان»، وفي الوقت الذي بلغ العرب مستوى غير مسبوق في التفريط في قبول التعديلات على المبادرة العربية وتبادل الأراضي مع دولة الاحتلال، كنا نتوقع أن يكون للأردن الوصي الرسمي على أوقاف القدس موقف مشرف، ولو رمزي يتعدى التصريحات الجوفاء بالتنديد والإدانة، والتمثيلات المسرحية النيابية بالمطالبة بطرد السفير في الوقت الذي يعلم فيه الشعب علم اليقين، أن حل البرلمان مرة أخرى أسهل من أن يتزحزح السفير عن أرضنا قيد أنملة!
مقلوبة هي الموازين في بلادنا في السياسة، وفي كل شيء، ففي الوقت الذي يجب أن نقرب فيه كل من يحمل لواء الدفاع عن المقدسات نبعده ونعتبره شخصية غير مرغوب فيها، كما حصل مع الشيخ رائد فتحي وهو من قيادات الحركة الاسلامية في فلسطين، ومن قبله شيخ الأقصى رائد صلاح غير مرة الذي كان مدعوا للمشاركة في مؤتمر بعنوان راجعين، والذي تقيمه النقابات المهنية في ذكرة النكبة؛ بهدف تغيير مفاهيم الهزيمة والانكسار واحياء مفاهيم الصمود والعودة.
نبعد الذين يحملون هم القدس والمسجد الأقصى في الوقت الذي يجب أن نقربهم ونتواصل معهم لتوحيد الجهود لحماية المقدسات، لو كنا حقاً نستحق أياً من المنازل التي نزهو بها من هاشمية وانتساب للرسول ووصاية وقربى وتاريخ ومصير مشترك.
لا نكاد نختلف عن العدو في شيء في تعاملنا مع علماء فلسطين والقدس والمرابطين، فالعدو يعاقبهم بإبعادهم عن القدس والمسجد الأقصى ومنعهم من الدخول إليه، ونحن نعاقبهم بمنعهم من إيصال صوت ومعاناة الأقصى لشعوبنا العربية والإسلامية فنكون في النتيجة والمؤامرة سواء مع عدونا، وكأننا نغطي على جرائمهم، فلا عين ترى ولا قلب يحزن!
شخصية غير مرغوب فيها أو persona non grata هي مصطلح سياسي يستخدم لوصف شخصيات سياسية تختلف مع سياسة البلد الذي تزوره او تقيم فيه، و لذا يمكن منعها من الدخول أو ترحيلها بهذه الحجة، فهل الشيخ رائد فتحي الاستاذ والباحث المقدسي شخصية سياسية؟ وهل يختلف الأردن معه في مطالبته وعمله لحماية المسجد الأقصى، أم أن هناك الأكمة ما وراءها من سياسات حكومية أردنية، تظهر بمظهر الحمل الذي يدافع ويتباكى وما دون ذلك يطبق المؤامرة الدولية برعاية أمريكية على الأقصى والمقدسات؟
أما الشيخ رائد فتحي فهنيئا لك هذا الوسام الجديد وهذه الشهادة، فعندما يفترق العلم عن السلطان فهذا يعني أن العلماء على خير؛ لأن أغلب السلاطين على ضلال، فركاب العلماء والسلاطين لم تسر سويا منذ أن أصبح الحكم عضودا، ومنذ أن قتل السلاطين كل من يقول أمامهم كلمة حق أو ضيقوا على من يدافع عنها.
ولكنك يا شيخ تعلم وقد طوفت في عالمنا العربي، أن الشعوب ليست دائما على دين حكامها، وأن في نفوسها بقية باقية من خير، وان كانت حدود السياسة قد أبعدتك عنا فقد دخلت حدود القلوب، واستوطن كلامك سويداءها منذ أن حملت هم الأمة، وقمت بما قصرنا به في حق القدس والمسجد الأقصى.
وهذا لا يعني أن جرحك وجرحنا ليس كبيرا بمنعك من الدخول، فكلما كان قدر البلاد وأهلها في النفوس كان الأذى منها أشد مضاضة، فهذا الأردن وأهله تاريخهم ليس بمنكر ولا مجهول لنعرف به، وقد كانوا سباقين الى نصرة فلسطين، ولكنها شرذمة تستولي على مقاليد الأمور فتشوه الماضي والحاضر، وتنقلب على العهود والمواثيق التي كتبها شهداء الأردن بدمائهم التي جرت على أرض فلسطين.
ما بين أن يكون الأردن كنفا يحتضن ويؤوي ويدافع عن القدس والأقصى، وأن يكون كفنا يتستر على الجريمة ويخفي الضحية ويطلق الرصاصة الأخيرة على مشاريع الصمود وأهل الصمود ليس تلاعبا بالحروف وقلبا لها، ولكن تلاعبا بذاكرة الأمة، وتفريطا في حقها المقدس، وسيستيقظ النائمون في يوم ما و لو طال الرقود هكذا سنة التاريخ، وعندها سيكون الأخذ أليماً لكل من فرط وخان وساوم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية