مقاومة الضفة.. أساليب جديدة تستمد وقودها من حرب غزة
على الرغم من الانتقاد الواسع الذي تعرضت له الضفة الغربية المحتلة لحراكها دون المستوى المطلوب خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إلا أن انقشاع غبار المعركة كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من المقاومة في الضفة، تأثرت بالحرب وتداعياتها وشكلت استجابة متدحرجة للأحداث.
وبنظرة لعام بعد الحرب على غزة لا يخفى للمراقبين والمتابعين حجم العمليات التي نفذت بالضفة والتي أخذت في غالبيتها شكل " العمليات الفردية"، مع وجود عمليات جريئة لمجموعات منظمة كتلك التي أعلنت عنها مجموعات مروان القواسمة وعامر أبو عيشة في كتائب القسام واستهدفت مستوطنين قرب نابلس ورام الله.
وما يميز غالبية العمليات في الضفة هو أنها تمت بعيدا عن الفصائل والأطر التنظيمية، علما أن عددا لا يستهان به من منفذي العمليات الفردية لهم ارتباطات تنظيمية شخصية.
ويشير مراقبون إلى أن حجم ونوعية العمليات الفردية خلال عام من الحرب على غزة كشفت عن قضايا أساسية، الأولى تتمثل في عمق روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني والتي عمل البعض على إطفاء جذوتها ولكنها أخذت زخما جديدا بالحرب وتداعياتها.
والثاني مستوى الإنهاك الذي وصلت له كافة التنظيمات في الضفة، والتي بدت عاجزة عن إخراج عمليات منظمة ونوعية، فكان التعويض والنجاح للعمل الفردي، والفشل المريع للعمل التنظيمي.
والثالث يتمثل هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية والتي بدت عاجزة وبإقرار رسمي عن التصدي لموجات العمليات الفردية، واعتبرتها مشاكل بلا حل.
ومن أبرز تلك الهجمات: مهاجمة مركبة للمستوطنين قتل فيها مستوطنًا وأصيب آخرين يوم الجمعة (19-6) في عملية تبنتها كتائب القسام قرب مدخل مستوطنة دوليف على الطريق إلى رام الله.
وتشير رواية الاحتلال إلى أن المنفذ لامس المركبة، وتحدث مع المستوطنين، سائلاً عن نبعة ماء في المنطقة، ثم أطلق النار على أجسادهم، قبل أن يلوذ بالفرار في جرأة كبيرة أربكت الشاباك.
كما قتل مستوطن وجرح أربعة في (30-6-2015) حين هاجمت ذات الخلية مركبة مستوطنين قرب مستوطنة "شافوت راحيل" على ذات الطريق التي تمت فيه عملية مستوطنة "دوليف".
وكذلك تحتفظ الذاكرة بعملية إطلاق النار الشهيرة على الحاخام المتطرف "غليك" في البلدة القديمة بالقدس من قبل الشهيد معتز حجازي في (29-10-2014) حين وقف الشهيد حجازي أمام غليك وسأله "هل أنت غليك؟ فقال له: نعم، فقال له حجازي: "تصرفاتك لا تعجبني"، وأطلق عليه النار، وتمكن من الانسحاب إلى أن استشهد في اليوم التالي داخل منزله.
وعملية الشهيد محمد جعابيص من حيّ جبل المكبّر، في آب الماضي، والذي أقدم على قلب حافلة إسرائيلية بجرافة كان يقودها، ما أدى إلى إصابة سائق الحافلة الإسرائيلي بجروح، إضافةً إلى أربعة آخرين، قبل أن تُطلق الشرطة الإسرائيلية الرصاص عليه.
وبعد نحو 80 يومًا على حادثة جعابيص، استشهد الشاب عبد الرحمن شلودي من بلدة سلوان، بعدما أطلق حرّاس القطار الإسرائيلي النار عليه، إثر تنفيذه عملية دهس بسيارته، أدت إلى مقتل إسرائيليتين وإصابة ثمانية آخرين.
وكذلك عملية الشهيد إبراهيم عكاري والتي قتل فيها مستوطنين وجرح عشرة آخرون في 5-تموز -2014، وعملية الكنيس الشهيرة في 18-11-2014 والتي نفذها الشهيدان غسان وعدي أبو جمل، وقتل فيها خمسة وإصالة 11من كبار الحاخامات في "إسرائيل".
وكذلك طعن 16 مستوطنا في حافلة دان في جسر معاريف بتل أبيب نفذها الشاب حمزة متروك 22 سنة من طولكرم، وكذلك في 6-3-2015 دهس شاب مقدسي هو محمد محمود السلايمة (23 عامًا) من رأس العامود في شرقي القدس 7 شرطيات من في حي شمعون هتسك الاستيطاني.
وفي ذروة احتفالات الإسرائيليين بما يسمونه ذكرى المحرقة أقدم شاب مقدسي على قتل المستوطن شالوم شاركي وأصاب المستوطنة شيلا كلاين في محطة الحافلات بالقدس بجراح خطرة.
وفي رمضان الجاري سجلت عدة عمليات طعن منها عملية الطعن التي نفذها الشاب ياسر طروة في باب العمود في القدس وأصاب جنديين أحدهما جراحه خطرة.
وأشار إلى دلالات عدة لتلك العمليات، الأولى أنها أزعجت الاحتلال خاصة أنها تمت بأكثر من موقع، كما أن سلطات الاحتلال لم تتمكن من التصدي لها بالوقت المناسب وأحدثت خسائر في صفوفه.
والدلالة الثانية أن العمليات الفردية أثبتت أنها غير مرتبطة بشكل مباشر بالفصائل الفلسطينية مما أعطاها مساحة أكبر للمناورة وساعد على نجاحها وعدم إحباطها من قبل الاحتلال.
والدلالة الثالثة استخدام السلاح الأبيض في أكثر من عملية، وهذا النوع من العمليات لا يتطلب الكثير من التخطيط وهو ما يقلل فرص كشفه من الاحتلال.
والدلالة الرابعة والأخيرة أن العمليات الفردية بالضفة أصبحت بديل العمل العسكري الجماعي في قطاع غزة، وتعتمد على الاستنزاف بالضفة أكثر من أنها مواجهة عادية.
وأشار إلى أن العمليات في الضفة تشكل اختراقا ولكن ليس بالكبير ولا الجذري للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، بحكم عدم القدرة على كشفها بالوقت الملائم؛ كما أنها حققت حالة من الإرباك والارتباك في صفوف المستوطنين بالضفة وهذا يسجل لصالح العمليات الفردية.
وقدر قاسم أن العمل الفردي منفصل عن الأحداث السياسية وتطوراتها بصورة عامة لكونه يعبر عن نزعة شخصية لمواجهة الاحتلال ويتضح أنه ردة فعل أفراد على ممارسة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن كون العمليات الفردية تحصل معناه أن الفصائل الفلسطينية فاشلة، بيد أن مواجهة الاحتلال مسؤولية الفصائل ولكنها تتلهى بمصالحها الذاتية للأسف.
وشدد على أن العمليات الفردية من الصعب أن يكون لها امتداد وما يقوم به الأفراد يبقى مؤقت، وأوضح أن الفصائل الفلسطينية بدت أكثر بلادة في التعاطي مع الأحداث.
وأشار إلى أن إرباك الاحتلال من العمليات الفردية ناجم عن استحالة التكهن بها، ولهذا "إسرائيل" تتخوف منها جدا؛ فلا يوجد لدى الاحتلال أي وسيلة لكشف نوايا الأفراد، لأن الفرد لا يشرك بتفكيره ونواياه أحد، على عكس العمليات الجماعية.
على الرغم من الانتقاد الواسع الذي تعرضت له الضفة الغربية المحتلة لحراكها دون المستوى المطلوب خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إلا أن انقشاع غبار المعركة كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من المقاومة في الضفة، تأثرت بالحرب وتداعياتها وشكلت استجابة متدحرجة للأحداث.
وبنظرة لعام بعد الحرب على غزة لا يخفى للمراقبين والمتابعين حجم العمليات التي نفذت بالضفة والتي أخذت في غالبيتها شكل " العمليات الفردية"، مع وجود عمليات جريئة لمجموعات منظمة كتلك التي أعلنت عنها مجموعات مروان القواسمة وعامر أبو عيشة في كتائب القسام واستهدفت مستوطنين قرب نابلس ورام الله.
وما يميز غالبية العمليات في الضفة هو أنها تمت بعيدا عن الفصائل والأطر التنظيمية، علما أن عددا لا يستهان به من منفذي العمليات الفردية لهم ارتباطات تنظيمية شخصية.
ويشير مراقبون إلى أن حجم ونوعية العمليات الفردية خلال عام من الحرب على غزة كشفت عن قضايا أساسية، الأولى تتمثل في عمق روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني والتي عمل البعض على إطفاء جذوتها ولكنها أخذت زخما جديدا بالحرب وتداعياتها.
والثاني مستوى الإنهاك الذي وصلت له كافة التنظيمات في الضفة، والتي بدت عاجزة عن إخراج عمليات منظمة ونوعية، فكان التعويض والنجاح للعمل الفردي، والفشل المريع للعمل التنظيمي.
والثالث يتمثل هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية والتي بدت عاجزة وبإقرار رسمي عن التصدي لموجات العمليات الفردية، واعتبرتها مشاكل بلا حل.
عمليات متعددة
ولا يتسع تقرير لرصد عشرات العمليات الفدائية الفردية والمنظمة خلال عام من الحرب على غزة، ولكن عمليات الدهس والطعن بالأسلحة البيضاء شكلت السمة الأبرز لتلك الهجمات.ومن أبرز تلك الهجمات: مهاجمة مركبة للمستوطنين قتل فيها مستوطنًا وأصيب آخرين يوم الجمعة (19-6) في عملية تبنتها كتائب القسام قرب مدخل مستوطنة دوليف على الطريق إلى رام الله.
وتشير رواية الاحتلال إلى أن المنفذ لامس المركبة، وتحدث مع المستوطنين، سائلاً عن نبعة ماء في المنطقة، ثم أطلق النار على أجسادهم، قبل أن يلوذ بالفرار في جرأة كبيرة أربكت الشاباك.
كما قتل مستوطن وجرح أربعة في (30-6-2015) حين هاجمت ذات الخلية مركبة مستوطنين قرب مستوطنة "شافوت راحيل" على ذات الطريق التي تمت فيه عملية مستوطنة "دوليف".
وكذلك تحتفظ الذاكرة بعملية إطلاق النار الشهيرة على الحاخام المتطرف "غليك" في البلدة القديمة بالقدس من قبل الشهيد معتز حجازي في (29-10-2014) حين وقف الشهيد حجازي أمام غليك وسأله "هل أنت غليك؟ فقال له: نعم، فقال له حجازي: "تصرفاتك لا تعجبني"، وأطلق عليه النار، وتمكن من الانسحاب إلى أن استشهد في اليوم التالي داخل منزله.
وعملية الشهيد محمد جعابيص من حيّ جبل المكبّر، في آب الماضي، والذي أقدم على قلب حافلة إسرائيلية بجرافة كان يقودها، ما أدى إلى إصابة سائق الحافلة الإسرائيلي بجروح، إضافةً إلى أربعة آخرين، قبل أن تُطلق الشرطة الإسرائيلية الرصاص عليه.
وبعد نحو 80 يومًا على حادثة جعابيص، استشهد الشاب عبد الرحمن شلودي من بلدة سلوان، بعدما أطلق حرّاس القطار الإسرائيلي النار عليه، إثر تنفيذه عملية دهس بسيارته، أدت إلى مقتل إسرائيليتين وإصابة ثمانية آخرين.
وكذلك عملية الشهيد إبراهيم عكاري والتي قتل فيها مستوطنين وجرح عشرة آخرون في 5-تموز -2014، وعملية الكنيس الشهيرة في 18-11-2014 والتي نفذها الشهيدان غسان وعدي أبو جمل، وقتل فيها خمسة وإصالة 11من كبار الحاخامات في "إسرائيل".
وكذلك طعن 16 مستوطنا في حافلة دان في جسر معاريف بتل أبيب نفذها الشاب حمزة متروك 22 سنة من طولكرم، وكذلك في 6-3-2015 دهس شاب مقدسي هو محمد محمود السلايمة (23 عامًا) من رأس العامود في شرقي القدس 7 شرطيات من في حي شمعون هتسك الاستيطاني.
وفي ذروة احتفالات الإسرائيليين بما يسمونه ذكرى المحرقة أقدم شاب مقدسي على قتل المستوطن شالوم شاركي وأصاب المستوطنة شيلا كلاين في محطة الحافلات بالقدس بجراح خطرة.
وفي رمضان الجاري سجلت عدة عمليات طعن منها عملية الطعن التي نفذها الشاب ياسر طروة في باب العمود في القدس وأصاب جنديين أحدهما جراحه خطرة.
استنزاف من نوع آخر
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية الدكتور أيمن يوسف أن تصاعد العمليات الفردية في الضفة له ارتباط وثيق بتداعيات الحرب الأخيرة على غزة، كما أنها أثبتت أنها متنفس للفلسطينيين في ظل الواقع الصعب.وأشار إلى دلالات عدة لتلك العمليات، الأولى أنها أزعجت الاحتلال خاصة أنها تمت بأكثر من موقع، كما أن سلطات الاحتلال لم تتمكن من التصدي لها بالوقت المناسب وأحدثت خسائر في صفوفه.
والدلالة الثانية أن العمليات الفردية أثبتت أنها غير مرتبطة بشكل مباشر بالفصائل الفلسطينية مما أعطاها مساحة أكبر للمناورة وساعد على نجاحها وعدم إحباطها من قبل الاحتلال.
والدلالة الثالثة استخدام السلاح الأبيض في أكثر من عملية، وهذا النوع من العمليات لا يتطلب الكثير من التخطيط وهو ما يقلل فرص كشفه من الاحتلال.
والدلالة الرابعة والأخيرة أن العمليات الفردية بالضفة أصبحت بديل العمل العسكري الجماعي في قطاع غزة، وتعتمد على الاستنزاف بالضفة أكثر من أنها مواجهة عادية.
وأشار إلى أن العمليات في الضفة تشكل اختراقا ولكن ليس بالكبير ولا الجذري للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، بحكم عدم القدرة على كشفها بالوقت الملائم؛ كما أنها حققت حالة من الإرباك والارتباك في صفوف المستوطنين بالضفة وهذا يسجل لصالح العمليات الفردية.
التاريخ يكره الفراغ
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور عبد الستار قاسم أنه لا يوجد حالة ثورية بالضفة، والعمليات الفردية إنما جاءت لسد فراغ أحدثته الفصائل الفلسطينية بسبب عدم ممارستها للمقاومة وتركت فراغ، والتاريخ يكره الفراغ، والأفراد الآن يقومون بواجب المقاومة لفشل التنظيمات.وقدر قاسم أن العمل الفردي منفصل عن الأحداث السياسية وتطوراتها بصورة عامة لكونه يعبر عن نزعة شخصية لمواجهة الاحتلال ويتضح أنه ردة فعل أفراد على ممارسة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن كون العمليات الفردية تحصل معناه أن الفصائل الفلسطينية فاشلة، بيد أن مواجهة الاحتلال مسؤولية الفصائل ولكنها تتلهى بمصالحها الذاتية للأسف.
وشدد على أن العمليات الفردية من الصعب أن يكون لها امتداد وما يقوم به الأفراد يبقى مؤقت، وأوضح أن الفصائل الفلسطينية بدت أكثر بلادة في التعاطي مع الأحداث.
وأشار إلى أن إرباك الاحتلال من العمليات الفردية ناجم عن استحالة التكهن بها، ولهذا "إسرائيل" تتخوف منها جدا؛ فلا يوجد لدى الاحتلال أي وسيلة لكشف نوايا الأفراد، لأن الفرد لا يشرك بتفكيره ونواياه أحد، على عكس العمليات الجماعية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية