كتبت الأسيرة القسامية أحلام التميمي ...
من حيث لا تدري أو لا تدري يا جلعاد شاليط، أن عدد صحيفة فلسطين التي حملتها بين يديك أثناء تصويرك للشريط المرئي عبر عدسة كاميرا كتائب عز الدين القسام صادر بتاريخ 14/9/2009 هو تاريخ اعتقالي قبل عشر سنوات يا جلعاد.
فليعلم العالم الذي يصور الاحتلال الصهيوني في يوم 25/6/2011 بعد انقضاء خمس سنوات على نجاح عملية المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم باختطاف جلعاد، أن هذا الجندي المرغم على الخدمة العسكرية بحكم القانون الإسرائيلي الجائر بريء المظهر وسط وحشية المكان عبر تكرار صورته على كل شاشاتهم المرئية، ولكن ما ظنوا أن صحيفة فلسطين بين يديه تذكر العالم بيوم اختطافي من منزلي أيضا.. يوم كنت في عمر الواحد والعشرين والآن في عمر الواحد والثلاثين...
فلتعلم يا جلعاد أنك بدوت من خلال الشريط المصور جيد الصحة.. قوي البنيان.. وأنا أكتم آهات ظهري ومفاصلي والوجع الدائم في الرأس..
ولتتذكر أيها العالم "الحنان تننباوم" الذي كان بحوزة مقاومي حزب الله في لبنان عندما ظهر عبر شريط مرئي داخل غرفة نوم حديثة سريرها من خشب وفرشته سميكة والإضاءة شاعرية وكل مستلزمات الغرفة ظهرت للعيان من ثلاجة وتلفاز وغطاء سرير فاخر.. أما نحن فلتدققوا عبر الأفلام التي صورها العدو عنا داخل سجونهم المقيتة إلى الأسرة الحديدية القاسية التي حفرت ظهورنا وإلى رطوبة "الحيطان" التي نخرت عظامنا...
إن عاد "تننباوم" إلى أهله معافى يرتدي أفخر البدلات الرجالية مع ربطة عنق ملائمة لها.. وإن ظهر جلعاد بأحدث بزة عسكرية يحيط خصره حزام عسكري باهظ الثمن.. سنخرج نحن لنصطف على أبواب المستشفيات كي نكمل أعمارنا على أسرة طبية.. لكنها وطنية تمهد نفسياتنا نحو قبور الوطن الحبيب...
فلتنتظرنا يا ثرى الوطن كي تحتضن أجسادنا المقسمة بعدد القضبان التي سطرت أعيوننا فبات كل ما نراه مسطراً.. وبعدد المربعات التي طبعت فوق وجوهنا ليرانا الكل في مربع..
بين يديك يا جلعاد تاريخ اعتقالي.. كبروا الصورة يا وسائل الإعلام كي يعلم العالم أن الصهاينة حكموا عليّ بالسجن المؤبد ست عشرة مرّة.. وحكم آخر يحرمني من حق التحرر في أي صفقة تبادل وحكم آخر بعدم حق الاجتماع وسط المجتمع الإنساني..
يدعي الصهاينة أن جلعاد شاليط محروم من المزايا التي يملكها الأسرى الفلسطينيون ولكن 14/9 بين يدي جلعاد تفند ادعاءاتهم فأنا التي ما زال الصهاينة يحرمونني من رؤية والدي الختيار ابن الخمسة والثمانين عاماً المتبقي لي بعد وفاة أمي التي اختطفوني في اليوم الرابع عشر بعد موتها.. أذكر أني كنت أرتدي الأسود وألملم ما تبقى من رائحة ذكراها المتناثرة في أرجاء البيت..
والدي على عتبة أمي التي تنتظر استقباله.. وأنا إلى من سأعود .. ومن سألاقي عندما يفتح الباب..؟؟
بين يديك يا جلعاد تاريخ اعتقالي..
الراوي لعذابات التحقيق داخل قبور مركز تحقيق المسكوبية.. والعيون تنهش جسدي.. والصراخ .. والحشرات .. والقيود الحديدية..
الراوي لقصص الحرمان وموت الأحبة وفقد الأحضان..
الراوي للمرض والقهر ورتابة المكان..
الراوي للعقابات والاقتحامات وزنازين العزل في الجلمة والرملة وشتم الجنائيات الصهيونيات.. لأمي..
أمي يا جلعاد التي تسكن تحت الثرى .. إن كان لك أم ستعود إليها، أنا.. إلى من سأعود .. ومن سألاقي عندما يفتح الباب؟!!
من سألاقـي عندما يفتح الباب؟!!
من سألاقـي عندما يفتح الباب؟!!
من حيث لا تدري أو لا تدري يا جلعاد شاليط، أن عدد صحيفة فلسطين التي حملتها بين يديك أثناء تصويرك للشريط المرئي عبر عدسة كاميرا كتائب عز الدين القسام صادر بتاريخ 14/9/2009 هو تاريخ اعتقالي قبل عشر سنوات يا جلعاد.
فليعلم العالم الذي يصور الاحتلال الصهيوني في يوم 25/6/2011 بعد انقضاء خمس سنوات على نجاح عملية المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم باختطاف جلعاد، أن هذا الجندي المرغم على الخدمة العسكرية بحكم القانون الإسرائيلي الجائر بريء المظهر وسط وحشية المكان عبر تكرار صورته على كل شاشاتهم المرئية، ولكن ما ظنوا أن صحيفة فلسطين بين يديه تذكر العالم بيوم اختطافي من منزلي أيضا.. يوم كنت في عمر الواحد والعشرين والآن في عمر الواحد والثلاثين...
فلتعلم يا جلعاد أنك بدوت من خلال الشريط المصور جيد الصحة.. قوي البنيان.. وأنا أكتم آهات ظهري ومفاصلي والوجع الدائم في الرأس..
ولتتذكر أيها العالم "الحنان تننباوم" الذي كان بحوزة مقاومي حزب الله في لبنان عندما ظهر عبر شريط مرئي داخل غرفة نوم حديثة سريرها من خشب وفرشته سميكة والإضاءة شاعرية وكل مستلزمات الغرفة ظهرت للعيان من ثلاجة وتلفاز وغطاء سرير فاخر.. أما نحن فلتدققوا عبر الأفلام التي صورها العدو عنا داخل سجونهم المقيتة إلى الأسرة الحديدية القاسية التي حفرت ظهورنا وإلى رطوبة "الحيطان" التي نخرت عظامنا...
إن عاد "تننباوم" إلى أهله معافى يرتدي أفخر البدلات الرجالية مع ربطة عنق ملائمة لها.. وإن ظهر جلعاد بأحدث بزة عسكرية يحيط خصره حزام عسكري باهظ الثمن.. سنخرج نحن لنصطف على أبواب المستشفيات كي نكمل أعمارنا على أسرة طبية.. لكنها وطنية تمهد نفسياتنا نحو قبور الوطن الحبيب...
فلتنتظرنا يا ثرى الوطن كي تحتضن أجسادنا المقسمة بعدد القضبان التي سطرت أعيوننا فبات كل ما نراه مسطراً.. وبعدد المربعات التي طبعت فوق وجوهنا ليرانا الكل في مربع..
بين يديك يا جلعاد تاريخ اعتقالي.. كبروا الصورة يا وسائل الإعلام كي يعلم العالم أن الصهاينة حكموا عليّ بالسجن المؤبد ست عشرة مرّة.. وحكم آخر يحرمني من حق التحرر في أي صفقة تبادل وحكم آخر بعدم حق الاجتماع وسط المجتمع الإنساني..
يدعي الصهاينة أن جلعاد شاليط محروم من المزايا التي يملكها الأسرى الفلسطينيون ولكن 14/9 بين يدي جلعاد تفند ادعاءاتهم فأنا التي ما زال الصهاينة يحرمونني من رؤية والدي الختيار ابن الخمسة والثمانين عاماً المتبقي لي بعد وفاة أمي التي اختطفوني في اليوم الرابع عشر بعد موتها.. أذكر أني كنت أرتدي الأسود وألملم ما تبقى من رائحة ذكراها المتناثرة في أرجاء البيت..
والدي على عتبة أمي التي تنتظر استقباله.. وأنا إلى من سأعود .. ومن سألاقي عندما يفتح الباب..؟؟
بين يديك يا جلعاد تاريخ اعتقالي..
الراوي لعذابات التحقيق داخل قبور مركز تحقيق المسكوبية.. والعيون تنهش جسدي.. والصراخ .. والحشرات .. والقيود الحديدية..
الراوي لقصص الحرمان وموت الأحبة وفقد الأحضان..
الراوي للمرض والقهر ورتابة المكان..
الراوي للعقابات والاقتحامات وزنازين العزل في الجلمة والرملة وشتم الجنائيات الصهيونيات.. لأمي..
أمي يا جلعاد التي تسكن تحت الثرى .. إن كان لك أم ستعود إليها، أنا.. إلى من سأعود .. ومن سألاقي عندما يفتح الباب؟!!
من سألاقـي عندما يفتح الباب؟!!
من سألاقـي عندما يفتح الباب؟!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية