الأسير معاذ سعيد بلال أسير من أجل الأسرى
فؤاد الخفش
تتقزم الكلمات أمام عظيم فعال الرجال ، ويحن القلب لرؤية أمثال هؤلاء الأبطال ، وتتمنى العين أن تحتضن صور هؤلاء العظام ، ويهيم القلب في حب ذكرهم وتعداد صنيع أفعالهم ويشتاق اللسان للحديث معهم ، وتبقى الكلمات هي السبيل لنصرتهم وتمجيد صنائعهم.
معاذ سعيد بلال فارس من أولئك الفرسان القدماء لم تقعده الدنيا وغرورها ولم تفتنه المناصب والكراسي ، ولم يتقاعس عن تلبية نداء الوطن ، ثار ولم يثر كثورته ثائر وخاض غمار المعارك ولم يخض مثله خائض فأسس أول مجموعة وأسماها حينها (شهداء من أجل الأسرى) فكان صاحب السبق والامتياز وكان صاحب المدرسة الأولى من نوعها فكان ما أسس خلايا ومجموعات شهداء من أجل الأسرى من أقوى المجموعات والخلايا التي أرقت المحتل لسنوات طويلة.
كان مع الأسرى بينهم ومعهم لسنوات مضت فحمل هم الأسرى وقرر فور خروجه أن يضع حداً لمعاناتهم ولبعدهم عن الأهل والوطن وانتهى به المطاف بعد أن قام بتشكيل أخطر الخلايا والمجموعات التي أرقت المحتل لسنوات طويلة في سجون الاحتلال وصدر بحقه حكم كان حينها وقبل عشر سنوات من أعلى الأحكام التي يصدرها الكيان الغاصب بحق أسير 2625 عاماً.
في أقبية التحقيق ومركز القتل الممنهج عذب معاذ سعيد بلال عذاباً تنوء الجبال عن حملانه فكان صوت صراخه أسلوباً لنزع الاعترافات من باقي الشباب المأسورين والقابعين في مركز التحقيق اللعين.
كان يضرب بسياط غليظة وكان يحرم من النوم لأيام طويلة وكان يستخدم معه أسلوب الهز القاتل وكان مع كل سوط وآخر يكبر ويقول الله أكبر.
في جامعة النجاح وبين كلياتها ودروبها صال وجال فارس الكتلة الإسلامية وخطيبها المفوه ، فيها كان يهدر صوته يتوعد المحتل ويحمس جموع الطلبة ويعلن أن النصر قادم والمحتل إلى زوال .
استطاع معاذ سعيد بلال أن يأسر قلوب الطلبة وكل من عرفه فكان بحسه المرهف وكلماته الجميلة محل إجماع عند جميع الطلبة وإذا ما اعتلى منبراً ليتحدث يصمت الطلبة ومع أولى كلماته تلهج الألسنة بالتكبير والأيادي بالتصفيق لأنه كان يتحدث عما يجول في خواطر وعقول هؤلاء الطلاب.
في سجن السبع جنوب فلسطين المحتلة يقبع معاذ ومعه شقيقه عثمان المحكوم أيضاً مدى الحياة ، وفي شمال فلسطين سجن مجدو يقبع شقيقه الصغير عبادة الضرير الذي لم تقعده إعاقته البصرية عن تلبية نداء الجهاد ، وفي وسط فلسطين يقبع الأخ الأكبر بكر تحت نير الاعتقال الإداري.
وهناك في هشارون زوجة أخيه عبادة وفي معسكر سالم ابن شقيقته أسيد وفي سجن النقب يرقد ابن شقيقه سعيد عائلة شتتها المحتل وجمعهم قيد وسجان وزنزانة .
معاذ سعيد بلال ينتمي لعائلة معروفة مجاهده اعتقل فيها ومازال كل أفراد أسرته إخوانه الأربعة وطالت الاعتقالات والدته شجرة فلسطين الرومية الحاجة أم بكر بلال وتوفى الله والده الداعية المعروف سعيد بلال من دون أن يلقى عليه نظرة وداع.
معاذ ينتظر ساعة الفرج ولحظة عناق الحرية والتمام شمل الأسرة وأمله بالله كبير وثقته برفاق الدرب كبيرة فله من الأقصى الذي يعشق سلام ومن الأم التي تنتظر تحية ومن إخوانه الذين يحبونه قبلة وحنين وسلام.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية