القائد الأسير عباس السيد: صفقة التبادل نصر عظيم ولا تحرير للأسرى إلا بالمقاومة

الثلاثاء 25 أكتوبر 2011

في أول مقابلة له من داخل عزله بعد الصفقة
القائد الأسير عباس السيد: صفقة التبادل نصر عظيم ولا تحرير للأسرى إلا بالمقاومة


اعتبر القائد القسامي الأسير عباس السيد صفقة تبادل الأسرى حدثًا تاريخيًّا هامًّا ونصرًا استراتيجيًّا للشعب الفلسطيني، معربًا عن ثقته في قدرة المقاومة الفلسطينية على تحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني.

وقال القائد القسامي في مقابلة حصرية وخاصة استطاع "المركز الفلسطيني " إجراءها داخل عزله في سجن "الرامون": "إن الأمل موجود ولم ينقطع وبالرغم من عدم وجود شيء ملموس في هذه الأيام، إلا أن ثقتنا بالله كبيرة، ثم ثقتنا بإخواننا وأخواتنا الذين أُفرج عنهم، وثقتنا بإخواننا المقاومين، أنهم سيعملون كل ما يستطيعون، لإطلاق سراحنا، فالأمل من ناحية الدافعية للعمل زاد بشكل كبير".

وأكد السيد أن صفقة التبادل هي نصر عظيم لشبعنا رغم أنف الذين يحاولن التشكيك فيها، مطالبًا الإعلام بتوخي الموضوعية في تقييمها وأن يضع في ذهنه أن الخصوم يرونها نصرًا حقيقيًّا، قائلا: "ما بداية تسريبهم لأخبار سرية من زمن الصفقة، إلا دليل على رغبتهم في إثارة نقاش علني مسموع عندنا يقلل من حجم الانتصار، وهي نصر عظيم رغم أنوفهم".

وشدد السيد في حديثه لـ"المركز الفلسطيني " على أن القواسم المشتركة لدى أبناء الشعب الفلسطيني داخل الطيف السياسي الفلسطيني كثيرة جدًّا، وأهم هذه القواسم الثوابت الفلسطينية، القدس واللاجئون وحق العودة وتحرير الأسرى، قائلا: "من الضروري استثمار هذا الحدث الكبير بتعزيز الوحدة، والسير قدمًا في طريق المصالحة، والبدء فورًا بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الفلسطينية على خلفية انتمائهم السياسي، وهذا أقل الواجب ومتطلب ضروري لكل منطق سليم".

نص الحوار كاملا:

القائد عباس السيد كيف كان شعورك وتفاعلك مع الصفقة بدءًا من الاعلان عنها وحتى إتمام المرحلة الأولى منها على الأرض؟

ابتداءً أحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على أن منَّ الله على إخوة وأخوات أعِزَّة كرام، بالفرج العزيز، وقد تابعت الأخبار على مدار الساعة، عبر كل الوسائل المتاحة عندنا، وبفضل الله كان الصبر والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره، في كل الأحوال وكان الشعور بأقصى درجات الفرح، لهذا النصر العظيم، والسعادة الغامرة التي دخلت قلوب أسرانا وعائلاتهم والشعب الفلسطيني، بل وأمتنا العربية والإسلامية بشكل عام.

ما هو تقييمكم الصفقة، وكيف رأيتم ما حققته من أهداف؟

هي حدث تاريخي هام جدًّا، ونصر استراتيجي للشعب الفلسطيني، لا يوجد عمل كامل من صنع البشر، وأتوقع من إخواني تقييمها بروية، كما أتمنى من كل الشعب الفلسطيني، الذين من حقهم تقييمها وإبداء الملاحظات عليها ويكون ذلك موضوعيًّا وبعدم الانتقاص من هذا الحدث الهام الذي ما شهد شعبنا مثيلا له منذ عام 1985، وأرجو من الجميع توخي الموضوعية في التقييم في إطار استخلاص العبر والعمل على السير إلى الأمام لاستكمال تحرير من بقى في الأسر.

وأقول إن الصفقة لم تنتهِ بعد؛ فما زلنا نتابع موضوع الأسيرات التسع، اللاتي ما زلن في الأسر، وموضوع المعزولين، وتحسين أوضاع السجون، وكذلك الدفعة الثانية، وفي ظل عدم وجود معلومات رسمية، أتمنى أن يكون ما تقدم، بأفضل ما يمكن من حيث التنفيذ وفق ما تم الاتفاق عليه، كما أقول لإخواني في حركتي المباركة، أن التقييم لن يقف عند هذه الأيام، التي نحيا فيها لحظات الفرح والاحتفال، بل أتوقع أنه كلما تقدم الزمن فإنه من الطبيعي أن يبرز المزيد من الأسئلة، وخير لاغٍ للكثير من الأسئلة المشروعة، وجود أمل قريب ملموس، ونصر جديد وفرح جديد، لمن بقي في الأسر، وأن لا تتكرر تجارب الماضي، وينتظر من بقي عشر سنوات، أو عشرين، أخرى لا سمح الله أو حتى خمس سنوات.

فلقد أثبتت التجربة أنه مع الصبر كانت النتيجة أفضل، وأسأل الله أن يكون هناك أمل ملموس قريب، ويجعلنا جميعًا نستشعر وبصدق، أن ما حدث كان بتوفيق الله وفضله ومنته، وبالتوقيت الأنسب.

هل تم إبلاغكم عقب الصفقة من شيء حول موضوع وقف عزلكم والأسرى الآخرين؟

لم نبلَّغ بأي شيء بشكل رسمي من حركتنا، وليس عندنا معلومات إلا ما سمعناه من وسائل الإعلام.

بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة "وفاء الأحرار" وظهور ملامح المرحلة الثانية هل تبدد لديكم الأمل بالحرية؟

الأمل موجود ولم ينقطع وبالرغم من عدم وجود شيء ملموس في هذه الأيام، إلا أن ثقتنا بالله كبيرة، ثم ثقتنا بإخواننا وأخواتنا الذين أُفرج عنهم، وثقتنا بإخواننا المقاومين، أنهم سيعملون كل ما يستطيعون، لإطلاق سراحنا، فالأمل من ناحية الدافعية للعمل زاد بشكل كبير.

تسرَّع البعض في تقييمه للصفقة منذ لحظاتها الأولى، بنظرة سطحية وغير متفحصة، ومتجاهلًا جوانب قوتها، ماذا تقول لهم؟

نحن في مرحلة هي مرحلة فرح بالأسرى وأهلهم، ومرحلة نصر وعزٍ للمقاومة، ومرحلة تقييم وأخذ عبر، وفي هذه المرحلة أريد أن أعيشها بعظمتها وروعتها وتاريخيتها، مدركًا أن الكمال لله، وأن التقييم واستخلاص العبر بالنسبة لي سيكون لاحقًا، ووفقًا للأصول وكما يتطلَّبه الأمر، راجيًا من كل من يقيِّم في الإعلام في هذه الأيام توخي الموضوعية وأن يضع في ذهنه أن خصمنا يراها نصرًا لنا، وطُبع في ذاكرته ووعيه في هذه اللحظة أنها نصر حقيقي، وهم يتربصون وبكل الطرق، لمحاولة التشكيك بما تم تناوله في الساحة الفلسطينية، وما بداية تسريبهم لأخبار سرية من زمن الصفقة، إلا دليل على رغبتهم في إثارة نقاش علني مسموع عندنا يقلل من حجم الانتصار، وهي نصر عظيم رغم أنوفهم.

عندما خرجت المعلومات الأولى عن إتمام الصفقة هل توقعت أن تكون من بين من شملتهم، وكيف استقبلتم خبر عدم شمولكم بها؟

نعم توقعت بداية أن أكون من بين المحررين فيها، ولكنني وبعد أن علمت بتفاصيلها، راضٍ تمام الرضا بقدري وواثق تمام الثقة بقرب الفرج، لأن هناك الكثير من إخواننا الذين سبقونا في الأسر والتضحية، وأعتقد أن لهم الأولية علينا.

يعيش الشعب الفلسطيني بانقسام منذ ما يزيد عن الخمسة أعوام، فهل ساهمت الصفقة في تقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب الفلسطيني وعززت الوحدة الوطنية؟

لا شك أن القواسم المشتركة لدى أبناء الشعب الفلسطيني داخل الطيف السياسي الفلسطيني كثيرة جدًّا، وأهم هذه القواسم الثوابت الفلسطينية؛ القدس واللاجئون وحق العودة وتحرير الأسرى، فمن الضروري استثمار هذا الحدث الكبير بتعزيز الوحدة، والسير قدمًا في طريق المصالحة، والبدء فورًا بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الفلسطينية على خلفية انتمائهم السياسي، وهذا أقل الواجب ومتطلب ضروري لكل منطق سليم.

هل ترى من وسيلة بالإفراج عنك وإخوانك الأسرى، غير المقاومة وعمليات خطف الجنود؟

لا ولا بأي حال من الأحول؛ فالتجربة لم تعلمنا غير ذلك، والحديث عن الإفراج عن الأسرى عند التوقيع على اتفاق نهائي مع الصهاينة، هو حديث غير واقعي، فلن يتم هذا التوقيع لا بعد عام ولا بعد عشرة أعوام ولا حتى بعد عشرين عامًا.

هل يساورك قلق على الأهل، وما هو المطلوب من إخوانك وشعبك المحررين تجاه عائلات الأسرى؟

بالنسبة لأسرتي فقد استودعتهم الله الواحد الأحد دومًا، وفي مثل حالتنا همُّ الأسير الأول يكون أهله وليس نفسه، وأملي بالله أن يقوم إخواني وكل أبناء الشعب الفلسطيني، باحتضان أهلنا ومشاركتهم همَّهم، وبأبلغ عبارة قالها بشر أقول: "مطلوب منهم أن يَخلفونا في أهلنا خيرا، ولهم أجر غزو في سبيل الله".

هل من كلمة أخيرة توجهها لإخوانك من رفاق القيد لسنوات والذين تحرروا اليوم؟

أقول لهم جميعا فرحكم فرحنا، وسعادتكم سعادتنا وبارك الله لكل منكم في حريته، وأبارك لأهلكم وأحبتكم، وأدام عطاءكم، فقد اختاركم الله لتكونوا خير معبِّر ومحفِّز وعامل على حرية من بقي، كما أدعو إلى استثمار هذا الحدث، فقد نجحت هذه الصفقة في إدارة عجلة الزمن إلى الوراء، وبعث تاريخ المقاومة في العقود الماضية، من مقبرة السجن، لتكون شاهدًا حيًّا أمام الجميع، ولتبرِز الكثير من النقاط غير المعلومة والتي لم يتم تأريخها، فهنيئًا لشعبنا هذا العرس العظيم، آملاً أن يتم الافراج قريبًا عن جميع الأسرى والأسيرات، وأن تُبيَّض السجون، بعز عزيز وذل ذليل وما ذلك على الله بعزيز

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية