لعملية الطريق إلى فلسطين

عملية الطريق إلى فلسطين

الثلاثاء 16 فبراير 2010

عملية الطريق إلى فلسطين

أول عملية كوماندوز فلسطيني منذ الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة

المقاومة جندلت العدو في مغتصباته وتخطت تحصيناته

المكتب الإعلامي- خاص:

 

لم تقف التحصينات التي أقامها العدو لحماية مغتصبيه, حائلا دون وصول عناصر المقاومة الفلسطينية الى داخل المغتصبات الصهيونية في كافة اماكن انتشار الجيش الصهيوني المحاذي لقطاع غزة, التي وصل إليها المقاومون بعزيمة وإصرار, وهم يتخطون كافة تدابيره الأمنية, ليفشلوا مخططه البائد والذي تحصن من خلفه يقاتل أبناء شعبنا.

 

عملية الطريق إلى فلسطين

 

وفي ساعات الفجر الأولى من صباح يوم السبت (25/8/2007), تحرك أسدين من أسود الدين والوطن نحو فلسطين, ليسطروا بدمائهم حكاية عشق لا تنضب.

حيث شمر الفدائيان, خضر عوكل, المجاهد في كتائب الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لـحركة المقاومة الشعبية, ومحمد ابو صقر المقاتل في كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية, شمرا عن ساعديهما ليمتشقا سلاحهما نحو فلسطين بكل الإيمان الذي تسلحوا به, فوصلوا للعدو في عقره وإشتبكوا مع قواته الهزيلة.

حظيت العملية بإهتمام بالغ من قيادات المقاومة والتي جاءت بعد تكرار الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني, فكان لا بد من عملية تعيد للاذهان أمجاد المجاهدين, وقدرة المقاومة على الوصول لأي مكان تريده, وتلقن العدو دروسا في البطولة والفداء, وحب الدين والوطن.

فجاء إختيار الأسم "الطريق إلى فلسطين" كبارقة أمل جديدة نحو الوصول الى فلسطين المحتلة عام 48م, وتحرير من دنس العدو الغاصب.

وكان الهدف المراد, إقتحام مغتصبة نتيف هعتسرا, إلى الشمال الشرقي لقطاع غزة, بغية خطف عدد من الصهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين يقبعون في سجون العدو الصهويني.

وإنما يدل إسم العملية على التأكيد أن تحرير فلسطين لن يأتي إلا بطريق الدم والشهادة, لا بواسطة المباحثات والمهادنات مع أعداء البشرية جمعاء, فهي جاءت لتؤكد رفض المجاهدين في فلسطين لعملية التفاوض المهينة مع العدو, في وقت كان قطاع غزة يعاني فيه من الحصار المشدد وحالة من تضييق الخناق عليه من قبل الاحتلال.

 

تفاصيل العملية:

 

وفي حديث للمكتب الإعلامي لكتائب الناصر صلاح الدين, قال المجاهد أبو طارق, أحد مخططي ومنفذي العملية,والقيادي في كتائب الناصر في شمال القطاع, أن:" الفكرة تولدت لدى قيادات من المقاومة الشعبية وكتائب المقاومة الوطنية وكتائب الأقصى, للرد على جرائم العدو المتكررة, وتأكيدا على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه في وجه الجرائم التي يتعرض لها, وتأصيلاً للمقاومة الشريفة المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني".

 موضحا, أن مجموعة مصغرة من قيادات الفصائل العسكرية, قامت بالتخطيط والتجهيز للعملية على مدى أكثر من شهر, من خلال,  استطلاعات نهارية وليلية، لا تلفت نظر العدو، ولا نظر عملائه المتسترين, وتدريب المقاتلين الذين سيقتحما المغتصبة, الذين حصلا على جرعات مكثفة من التدريبات عنيفة، و الوصول بلياقتهم البدنية وجاهزيتهم للقتال بأحسن الأحوال.

وأضاف:" تم تزويد المجاهدين بأدوات شديدة التعقيد تمكنهما من تجاوز العقبات والمعيقات والحواجز الإسمنتية والالكترونية وأجهزة الرادار الليلية وكشافات الإضاءة وكلاب الحراسة المنتشرة في كل مكان".

ويأتي على سرد التفاصيل بالقول:" حضَر المدربون, المجاهدين جيدا للعملية, وجرى تقسيمهم إلى أكثر من مجموعة لكل واحدة دورها في العملية، من اقتحام، وإسناد، ومراقبة، وإشغال، إلى حين تنجز الأهداف المتوخاة".

 

داخل المغتصبة

 

وتابع قائلا:" عند تحرك المجاهدين، وهم يرتدون ملابس الجيش الصهيوني، للتمويه، ويحملون أسلحة كالأسلحة التي يحملها جنوده، واستطاعوا تحت الظلام، وتحت غطاء كثيف من الضباب، التسلل إلى الجدار الإسمنتي العازل، وارتفاعه ثمانية أمتار، حيث استطاع اثنان من المجاهدين تسلق الجدار، مستعينين لذلك بسلم صنع من حبال خاصة، اعترفت مصادر العدو، أن مادته لاصقة، لصقت بالجدار، ومكنت المقاتلين من تسلق الجدار والنزول إلى الجانب الآخر من خطوط القتال، حيث واجهتهما حواجز من الأسلاك الشائكة استطاع المقاتلان فتح ثغرة فيها بواسطة المعدات التي يحملانها".

ويضيف أبو طارق:" تمكن المقاتلان من الإفلات من رقابة كشافات الإضاءة، عبر قفزات مدروسة مكنتهما من تجاوز هذه العقبة. كما تمكنا من الإفلات من كلاب الحراسة والرادارات الليلية المنتشرة في المكان، إلى أن وصلا إلى هدفهما المنشود، وهو تجمع لجنود العدو في مهاجعهم، في ساعات الصباح الأولى".

وأكد بأن, المجاهدين اقتربا من غرفة نوم جنود العدو واستطاعا بواسطة كاتم الصوت من قتل الحارس عند مدخل الغرفة، فخلت لهما السبل للوصول إليه، حيث باغتاه بهجوم مفاجئ، وألقيا فيه القنابل اليدوية، وأطلقا على جنوده زخات من أسلحتهما الرشاشة أوقعت في صفوفه العديد من القتلى والجرحى نقلوا إلى المستشفى في عسقلان.

ويشير إلى أن إطلاق النار وإلقاء القنابل نبه باقي وحدات الجيش الصهيوني في المنطقة، فدفع إلى ساحة القتال بقوات إسناد من وحدة غولاني الخاصة، كما حلقت في سماء المنطقة المروحيات العسكرية والتي بدت واضحة لسكان المنطقة.

حيث يؤكد المواطنين المجاورين للمغتصبة, بأن الاشتباكات استمرت لمدة ثلاث ساعات كاملة، سمع فيها صوت تبادل إطلاق النار، وإلقاء القنابل والصواريخ المضادة للدروع. كما لجأت مروحيات العدو إلى إطلاق الصواريخ، ومشطت المنطقة برشاشاتها الثقيلة، إلى جانب إلقاء العشرات من قذائف الإنارة، لصعوبة الرؤية بسبب الضباب.

 

الناصر والوطنية يتبنان العملية

 

و فور ورود نبأ العملية البطولية, أعلنت كل من كتائب الناصر صلاح الدين والمقاومة الوطنية, مسئوليتهما المباشرة عن العملية,, حيث أكد البيان المشترك مع كتائب الأقصى, أن المعركة مع العدو استمرت الى ما قبل الظهر، وأن العدو، الذي اعترف فقط بسقوط جريحين، تكتم على باقي خسائره، خاصة وأن غرفة عمليات مشتركة من الأطراف الثلاثة كانت تتابع العملية لحظة بلحظة من مواقع مراقبة وتنصت قريبة.

وكشفت البيانات حينها عن هوية الإستشهاديين البطلين, وهما:  محمد رجب صقر (22 عاماً) كتائب المقاومة الوطنية  و خضر عوكل (22 عاماً) كتائب  الناصر صلاح الدين.

في وقت أوضحت البيانات بعضا من تفاصيل العملية التي بدأت في تمام الساعة الخامسة فجراً من معبر بيت حانون (إيرز) تم خلالها قطع الأسلاك الشائكة واختراق الجدار الإسمنتي المحيط بالمعبر، والعبور إلى داخل الخط الأخضر (أي أراضي 48) بهدف الوصول إلى مغتصبة نتيف عسرا وهي الهدف المرجو من العملية.

وأضافت البيانات «فعقب اقتحام المقاتلين لحصون العدو والوصول للهدف تم الاشتباك المسلح والعنيف مع قوات العدو بمختلف الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، ما دفع بالعدو لاستدعاء عدد كبير من الآليات والمروحيات التي غطت سماء المنطقة، وقد شاهد السكان ذلك. وقد دام الاشتباك المسلح ما يزيد عن ثلاث ساعات، وأبلغ المقاتلون لحظة بلحظة غرفة العمليات المشتركة بوقوع إصابات مؤكدة بين صفوف حراس المغتصبة ومعبر بيت حانون، ونؤكد بأن العدو مازال يتكتم على خسائره البشرية».

 

العدو يعترف بالعملية ويخفي خسائره

 

  لم يجد العدو بدا من الإعتراف بالعملية البطولية, والشهادة بعبقرية التخطيط والتنفيذ معا, حيث فشلت التدابير الصهيونية للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات,  بينما لا زال السؤال يحير قادة الجيش الصهيوني هو كيف تسلل اخترق المقاتلين الجدار الإلكتروني دون شعور الجنود؟

 وفور العملية دعت مصادر عسكرية صهيونية الى إعادة  فحص وسائل الرقابة  ومدى جدواها, وإن كان من الصعب ملاحظة حركة أثناء ضباب بهذه الكثافة. فإن اللواء في المنطقة موني كاتز قال إنه سيستخلص الدروس من الحادث.

وجاء اعتراف قيادة الجيش الصهيوني, إقرار بقدرة المقاومة الفلسطينية على ابتكار أساليب تتجاوز المواقع الصهيونية, وأنه كان بإمكان المقاتلين أن يتوغلوا داخل الكيان، لو لم يبادروا إلى إطلاق النار على مراكز الجيش عند خطوط التماس.

بدوره اعترف قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الجنرال موني كاتز بان منفذي العملية الفلسطينيين كانا من المحترفين، تمكنا من اختراق جدار إسمنتي بارتفاع 8 أمتار بطريقة مبتكرة ومميزة لم نكن يوماً من الأيام نتوقعها. فلأول مرة ـ يقول كاتز ـ نرى هذه الطريقة والتي تمت باستخدام حبال ربطت بجهاز صنع بطريقة مميزة ما أعطاه القدرة على الالتصاق بالجدار والسماح للمهاجمين بتسلقه وبالتالي العبور إلى داخل الخط الأخضر بلحظات زمنية قصيرة.

 

 وأكد بأنه لولا مبادرة المهاجمين بإطلاق النار علينا بهدف قتل الجنود لتمكنوا من العبور إلى الدولة العبرية ونحن آخر من يعلم لأننا بصراحة لم نكن نرى شيئاً نتيجة الضباب الكثيف.

وأردف الجنرال القول بأن عملية التسلل قد تكون نتيجة تلقي المقاومة معلومات وافرة عن تفاصيل بناء الجدار الإسمنتي الموجود على الحدود الأمر الذي تم على أساسه بناء جهاز مبتكر مكنهم من تسلقه..

 

خضر عوكل العريس الموشح بالريحان

 

ما ان رن هاتفه الجوال ليعلمه القائد المسئول عن العملية ان موعده اقترب وعليه تجهيز نفسه , حتى طار الشهيد خضر عوكل فرحا, والذي استقبل النبأ فليس بينه وبين الجنة الا ساعات قليلة , حتى اعتكف في مسجد التقوى في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال القطاع , يصلي لله ويتعبد استعدادا لخوض المعركة مع احفاد القردة والخنازير . والتي امضي حياته في كتائب الناصر صلاح الدين شغوفا للظفر بمثل هذه العملية النوعية التي اخذت بيديه الى باب الجنة "ان شاء الله " .

ويقول شقيقه للمكتب الاعلامي لكتائب الناصر ان خضر:" بدا عليه وكانه عريسا سيزف بعد قليل, اعتكف في المسجد لساعات كثيرة, وهو ما بدا غريبا علينا , واستفرد بنفسه طوال الليل يدعو الله , ان يوفقه في عمله المختار لمرضاته ونيل جنانه".

فيما يوضح , بأنه ولصغر سن شقيقه كان كتوما فلم يدري أحد ماذا كان يفعله خضر , حين تقدم لتنفيذ العملية البطولية في نتيف هعتسرا

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية