حرام يا مصر
أ.د يوسف رزقة
القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين ابن مصر وابن الأزهر الشريف العلامة القرضاوي يفتي بحرمة بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة. الفتوى الكريمة تحدثت عن الدين، وعن العروبة وعن الإنسانية. بناء الجدار القاتل محرم في دين الإسلام، ومحرم على قواعد العروبة، ومحرم في القوانين الإنسانية. الفتوى تحدثت أيضاً عن سيادة مصر ونصرت حق مصر في سيادتها، غير أنها قالت إن السيادة المصرية لا تعني الإضرار بحقوق الجيران، فكيف إذا كان هذا الجار غزة، وهم الأهل الإخوة في الدين وفي العروبة؟! وكيف إذا كانت غزة محاصرة من قبل المحتل الظالم؟! مصر تدير علاقاتها مع الجيران على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، وقد طبقت هذه القاعدة في علاقتها مع أثيوبيا ومع السودان فيما يتعلق بمياه النيل. فتوى العلامة القرضاوي ليست فتوى فرد أو عالم، إنها فتوى اتحاد علماء المسلمين. لم يعترض أحد من علماء المسلمين على الفتوى، العلماء في كل مكان مع الفتوى قلباً وقالباً. الأزهر الشريف يؤيد الفتوى، الشعب المصري مع الفتوى. رابطة علماء فلسطين أيدت الفتوى ونشرتها. العلماء يدرسون الموقف الشرعي من شركة (المقاولين العرب) التي تنفذ المشروع لمصالح أميركا و(إسرائيل). وسائل الإعلام العربية والدولية اهتمت بالفتوى ونشرتها. الإعلام المصري الوحيد هو الذي أهمل الفتوى ولم يناقشها. فتاوى العلماء يجدر أن تلقى احتراماً في السياسة العربية. العلماء هم نبض الشارع وهم المكلفون بالنصح للحكام والسياسيين إدارة الظهر للعلماء يعني إعلان حرب على الدين. العلماء ورثة الأنبياء. الوراثة تعني أن يصدقوا القول، وأن تسمع لهم العامة والخاصة.
الفتوى مرجعية العمل والقول. لا قيمة لقول أو عمل لا مرجعية له. ولا قيمة لقول أو عمل يصادم المرجعية ويناقض الفتوى. حين تنضبط أقوال الحاكم وأعماله بالمرجعية يعز الحاكم ويعز شعبه ولا يذل الشعب إلا حين يتمرد الحاكم على مرجعية الفتوى. مشكلة مصر ومشكلة الجدار الفولاذي القاتل المميت أنه (عمل ضرار) انطلق من مرجعية الفتوى. الجدار الفولاذي قرار إسرائيلي أميركي لاستمرار المساعدات المالية الأمريكية لمصر. أمريكا و(إسرائيل) ضد الإسلام وضد المرجعية والفتوى ولا يليق بمصر أن تستبدل مرجعية الدولار بمرجعية الفتوى.
القانون مرجعية المحاكم والقضاء. والفتوى مرجعية القانون في الأوضاع السليمة.
رجال القانون ومنهم عبد الله الأشعل أفتوا بأنه لا يجوز للقانون مخالفة الشريعة.
يحرم بناء الجدار الفولاذي رجال القانون في مصر وفي خارج مصر يتكتلون معاً من أجل مفاجأة الحكومة المصرية القائمة على بناء الجدار. رجال السياسة قالوا إن بناء الجدار يرتقي إلى مستوى العمالة لـ(لإسرائيل) ولأمريكا. الصحف المصرية والعربية والفلسطينية والدولية تمتلئ بالحديث عن أضرار الجدار على غزة وعلى مصر وعلى البيئة وعلى السياسة، على الدين والقانون وعلى الإخوة والإنسانية. لا يوجد صحف أو كتابات تمتدح الجدار الفولاذي غير الصحف الإسرائيلية، المستفيد الأول والأخير من بناء الجدار هي (إسرائيل). القاهرة ترقِّع دنيا (إسرائيل) بثياب مصر. صوت الفتوى يقول حرم حرام عليك يا مصر لا ترفعي عورة (إسرائيل) بدين مصر!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية