جواد الجعبري: الاعتقال الإداري يجزّ أعمار الأسرى والتصعيد قادم

السبت 31 يناير 2015

جواد الجعبري: الاعتقال الإداري يجزّ أعمار الأسرى والتصعيد قادم

قال الأسير المحرر جواد الجعبري "أبو يحيي" من مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، إن الاعتقال الإداري هو الأسوأ من بين أنواع الاعتقال لدى الاحتلال، وإنه يجز أعمار الأسرى ويحرمهم الحياة الاجتماعية مع عائلاتهم وأقربائهم، كما أنه يعمل على التضييق على نفسيات الأسرى ومن ينتظرهم خارج الأسوار.

وأوضح الجعبري في حوار خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، بأن الخطوات التصعيدية لدى الأسرى الإداريين، من الممكن أن تتجدد خلال أشهر قليلة بسبب سياسات الاحتلال الجائرة، وتعمده فرض الإداري على أكبر عدد ممكن من الأسرى.

تهمة غير موجودة

وقال المحرر الجعبري الذي أمضى في آخر اعتقال له 22 شهرا رهن الاعتقال الإداري، وأمضى 90 شهرا إداريا مجتمعة خلال 16 عاما من الاعتقال، وتحرر قبل عدة أيام؛ إن هذا النوع من الاعتقال يعتبر الأسوأ والأبغض لدى الأسرى وعائلاتهم، لأنه يجعلهم في دوامة من الانتظار اللامنتهي.

وأكد "أبو يحيى" أن الأسير وهو قيد الإداري يبقى ينتظر فترة التجديد كي تنتهي، ومن ثم يتم تجديد الاعتقال مرة أخرى، وأحيانا يكون ذلك في الساعة الأخيرة، لتتحطم أحلامه بالحرية، وينغص على فرحة العائلة والأقرباء، لافتا إلى أن هذه المعاناة من الممكن أن تطول وتستمر إلى 30 أو 40 شهرا متتالية.

وأضاف: "هذا الأمر بالنسبة لعائلات الأسرى خاصة، هو مدمر نفسيا، ولولا الصبر والاحتساب؛ لكان الأثر أكبر عليهم وعلى الأسير نفسه، كونه يكابد مرارة الاعتقال دون أن يعرف تاريخا معينا للإفراج".

واعتبر المحرر بأن الاعتقالات التي تتم فيها محاكمات ويفرض فيها حكم معين على الأسير لمدة معينة ولو طالت، تبقى أفضل بالنسبة للأسير وعائلته، لأنه لا يبقى عالقا في دوامة الانتظار، ويكون أمر الإفراج أكيدا وليس لعبة لدى مزاج المخابرات "الإسرائيلية".

وضمن هذا الملف، بيّن الجعبري بأن الاحتلال لا يملك أي تهمة على الأسير الإداري، بل يبقيه حبيس ما يسمى الملف السري، وأن المحامي يقوم بالدفاع لساعة أو ساعتين في جلسة المحاكمة، دون أن يعرف ما هي التهمة وتغلق القضية تحت إطار الملف السري الذي هو غير موجود أصلا.

وتابع القول: "الأمر كله مسرحية مفبركة من قبل الاحتلال، من أجل تغييب بعض المواطنين عن الساحة، ولأجل أن يبقوا في الاعتقال تحسبا من أي شيء، والأمر لا يحمل في طياته أي اتهام أو لوائح، بل هو مجرد كذبة كبيرة".

خطوات احتجاجية

أما في سياق الخطوات التصعيدية التي من المتوقع أن يقوم باتخاذها الأسرى الإداريون؛ فأكد الأسير المحرر بأنه من الممكن أن تتم خلال الأشهر القادمة بسبب ما يتبعه الاحتلال من سياسات.

وأوضح أبو يحيى بأنه بعد الإضراب الأخير الذي خاضه الأسرى الإداريون في شهر نيسان من العام الماضي، واستمر لمدة 63 يوما، تم تعليق الإضراب وليس إنهاؤه، وفقا للحدث الأكبر الذي شهدته الساحة الفلسطينية، وهو عملية خطف وقتل المستوطنين، ومن ثم الحرب والعدوان على قطاع غزة.

وأشار إلى أن هناك حديثا مع مصلحة السجون الصهيونية، بأن تعود تلك الخطوات وعلى رأسها الإضراب خلال شهر نيسان القادم، إذا لم تتوفر ظروف أخرى تسهّل على الأسرى الإداريين، وتنهي تدريجيا هذا النوع الجائر من الاعتقال.

ورأى الجعبري، بأن إقدام الاحتلال على تحويل مئات الأسرى مؤخرا للاعتقال الإداري، ليس تهميشا لإضراب الأسرى الإداريين، لأنه حقق أهدافا كثيرة، من بينها إدراك أجهزة أمن الاحتلال أن الأسرى الإداريين قادرون على اتخاذ خطوات حين يتعلق الأمر بتجاوز الاتفاقيات غير المعلنة، وأن الاحتلال يقوم بذلك حين يعزو الأمر للوضع الأمني على الساحة الفلسطينية.

وأضاف: "الأسرى الإداريون يحاولون على كل الصعد أن ينهوا ملف هذا الاعتقال سيئ الذكر، لأن الاحتلال من خلاله يتعمد إذلالهم وعائلاتهم؛ فعلى سبيل المثال بعض الأهالي يتحضرون للإفراج عن أسير معين، ومن الممكن أن يصلوا إلى بوابة السجن وينتظروا الأسير ثم يأتي خبر تمديد اعتقاله بضعة أشهر أخرى".

الأشهر الأسوأ

أما حول أوضاع الأسرى بشكل عام؛ فأكد المحرر أبو يحيى، بأن الأشهر الستة الأخيرة كانت الأسوأ على الأسرى خلال السنوات الماضية، لأن الاحتلال استغل بعض الظروف للتضييق أكثر على المعتقلين.

وأوضح بأن مصلحة السجون الصهيونية تستغل كل ظرف للتضييق على الأسرى؛ فكانت خلال تلك الفترة الظروف العربية سيئة والظروف الدولية، وكذلك الظرف الفلسطيني بشكل عام، وقام باستغلال كل ذلك من أجل التراجع عن كل الإنجازات التي حققها الأسرى خلال الأعوام الماضية.

وأشار إلى أن الاحتلال قام بالتضييق بشكل كبير على الأسرى من تنصلات وفرض عقوبات جديدة، فأصبح الأسرى مثلا غير مسموح لهم بمتابعة الفضائيات إلا فضائية العربية، وأيضا ممنوع عليهم أن يدخلوا أموالا إلى "الكانتينا" ليستطيعوا شراء بعض الحاجيات والأغراض اللازمة لهم.

وتابع: "الزيارة كذلك أصبحت أقصر من حيث المدة، فوصلت إلى 30 دقيقة بدلا من 45، وبات المنع الأمني للزيارات يطال المئات وليس العشرات من الأهالي، كما أنه ممنوع على الأسير أن يدخل أي غرض خاص به كالملابس والأغطية، وهذا ضاعف من معاناة الأسرى في فصل الشتاء".

وقال المحرر، إن الاحتلال زاد على تلك الظروف السيئة بتحويل السجون إلى مكان مكتظ للغاية بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت آلاف المواطنين والاعتقالات اليومية، وهذا الأمر يزيد على الأسرى همهم، وتصبح السجون في وضع لا يطاق.

وفي معرض حديثه، أكد الجعبري بأن الإهمال الطبي ما زال سيد العقوبات لدى الاحتلال، ويمارسه بشكل كبير بحق الأسرى المرضى، ولا يقوم بتحويلهم إلى العيادات أو حتى إلى العمليات لو كانت هناك حاجة ماسة لذلك، مشيرا إلى أن أكبر مثال ما حصل مع الأسير جعفر عوض الذي ماطل الاحتلال في الإفراج عنه، ولم يتم ذلك إلا بعد أن وصل إلى حالة خطيرة جدا.

وختم قائلا: "الاعتقال بكل أنواعه سيئ جدا، وهو يضيع على الأسير حياته الاجتماعية، ولكن الصبر والرضا والاحتساب يخفف كل الحزن والألم ويكون وقودا لغالبية الأسرى".

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية