يا فتح: الحرية لمن يصنعون حرية الوطن!
بقلم : حاتم المحتسب
خرج الأستاذ صالح العاروري في مؤتمر دمشق الأخير بكل قوة وحزم، ليعلن استهاجنه واستغرابه الشديدين من الحالة التي وصلت إليها "طغمةُ" المقاطعة، فالسلطة اليوم تترك الذين من المفترض أنهم أبناء شعبها في أقبية التحقيق والسجون "تحت أرضية"، بعيداً عن أهلهم و ميدان عملهم كلُ حسب نشاطه و عمله. إذن لم يجافِ العاروري الصواب عندما لوّح بأن حماس ترى في ادراج أسماء مناصريها المعتلقين في صفقة تبادل هو الحل الأمثل لانهاء معاناتهم، فالأجهزة الأمنية "الفلسطينية أو هكذا يفترض!" تنفذ ما يملي عليها الجانب الإسرائيلي، ولا تستطيع أن تتعدى سقف الصلاحيات الأمنية الممنوحة لها والتي تختصر في "حفظ أمن العدو ومستوطناته مهما كلف الثمن" !.
عندما خرج العاروري من سجنه عام 2007م، بعد اعتقال دام قرابة الاثني عشر عاماً، كان له لقاء مع محمود عباس "أبو مازن" في المقاطعة، ماذا حدث ؟، يقول بعض ابناء الحركة الإسلامية، أن الشيخ صالح العاروري طلب من "أبي مازن"، أن يكف أيدي الأجهزة الأمنية عن شباب ومناصري "حماس" في الضفة لكي تتم المصالحة وتنتهي صفحة الانقسام الفلسطيني كما يأمل الجميع، وأمام هذا النفس الوحدويّ من رجل له وزنه السياسي والعسكري في "حماس"، رفض عباس هذا الاقتراح، مما دفع العاروري لأن يقول لرئيس السلطة الفلسطينية وعلى مسمع من أعوانه : " إن حماس قادرة على منع التجوال في رام الله في ظرف نصف ساعة !، ولدى "قسّام الضفة" الامكانية على تخريج خلية واحدة "تدوّخ" اليهود وأذنابها...، لكننا نريد المصالحة، وعودة اللحمة في مواجهة الأطماع الصهيونية "، هذا ما تسرب من اللقاء بين رأس حماس في الضفة، ورأس الأجهزة الأمنية، الذي لم يجد بُداً إلا أن يطلب من "الإسرائيلين" اعتقال العاروري، وهذا بالضبط ما حدث بعد عدة أيام فقط من هذا الاجتماع.
"الحرية لمن صنع حرية الوطن"، شعار ليس بالجديد، فحماس حملته عام 1998م، ونشرته في مدن الضفة وغزة، مطالبة أجهزة فتح آنذاك بإطلاق سراح قادة الصف الأول في الحركة الإسلامية، لكن الجديد اليوم : أن "فتح" وتفريخها "الأجهزة الأمنية" دخلت في مرحلة جديدة، عنوانها التعامل الكامل مع الأجندة الصهيونية فيما يخص الناحية الأمنية، ففتح ترى أن تحقيق أمن إسرائيل سيجلب الأمن والسلام للمقاطعة في رام الله، ولو كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وخياراته. وهذه الأيديولوجية التي يؤمن بها "ذياب العلي" قائد قوات "لحد" في الضفة، ستجلب لنا المزيد من الويلات والدمار لحركة "فتح" ولعامة قوى الشعب الفلسطيني، لأنها عقيدة المحتل الغاصب.
الأيام تتوالى على إضراب المعتقلين، وساعة الاحتمال الآدمية أوشكت على الذوبان أمام صبر واحتمال معتقلينا الأبطال، هذا الساعة التي إن انفجرت ستشعل الضفة من شمالها إلى جنوبها، فلتكن الجمعة القادمة في الضفة، جمعة غضب ومطالبة بفك قيد أسرانا البواسل، كما و نطالب الإخوة في غزة بتجسيد الوحدة بين شطري الوطن بفتح خيمة اعتصام تضامنية مع المعتقلين هنا. والحرية لمن يصنعون حرية الوطن....
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية