2013 عام جديد
د. يوسف رزقة
انتهى عام 2012 وصار من الماضي التليد، وبدأ عام2013 بأمل جديد وأماني لا يمكن عدها أو إحصاؤها، الماضي التليد ينتهي حسابياً فقط، ولا ينتهي أفعالاً وعِبَراً. الآن نحن على مسافة ( 65 عاماً ) من النكبة بعد أن انضم إلى العدد العام 2012م ، ومع ذلك مازالت النكبة التي بمخرجاتها السلبية تعيش معنا ليلاً ونهاراً، صباحاً ومساءً، الماضي أعداد، والماضي أفعال ممتدة، لذلك لا يجوز لشعب يناضل من أجل الحرية وتقرير المصير أن يغفل عن الماضي أو أن يتجاوزه بمجرد أن عاماً ميلادياً انتهى بالأمس ليبدأ عام جديد اليوم.
يجدر بالفلسطيني أن يتذكر عام 2012 بإيجابياته وسلبياته، ومن إيجابياته كانت صفقة وفاء الأحرار، التي فتحت الحرية لـ ( 1058) أسيراً وأسيرة رغم أنف النكبة ورغم أن المحتل الغاصب. ومن إيجابياته أيضاً النصر المعقول الذي حققته المقاومة في معركة ( حجارة السجيل) بضرب تل أبيب لأول مرة في تاريخ النكبة على مدى 65 عاماً.
ومن سلبيات العام المنصرم استمرار النكبة، واستمرار الحصار وبقاء الخلاف حول المشروع الوطني الفلسطيني وآليات معالجته بما يضمن وحدة الصف، ويوفر فرصاً أفضل للتقدم نحو الأمام.
العام 2013 بداية زمنية جديدة أمام الشعب الفلسطيني وقادته، وهو في حاجة إلى بداية فعل وأعمال جديدة تتجاوز الماضي، وأحسب أن الفرص متوفرة بشكل حقيقي، وبعدد أكبر مما كان في عام 2012، وعلى الفلسطيني القائد أن يفعِّل قدرات الشعب للإبداع في عام 2013 والاستفادة من الفرص العديدة التي يوفرها عامنا الجديد.
العام 2013 الذي يشهد بدايات استقرار للنظام الديمقراطي في مصر وفي تونس وفي ليبيا، مما يجعل هذه الثورات منتجة على المستوى المحلي وعلى المستوى الفلسطيني، ففي الأنظمة الديمقراطية يمكن أن تحيا القضية الفلسطينية بشكل إيجابي ومفيد افتقدته في ظل حكم الاستبداد العائلي والفردي وهذه الأقطار. ربما يشهد العام سقوط نظام بشار الأسد، وانتصار الثورة، وتوقف نزيف الدم السوري.
إن انتصار الثورة السورية حدث كبير له تداعياته، وإن استقرار الأنظمة الديمقراطية وبالذات في مصر هو حدث كبير وله تداعياته أيضاً، وأحسب أن الأمرين يوفران فرصاً عديدة جيدة أمام الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني شرط أن تكون القيادة على مستوى المسئولية التي يوفرها هذا التغيير الربيعي.
العام 2013 يشهد في المقابل استفحال الاستيطان الصهيوني ويشهد انحياز المجتمع الصهيوني نحو اليمين المتطرف، وهذا الاستفحال والانحياز سيضع نهاية حتمية لمشروع أوسلو والتسوية، وبإزاحة وهم التسوية من الطريق الفلسطيني يمكن أن يلتقي الفلسطينيون على مشروع المقاومة، ومواجهة الاستيطان في ظل أجواء عربية أفضل ومزاج دولي أفضل أيضاً. من الماضي يبزغ المستقبل، ومن يبني المستقبل جيدا عليه أن يحسن رؤية الماضي بإيجابياته وسلبياته.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية