CIA في المقاطعة

CIA في المقاطعة ... بقلم : أ.د يوسف رزقة

الإثنين 21 ديسمبر 2009

CIA في المقاطعة

أ.د يوسف رزقة

الغارديان البريطانية تدين أو قل تفضح الولايات الأمريكية في مجال حقوق الإنسان الفلسطيني. صحيفة الغارديان صحيفة بريطانية وليست صحيفة حمساوية. بين بريطانيا وحماس ما صنع الحداد, لكن مصداقية المهنة الصحفية الشفافية. الصحيفة تقول إن المخابرات الأميركية CIA تمارس التعذيب بحق معتقلي حماس في سجون الضفة الغربية.
 
 CIAتتعاون مع أجهزة عباس: الأمن الوقائي والمخابرات في الإشراف على عمليات الاعتقال والتحقيق والتعذيب. التعذيب في سجون الضفة مسألة روتينية يومية. أعضاء حماس في نظر عباس والأجهزة و CIA إرهابيون يستحقون العذاب.
 
 المسئولون في أمريكا لم ينكروا ما قالته الغارديان, هم فقط حاولوا تخفيف الخبر. هم أقروا بالوجود في الضفة وأقروا بالتنسيق والإشراف على الأجهزة الأمنية ولكنهم أنكروا ممارسة التعذيب بأيديهم. التعذيب يتمّ بأيدي فلسطينية فقط. أحد قادة الأجهزة الأمنية أنكر التعذيب في فضائية الجزيرة.
 
الصورة الخلفية عند الإنكار كانت لبعض الضحايا أحدهم كان إثر التعذيب في عينه اليسرى, والآخر في كتفه وظهره. الصورة أقوى من الكلمة, والغارديان أصدق من قادة الأجهزة الذين فقدوا الحياء وتمرسوا على الكذب واستغفال الرأي العام, لا يعنيني هنا قادة الأجهزة العباسية الكاذبين, الذي يعنيني هنا كفلسطيني هو كيف يعذب الفلسطيني بأيد أمريكية وعلى أرض فلسطينية من أجل عيون (إسرائيل) ونتنياهو. التعذيب حقيقة في سجون الضفة, حقيقة لا ينكرها عاقل.
 
 الإشراف والمشاركة الأميركية الإسرائيلية في عمليات التعذيب حقيقة ثانية. في عام 1996م عاشت غزة التجربة ذاتها. عاشت غزة في الأمن الوقائي وفي المخابرات التعذيب بألوانه المختلفة وشعرت بوجود محققين من (إسرائيل) وأمريكا. الوجود الإسرائيلي الأميركي كان جزءاً من التزامات السلطة في عمليات التنسيق الأمني.
ضحايا التعذيب في عام 1996 تعرفوا على شخصيات إسرائيلية وأخرى أجنبية في أثناء التحقيق معهم. الصور والوثائق التي استولت عليها حماس بعد 14/6/2007م أكدت اشتراك CIA والشين بيت في عمليات التحقيق والتعذيب.
 
مؤسسات حقوق الإنسان في الضفة تمتلئ صفحاتها بشهادات موثقة حول التعذيب في سجون الضفة.
 الشهادات تحكي تعذيباً مؤلماً يتفوق على تعذيب (إسرائيل) للفلسطينيين في سجونها. الإفراط في التعذيب في الضفة هو لإرضاء نزوة سيادية أولاً ثم لإرضاء المشرف الأميركي الإسرائيلي ثانياً ثم للحصول على ثقة مَنْ يملك الترقية والراتب ثالثاً. دايتون ابن الحرام ولي نعمة أولاد الحرام يشرف على فريق من الضباط الأميركيين في إدارة الأمن والاعتقال والتعذيب في الضفة الغربية. دايتون أيضاً يرأس اجتماعات أمنية متكررة يشارك فيها قادة الأجهزة الأمنية ووزيران من وزراء سلام فياض.
 سلام فياض أقرّ بالتعذيب قبل أشهر ووعد بإيقافه. التعذيب لا يقف في الأمن الوقائي حتى تقف الساعة!! أميركا لا تمول عباس وفياض بلا تعذيب, و(إسرائيل) لا تدفع أموال المقاصة لها بلا تعذيب لحماس. حماس في نظرهم كثلاثي حاقد يجب أن تعلق على أعواد المشانق.
 الغارديان تقول ما تقوله بيوت المعذبين في الضفة, وتقول ما تحكيه الصور الفوتوغرافية. ما تقوله الغارديان يتميز على ما يقوله المعذبون لأنها صحيفة بريطانية مهنية في بلاد حرة لا تجامل أوباما ولا إدارة واشنطن.
شكراً للغرديان وعلى الفلسطيني أن يتذكر سجن أبو غريب في العراق. الوطن ذاكرة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية