يا أمة الإسلام.. فلسطين أمانة لا تفرطوا بها ... بقلم :مصطفى الصواف

الأربعاء 06 فبراير 2013

يا أمة الإسلام.. فلسطين أمانة لا تفرطوا بها

مصطفى الصواف

هل سيتحمل العالم الإسلامي مسئوليته تجاه القضية الفلسطينية بعد غياب طال، ولسنوات طويلة تبدلت فيها الأحوال من سيئ إلى أسوأ، حتى وصل الأمر إلى تهديد حقيقي بات يحيط بالمسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله ، وأحد أهم المقدسات الإسلامية؟.

مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في القاهرة قد يكون الفرصة الأخيرة التي يجب أن تتناغم مع اللحظة الحاضرة، وان تكون القضية الفلسطينية وما يمكن أن يحدث لمدينة القدس من أولويات هذه القمة التي يجب أن تكون قراراتها على قدر الخطر الداهم الذي قد يكون في أي لحظة.

القضية الفلسطينية ليست دعما ماليا لإنقاذ السلطة، وليست أموالا من أجل اعمار قطاع غزة ، وليست استيطانا يمكن أن يناقش في القمة، هي كل ذلك، نعم ، ولكن الأهم هو تهويد القدس ، التفكير الصهيوني تجاه القدس والمقدسات، القضية الفلسطينية لا تتجزأ ويجب التعامل معها بكلياتها لأن كل جزء منها مهم ويجب أن يلتفت إليها بجدية كبيرة، وان تستشعر هذه الأمة الإسلامية أن فلسطين بكل جزئياتها في خطر والمطلوب أن يعاد لها البعد الإسلامي، فهي ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم وان كانوا من يدفع الثمن من أبنائهم ودمائهم وأرضهم ومقدساتهم كونهم رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني، وعليه، على الجميع أن يعمل على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يقوم مقام الأمة في هذه المواجهة في انتظار أن تأتي الأمة يوما من الأيام نصرة لفلسطين وحماية للقدس مسرى رسول الله .

سمعنا كلاما طيبا من الأمين العام للمؤتمر الإسلامي كمال الدين اوغلو متعلقا بالقضية الفلسطينية وما نخشاه أن يكون هذا الكلام كالكلام السابق الذي نسمعه على مدى عشرات السنين رغم تغير الحال والأحوال في العالمين العربي والإسلامي، ونتمنى أن تعطى القضية الفلسطينية وبكل جزئياتها الاهتمام الواجب والذي يؤدي إلى حمايتها من مشروع التهويد والضياع، وأن تسعى الدول الإسلامية، وهي قادرة، على دعم الشعب الفلسطيني في كافة المناحي ودون استثناء ماليا ومعنويا وسياسيا وعبر كافة المحافل حتى يتمكن هذا الشعب من الصمود وحتى لا يشعر بالخذلان، أن لا يترك لمواجهة مصيره بنفسه ، عندها ستطول معاناته رغم يقينه انه المنتصر في نهاية الأمر.

إن الدعم الإسلامي الحقيقي للقضية الفلسطيني بات أمرا ملحا وضروريا حتى تبقى جذوة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني مستمرة وصولا إلى اكتمال حال التغيير والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وحتى يكون لهذه الدول سهم في تحرير القدس وفلسطين ، لأن هذا الاحتلال زائل عاجلا أم آجلا ، والأمة مسئولة بشكل مباشر أن تجعل هذا الزوال عاجلا إن أرادت ذلك وساهمت فيه.

المؤتمر الإسلامي مطالب باتخاذ خطوات حقيقية وسريعة للعمل على إنقاذ القدس وفلسطين حتى لا ندفع نحن الشعب الفلسطيني أثمانا كبيرة إضافة لما دفعنا وسندفع، فلسطين بحاجة إلى موقف إسلامي حقيقي يؤكد على أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية وان ارض فلسطين وقف إسلامي وهي ارض مغتصبة، واغتصاب شبر من ارض المسلمين يوجب على كل الأمة أن تشارك في استرجاعها، وإذا لم يقدر أهل الأرض على ذلك يصبح التحرير فرض عين على كل المسلمين.

على الأمة الإسلامية أن تنتهز الفرصة السانحة والمناسبة وأن تنفذ على الأرض خطة إنقاذ سريع للقدس وفلسطين وأهلها على أمل أن تتفق فيما بينها على خطة شاملة وإستراتيجية للعمل على عودة الشعب الفلسطيني ومساعدته على استرداد حقوقه ومقدساته.

لم يعد الصمت مقبولا، ولم تعد الوعود كافية ، وننتظر تحركا فاعلا وحقيقيا يؤمن عودة حقيقية للبعد الإسلامي الذي غاب طوال الفترة الماضية، أو إن صح التعبير غُيب عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وما نريده قرارات عملية وإرادات حقيقية ونوايا صادقة نلمسها وتلمسها كل الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وفوق رؤوس الجميع القدس وأهلها.

نتمنى أن تكون القمة على قدر من المسئولية، وان تشكل رافعة قوية، وان تؤسس لمرحلة جديدة يجب أن تكون؛ وهي مرحلة إنهاء الاحتلال عن ارض فلسطين، الأمر الذي سيؤدي إلى تحرير الأرض وتطهير المقدسات وكرامة الإنسان، فاليوم لم يعد مقبولا تكرار الماضي والاكتفاء بالشعارات وبيانات الشجب والاستنكار أو إلقاء البيان الختامي ثم يوضع في ملفات ذهبية دون أن ينفذ على ارض الواقع.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية