وقف إطلاق نار هش ... بقلم : د. يوسف رزقة

الثلاثاء 18 نوفمبر 2014

وقف إطلاق نار هش

د. يوسف رزقة



دعا ( حاييم يلين) رئيس مجلس مستوطنات أشكول المحاذية لقطاع غزة حكومة نتنياهو إلى الإسراع بتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار بعيد المدى مع حركة حماس، قبل أن تتجدد المواجهات. وقال: إن حماس تجهز الأنفاق وتجهز نفسها للمواجهة القادمة، وإن اندلاعها مسألة وقت، ليس إلا. (انتهى كلامه).

دعوة ( يلين) هذه، ليست هي الدعوة الأولى، ولا الأخيرة، التي تصدر عن قيادات إسرائيلية وعسكرية، بعد الحرب الأخيرة، وقبلها أيضاً. ، فقد كتب الجنرال ( أولاند) مقالاً قبل الحرب، طلب فيه رفع الحصار عن غزة مقابل تهدئة طويلة متفق عليها، وطلب من حكومته توفير فرصة لغزة لكي تنمي اقتصادها، وتعتمد على نفسها، وتحل مشاكلها. ولكن الحرب وقعت ولم تستفد حكومة نتنياهو من الدعوة؟!

عدم استفادة حكومة نتنياهو من الدعوة ، ربما كان لخطأ في الحسابات، و ربما لرغبة في استغلال واقع محلي وإقليمي معادٍ لحماس. وقعت الحرب و لكنها لم تحقق أهدافها السياسية، وجاءت بغير ما تشتهي حكومة نتنياهو، ودعوة يلين هي برهان جديد .

أعتقد أن ( يالين) يتحدث بواقعية يفرضها القرب الجغرافي لغزة، فكل سكان أشكول نزحوا عنها في الحرب الأخيرة، لقسوة القتال والقصف، وهم لا يريدون العودة لقتال. و يلين واقعي أيضاً حين يتكلم عن حماس ، التي تجهز نفسها بحسب وجهة نظره لحرب جديدة، لأن هذا ما أكدته قيادات حماس السياسية والعسكرية، التي ترفض ابتزازها ، وابتزاز المواطنين من خلال مسألة إعادة الإعمار، ومن خلال التنصل من اتفاق التهدئة الأخير.

مسألة العودة إلى القتال مسألة وقت ليس إلا. ( كلام دقيق )، ولا يمنعها إلا اتفاق تثبيت وقف إطلاق نار، وتهدئة متكافئة بشروط تنتهي برفع كامل للحصار، وتواصل مباشر لغزة مع العالم على أقل تقدير.

ربما لا ترغب حماس في التعليق على دعوة (يلين) وغيره، لأنها لم تتعود التعليق على التصريحات الإسرائيلية في هذا الباب، غير أن حماس كانت من خلال الوفد الفلسطيني الموحد في أثناء القتال تتبنى فكرة التهدئة مقابل رفع الحصار، وتحقيق مطالب سكان غزة المدنية، والمعتقلين في الضفة.

لم تحصل حماس على ما كانت تريده، وفي الوقت نفسه، لم يحصل نتنياهو على ما يريده، وعاد الطرفان إلى وقف إطلاق نار هش، وفي كل يوم تتزايد مبررات العودة إلى القتال، على قاعدة أن (الضغط يولد الانفجار حتماً) ، لذا تجد كل المراقبين يطالبون بوقف الضغط عن غزة، لأن الانفجار قادم، وعلاماته تعلن عن نفسها بين الفترة، والفترة، ومنها دعوة( يلين) من أشكول.

نعم، غزة في حاجة إلى تهدئة ذات مغزى، وإلى إعمار حقيقي لا يستثني متضرراً واحداً. وقرى ومستوطنات غلاف غزة في حاجة أكبر إليها، ولكن لغزة وسكانها مصالح يجب أن تحترم، ويجب أن تتحقق، إذ لا مساومة على الحرية والكرامة.

إنه وبدون ذلك فإن صاعق الانفجار موجود في الحصار، وفي خطة روبرت سيري للأسمنت، وفي إغلاق المعابر، وفي البحر، وفي الحدود الشرقية لغزة. وهذا بعض ما أشار إليه أبو عبيدة وغيره نيابة عن قيادة القسام.

كيف يمكن منع حرب جديدة في توقيت قريب؟ هذا هو سؤال أشكول، وسؤال كل من عاش الحرب الأخيرة وذاق طرفاً منها.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية