حبيب أبو محفوظ
قضية قتل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات "أبو عمار"، لم تكن بحاجة لوثائقي "الجزيرة"، ليؤكد لنا من أن الرجل مات مسموماً بمادة "البلوتونيوم" المشع، والتي تستخرج من المفاعلات النووية -بالطبع"الإسرائيلية"-، بحسب نتائج وتحاليل أجراها مختبر سويسري، إلا أننا كنا بحاجة ماسة لإعادة تحريك المياه الراكدة في هذه القضية المنسية، عن عمد!.
السؤال المطروح الآن، من المستفيد "فلسطينياً" من قضية تغييب "أبو عمار" عن المشهد الفلسطيني في ذلك الوقت، والسؤال الذي يتبعه مباشرةً، من كان الجسر أو حلقة الوصل بين الصهاينة، وغرفة نوم، وطاولة طعام عرفات، في مقر المقاطعة برام الله، حين كان الجنود في الخارج، وأعوانهم بالداخل.!
دعونا نعود بالذاكرة إلى العام 2002، حين كان محمد دحلان، ومحمود عباس يتنافسان لإرضاء شارون، وتهدئة روعه وهيجانه، دعونا نخرج من قضية هل عرفات قتل أم مات، ولنبحث عن قاتله كخطوةٍ أولى تسبق النبش عن قبره، لتأكيد المؤكد!.
في العودة إلى أصل القضية، اتهم الجانبان الصهيوني والأمريكي ياسر عرفات "صراحةً" بالوقوف وراء تهريب خمسين طناً من الأسلحة عبر سفينة تم إيقافها على بعد 500كم من السواحل الفلسطينية في البحر الأحمر!، حينها لم تفلح محاولات "أبو عمار" بإبعاد التهمة عن نفسه من خلال إيقاف العميد فؤاد الشوبكي مسئول الإدارة المالية للأمن الفلسطيني في ذلك الوقت.
نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني قال:"لدينا إثباتات على تورط ياسر عرفات في هذه المحاولة لاستقدام خمسين طناً من الأسلحة"، ومن هنا بدأت محاولات قتل عرفات لتغييبه عن المشهد الفلسطيني وإلى الأبد، دون إغفال الرسالة التي تم تسريبها من محمد دحلان إلى موفاز، جاء فيها:"عرفات في أيامه الأخيرة، ولكن دعونا ننهيه على طريقتنا، وليس على طريقتكم"!.
لا شك أن التدهور السريع والخطير في صحة "أبو عمار"، أثارت مئات علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك، ومن تلك الأسباب عدم الرد الصهيوني بالموافقة على سفر عرفات إلى فرنسا للعلاج، إلا بعد مرور أسبوع كامل من وصول الطلب، ما يدفع للاعتقاد من أن الصهاينة أرادوا إخفاء بعض الحقائق عبر كسب الوقت، وكذلك الوصول إلى نقطة اللاعودة من شفاء الزعيم الفلسطيني.
نحن الآن أمام جريمة قتل واضحة المعالم، فالمجرم والمستفيد من الجريمة معروف، والغرض من الجريمة معلن، والمطلوب قرار جريء من النائب العام الفلسطيني في إعادة فتح الملف، والتحقيق بشكلٍ فوري مع جميع المقربين من "أبو عمار" واعتقال المشتبه بهم حتى تثبت إدانتهم، بعكس ذلك يكون الجميع، وعلى رأسهم "قادة السلطة الفلسطينية" متورطون في الجريمة عبر التستر، والتأثير على مجرى العدالة.
على السلطة الفلسطينية أن تكون عاقلة، خاصة أن الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، تسكنه حالة من الغليان الشديد، وهو مقبل على إشعال انتفاضة ثالثة، تطيح بالاحتلال، وأعوان الاحتلال، وهي فرصة أخيرة قبل أن يحصل الانفجار من داخل حركة فتح، حين يكتشف الجميع أن قادتهم متورطون بصورة ما في قتل زعيمهم لمصلحة عدوهم!.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية