الأونروا ثانية.. وفي الشراكة حلّ
د. يوسف رزقة
لا أحد من المتظاهرين المتضررين من الحرب يريد الإضرار بأي من موظفي ( الأونروا ) بغزة البتة، وتاريخ عمل الأونروا في غزة يشهد على احترام سكان قطاع غزة للعاملين الأجانب في وكالة الأونروا، ولم تسجل صفحات تاريخ ستة عقود أي اعتداء عنيف ضد الأونروا أو ضد موظفيها، ولكن ثمة فرق كبير بين مفهوم الاعتداء، ومفهوم حق التظاهر والاحتجاج. كما ثمة فرق كبير بين الاحتجاج ضد الأشخاص، والاحتجاج ضد السياسات.
ومن هنا لا يجب الخلط بين الاحتجاج السياسي والأفراد، لأن عملية الخلط سواء أكانت متعمدة من قيادة الأونروا، أو غير متعمدة، تعقد المسائل، وتجعل الأونروا طرفا في إقرار سياسات غير مرغوب فيها من طرف المستفيدين من خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
ما كان في الأيام الماضية من احتجاجات، وتظاهرات في غزة، قام بها المتضررون من الحرب، والمتضررون من قرار وقف الأونروا لدفعات بدل الإيجار، وغيرها من المساعدات، احتجاجات ضد سياسات تداعياتها تضر بالمواطنين، وتعطي انطباعا أن قيادة الأونروا استسلمت للسياسات الإسرائيلية، وأنها باتت جزءا شريكا في إوجاع الناس، وزيادة آلامهم.
لم تكن الاحتجاجات موجة ضد فرد أو موظف، ولا تهدد حياة موظف، ولا تعتدي على مؤسسة الأونروا ومكاتبها، ومن ثم لا مبرر أبدا لقرار السحب المؤقت للموظفين العاملين في ملف إعادة الإعمار، لأن قرار السحب ذاته فيه عقاب لغزة وللمتضررين، بل وتحدٍّ، ولَي ذراع لهؤلاء المتظاهرين، الذين أبدوا عدم تفهمهم لسياسة وقف المساعدات، حتى وإن تخلفت الدول المانحة عن الوفاء بتعهداتها.
قرار سحب الموظفين بشكل مؤقت قرار خاطئ مائة في المائة، ويصب البنزين على النار، لأن عمل الأونروا في جوهره عمل إنساني، ولا إنسانية أبدا في قرار السحب، بل إن فيه لَي ذراع لغزة، وللمتضررين، بينما كان المنطق يوجب أن يكون المتضرر شريكا في القرار. وقد طلبنا في مقال سابق من قادة الأونروا بغزة أن يدعوا المتضررين والمجتمع المدني، إلى ورشة عمل، أو مؤتمر، لمناقشة الموضوع، والخروج بقرار مشترك، يكون فيه منطق، وعلم، وتفهم، ولكن قيادة الأونروا عملت منفردة، وعملت باستعلاء.
إن فرصة تكوين ( شراكة حقيقية) بين الأونروا والمتضررين والمجتمع المدني في غزة ما زالت قائمة، ويمكن تدارك أخطاء الفردية والاستعلاء إذا حسنت النيات وتوفرت الإرادة، وأحسب أن لدى أبناء غزة تفهما جيدا وعاليا للأونروا، ولمكونات المشكلة، وتعقيدات الحل، وهم من أكثر سكان العالم مرونة ووعيا وتفهما، وليس فيهم الصفات العدوانية التي تعرض حياة العاملين في الأونروا للخطر ، على نحو ما نجد في بلاد أخرى.
الأمن في غزة جيد، والأهم منه أنه الوعي بين الناس أجود، وبإمكان الأونروا أن تبني في الأشهر القادمة على سياسة إشراك الوعي الفلسطيني في القرار، من خلال علاقات مباشرة، لا تفسدها مواقف السياسة التي تحاول الاستفادة من عرقلة الإعمار، وهو الموقف الذي تتبناه دولة الاحتلال، وتتخذ منه أداة لتحقيق أهدافها السياسية التي فشلت في تحقيقها بالحرب، وبالقصف، وبالتدمير.
د. يوسف رزقة
لا أحد من المتظاهرين المتضررين من الحرب يريد الإضرار بأي من موظفي ( الأونروا ) بغزة البتة، وتاريخ عمل الأونروا في غزة يشهد على احترام سكان قطاع غزة للعاملين الأجانب في وكالة الأونروا، ولم تسجل صفحات تاريخ ستة عقود أي اعتداء عنيف ضد الأونروا أو ضد موظفيها، ولكن ثمة فرق كبير بين مفهوم الاعتداء، ومفهوم حق التظاهر والاحتجاج. كما ثمة فرق كبير بين الاحتجاج ضد الأشخاص، والاحتجاج ضد السياسات.
ومن هنا لا يجب الخلط بين الاحتجاج السياسي والأفراد، لأن عملية الخلط سواء أكانت متعمدة من قيادة الأونروا، أو غير متعمدة، تعقد المسائل، وتجعل الأونروا طرفا في إقرار سياسات غير مرغوب فيها من طرف المستفيدين من خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
ما كان في الأيام الماضية من احتجاجات، وتظاهرات في غزة، قام بها المتضررون من الحرب، والمتضررون من قرار وقف الأونروا لدفعات بدل الإيجار، وغيرها من المساعدات، احتجاجات ضد سياسات تداعياتها تضر بالمواطنين، وتعطي انطباعا أن قيادة الأونروا استسلمت للسياسات الإسرائيلية، وأنها باتت جزءا شريكا في إوجاع الناس، وزيادة آلامهم.
لم تكن الاحتجاجات موجة ضد فرد أو موظف، ولا تهدد حياة موظف، ولا تعتدي على مؤسسة الأونروا ومكاتبها، ومن ثم لا مبرر أبدا لقرار السحب المؤقت للموظفين العاملين في ملف إعادة الإعمار، لأن قرار السحب ذاته فيه عقاب لغزة وللمتضررين، بل وتحدٍّ، ولَي ذراع لهؤلاء المتظاهرين، الذين أبدوا عدم تفهمهم لسياسة وقف المساعدات، حتى وإن تخلفت الدول المانحة عن الوفاء بتعهداتها.
قرار سحب الموظفين بشكل مؤقت قرار خاطئ مائة في المائة، ويصب البنزين على النار، لأن عمل الأونروا في جوهره عمل إنساني، ولا إنسانية أبدا في قرار السحب، بل إن فيه لَي ذراع لغزة، وللمتضررين، بينما كان المنطق يوجب أن يكون المتضرر شريكا في القرار. وقد طلبنا في مقال سابق من قادة الأونروا بغزة أن يدعوا المتضررين والمجتمع المدني، إلى ورشة عمل، أو مؤتمر، لمناقشة الموضوع، والخروج بقرار مشترك، يكون فيه منطق، وعلم، وتفهم، ولكن قيادة الأونروا عملت منفردة، وعملت باستعلاء.
إن فرصة تكوين ( شراكة حقيقية) بين الأونروا والمتضررين والمجتمع المدني في غزة ما زالت قائمة، ويمكن تدارك أخطاء الفردية والاستعلاء إذا حسنت النيات وتوفرت الإرادة، وأحسب أن لدى أبناء غزة تفهما جيدا وعاليا للأونروا، ولمكونات المشكلة، وتعقيدات الحل، وهم من أكثر سكان العالم مرونة ووعيا وتفهما، وليس فيهم الصفات العدوانية التي تعرض حياة العاملين في الأونروا للخطر ، على نحو ما نجد في بلاد أخرى.
الأمن في غزة جيد، والأهم منه أنه الوعي بين الناس أجود، وبإمكان الأونروا أن تبني في الأشهر القادمة على سياسة إشراك الوعي الفلسطيني في القرار، من خلال علاقات مباشرة، لا تفسدها مواقف السياسة التي تحاول الاستفادة من عرقلة الإعمار، وهو الموقف الذي تتبناه دولة الاحتلال، وتتخذ منه أداة لتحقيق أهدافها السياسية التي فشلت في تحقيقها بالحرب، وبالقصف، وبالتدمير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية