د. إبراهيم حمّامي
يوم آخر كئيب وحزين، أو بطولي بتحد وإصرار، لكم أن تختاروا، لكنه وإن كان يوماً كغيره من الأيام، إلا أنه ليس كذلك!
ليست معادلة معقدة، أو كلمات مبعثرة، بل واقع يعيشه الفلسطيني يوماً بيوم وساعة بساعة.
لكنهم ..... انشغلوا عن هموم الوطن بالحكومة والوزارات والتشريعي والانتخابات!
تصريحات وتصريحات عن الانتهاكات والخروقات والتجاوزات، لكن عفواً ليست عن انتهاكات وخروقات وتجاوزات الاحتلال، لكنها عن كل ذلك من زاوية المصالحة المفترضة.
الاحتلال يعربد، ويزيد من عربدته، و"نحن" منشغلون بسلطة وهمية عبثية خدمية لا سيادة لها، لا فائدة ترجى منها إلا تجميل صورة الاحتلال، والحديث للعالم بأننا دولة أو شبه دولة.
اليوم تتوالى التقارير الحزينة، لكن المحزن أكثر هو انعدام أي رد فعل حقيقي من قبل "القادة" و"التنظيمات"، اللهم إلا ما يصل عبر الفيس بوك والتويتر على طريقة المحلل الرياضي: فعل كذا الذي قام به الاحتلال في يوم كذا هو انتهاك صارخ ودليل على الوجه القبيح للاحتلال، أو ما شابه من تعليقات وكأنها من شخص لا علاقة له بما يجري، مراقب للأحداث ومعلقاً عليها.
جردة سريعة لما ورد حتى اللحظة – وما زلنا في أول النهار!
* أسير الحرية، الشيخ البطل خضر عدنان وبعد 59 يوماً من إضرابه عن الطعام يدخل في غيبوبة قد تؤدي لوفاته، يضع روحه على كفه رفضاً لواقع الاحتلال المرير.
* قبل يومين وفي ظل هذا التحدي البطولي للشيخ خضر، وكأن السلطة العتيدة في رام الله لم تسمع به وبوقفته، يدخل مستوطنون ولأول مرة قبر يوسف في نابلس وبحراسة من أجهزة الأمن الفلسطينية وحدها، أي دون قوات الاحتلال، بعد أن حصلوا على شهادة حسن سيرة وسلوك وثقة كبيرة من الاحتلال!
* عذر أقبح من ذنب كان رد محافظة نابلس على الاتهامات التي وجهت لها بتوفير الحماية للمستوطنين والحاخامات خلال اقتحامهم لقبر يوسف بالقول: "حماية المستوطنين لم تكن مميزة أو خاصة ويتم التعامل مع جميع الأجانب الراغبين بزيارة القبر بنفس الطريقة".
* لا عجب في ذلك فلقد قام الشيخ خضر عدنان بإضراب سابق في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2010 لكن داخل سجون السلطة، ورفضاً لممارساتها، ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه هذه بتلك.
* فجر اليوم أيضاً وفي ظل هذا التنسيق "الأخوي" بين أجهزة الاحتلال والسلطة، جيش الاحتلال يعتقل 12 مواطنا فلسطينيا من أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة
* وفي ظل "السيادة" المطلقة للسلطة الوطنية جداً قوات الاحتلال تقتحم منزل رئيس بلدية جيوس شرق قلقيلية محمد جبر، الليلة الماضية، وتعبث بمحتوياته. وتعتدي بالضرب على والدته ماجدة جبر (56 عاما)، الأمر الذي استدعى نقلها إلى المستشفى
* وفي بادرة شكر للسلطة ومواقفها البطولية تجاه الاحتلال ومستوطنيه، الاحتلال يحاصر بلدة العيسوية تمهيدا لدخول رئيس بلدية الاحتلال إليها
* دعوة متكررة لاقتحام المسجد الأقصى اليوم جاءت عدد من النساء "الإسرائيليات" المتطرفات اللواتي يعتزمن "الصلاة" داخل المسجد المبارك بحماية جنود الاحتلال
* صباح اليوم سلطة الطاقة بقطاع غزة تعلن عن توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل بشكل كامل، لتغرق غزة في الظلام من جديد، وهذه المرة في كنف المصالحة "المباركة"
* وفي الضفة المحتلة ازدواجياً وفي ظل "الرخاء" الاقتصادي الموعود وآلاف المشاريع (..) الاحصاء الفلسطيني يعلن عن ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة خلال شهر كانون ثاني
2012
* أما الاكتشاف المذهل والرهيب صباح اليوم فجاء على لسان حسين الشيخ عضو مركزية فتح والمنسق مع الاحتلال حيث اكتشف في العام 2012 أنه لا سيادة للسلطة منذ العام 2000، تخيلوا! وهذا ما قاله حسين الشيخ "اسرائيل سحبت جميع صلاحيات السلطة السيادية على جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها المناطق المصنفة الف اي المدن الرئيسية بالضفة الغربية، وذلك منذ عام 2000" مضيفاً "ان حكومة تل ابيب تحاول ان تجعل السلطة وكيلا امنيا لتوفير الامن لاسرائيل"
* الرئيس أو "الرؤساء" عبّاس، فمثله لم تنجب الأمهات الفلسطينيات! سيلقي خطابا وصف بـ"المهم" خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، مساء اليوم الثلاثاء بمقر المقاطعة بمدينة رام الله، خطاباته كلها مهمة ومصيرية وحاسمة رغم أن نتيجتها صفر كبير، لكن هل يا ترى سيتحدث عن أي مما سبق؟
اليوم ما زال في أوله وبدايته، وما أوردناه هو غيض من فيض، يسمعه البعض، ويتحاشى سماعه بعضٌ آخر، ويدير له الظهر بعضٌ ثالث.
أما "القادة" الأشاوس فقد جاءت تصريحاتهم وتعليقاتهم اتهامات للآخر بالتهرب من المصالحة وإعلان الدوحة.
ولن أزيد!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية