خير الله موسى حمدان

الجمعة 15 يناير 2016

الشهيد المجاهد: خير الله موسى حمدان

في قارب من الحياة المندفع للقاء الله العزيز كان يجدف، يعبر بحيرة القعود العائمة على أماني النائمين، برغم برد الليل, ينتظر جوفه بالدعاء والتهجد,أملا في أن يرضى الله عنه, ويغدق عليه من رحمته, فكان  يسبّح بحمد الله حيناً، ويترنم بأسماء الشهداء أحياناً.. ينفرطُ عقد الأيام بين يديه فينبلجُ الصبح من دمع عينيه ينبئه أن النصر آت «أوليس الصبح بقريب!».

ميلاده

جاء الى الدنيا في زمن أغبر, عاشه شعبنا بألمه ومره وقسوته, في 24-1-1980م, أطلق خير الله حمدان , أولى صرخاته, في نفس اللحظات التي كان فيه العدو يبنى مغتصباته, ويحتل قطاع غزة, ويبنى جسور دولته فوق أرضنا السليبة, مع كل حجر يبنى ومسمار يغرس في خشب الزيتون, كان خير الله يطلقها حزنا وألما مما يجرى, فما الأمل المنطلق والمتجذر في نفوس شعبنا, كان العدو يطفيء تلك الشموع, ويبنى مكانها جبال من اليأس والقنوط.

فحقد قلوب الأعداء, كشف عن وجوها ارتضت الجهاد في سبيل الله طريقا للوصول الى الجنة والتحرير, لتعبر الاجيال القادمة جيلا بعد جيلا.

ففي بيتٍ أسست دعائمه على التقوى ودين الحق، وفي بيئة مؤمنة ملتزمة ,نشأ وترعرع، فرأى بين أفراد أسرته وأقاربه المجاهدين الأشداء الذين اتخذوا الجهاد متراساً للبقاء، فكان خط الالتزام الديني طريقه نحو الشهادة.

حياته

وصل في تعليمه حتى الصف الحادي عشر, وأخذ بيده معول البناء, وبدأ يساعد والده  ليعرّفه منذ نعومة أظافره على عدوه ومهنته التي علمته الصبر والتضحية والفداء، وليشير بالبندقية الى الخيار الوحيد، فكان أبوه المدرسة التي تعلّم فيها، والوالد الذي بنصيحته اهتدى، والمكان الذي فيه تستقر نفسه إذا ما جار الزمن عليه وبكى..

في بيت الحنون،   شبّ خير الله، وكان يركض مع الفتية رافعاً اصبع السبابة يشهد بالتوحيد, ويصنع الأسلحة الخشبية ليلعب وأترابه لعبتهم المفضلة «عرب ويهود» ويأبى في اللعب إلاّ أن يكون مقاوماً.

عمل شهيدنا, بناءاً, وكان يدرّ عليه مالاً وفيراً، وتزوج من أخت فاضلة, أنجب منها, ثلاثة أبناء, هم , سجى , أنعام, وايمان.

اخلاقه

فكان خير الله هو الفتى المرح العاشق لبث الفرح والسعادة في أفئدة الآخرين، والحنون الذي يحمل همّ من حوله، فكان يجلس بينهم في صمت الليالي ليسافروا عبر رنين صوته الجميل في مناجاة الخالق ليسجدوا بروحهم عند أعتاب المولى يبثّون أحزانهم،

هوذا خير الله الملي‏ء حياةً وحركةً ونشاطاً، يجلس بين أخوته يحدثهم الجهاد والمجاهدين وجهادهم وتضحياتهم، يوصيهم بالالتزام بدين الله  والتمسك به, يربت بالصبر كتف والده، يهي‏ء للرحيل عتاده، فينسل من بين أحبته بصمت وهدوء قاتلَيْن.

جهاده

التحق فارسنا بكتائب الناصر صلاح الدين, فرشق العدو بداية بالحجارة, منذ نعومة اظفاره, احب كرة القدم والسلة, لكن فر منهما, ليجد عشقه في حمل البندقية ورفعها في وجه العدو, فكان يرابط بالليالي الطويلة, ويشارك في صد الاجتياحات, ويوزع المنشورات المقاومة على اخوانه, هذا فضلا عن زرع العبوات المتفجرة واطلاق الصواريخ,

استشهاده

في يوم مليء الدنيا حزنا وفرحا, تقدمت الآليات الصهيونية الى بيت حانون, وكان يعمل في مركز شرطة بيت حانون, فترك مقر عمله وتوجه سريعا, الى مكان الاجتياح, وذهب بسلاحه, حتى قاوم, وقاوم العدو, حتى فاضت روحه الى بارئها يوم 26-9-2007م.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية