عملية  وكر الموت: أدت إلى مصرع أربعة مغتصبين صهاينة وإصابة عدد أخر وتدمير جيب وباص صهيونيين

عملية وكر الموت: أدت إلى مصرع أربعة مغتصبين صهاينة وإصابة عدد أخر وتدمير جيب وباص صهيونيين

الإثنين 23 نوفمبر 2009

في الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد مخططها ومنفذها

عملية " وكر الموت": أدت إلى مصرع أربعة مغتصبين صهاينة وإصابة عدد أخر وتدمير جيب وباص صهيونيين

المكتب الإعلامي-خاص

يقول الله تعالى في محكم تنزيله ( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) 142آل عمران

يغيب الرجال عن الدنيا وتبقى صورهم محفورة في ذاكرة الشعوب, بما قدموه لأجل دينهم وشعبهم, من أجل إعلاء كلمة الدين لتكون هي العليا.

ثلاث سنوات مرت على غياب القائد الهمام فائق أبو القمصان وإثنين من إخوانه, محمود البسيوني, وأحمد درويش أبو القمصان, اللذان ارتقيا إلى العلى إثر قصف صهيوني غادر في الثالث والعشرين من نوفمبر عام 2006م.

ولا زالت كتائب الناصر صلاح الدين تكشف سلسلة من عمليات التي نفذه مجاهدوها الأماجد دون أن تعلن, حين تنفيذ هذه العمليات عن تفاصيلها أو ملابساتها لحكمة يعلمها الله, ولم تكن من مصلحة المسلمين حينها كشف تفاصيل العمليات نظرا للخطر المحدق الذي كان يحيط بالمجاهدين من كل حدب وصوب.

فمنذ انطلاقتها المباركة, كتنظيم إسلامي مجاهد, سعت كتائب الناصر إلى النكاية بالعدو في كل موطن وكل أرض يمكن أن تصل أيادي مجاهديها إلى عدو الله وعدونا, فوفق الله هذه الثلة المؤمنة التي حملت لواء العقيدة والدفاع عند دين الله وحياض المسلمين في فلسطين, إلى ما كانت تسعى إليه, طمعا في جنة الله ورضوانه, وشعارهم:" قتل اليهود عبادة نتقرب فيها إلى الله".

لأن القصص لا يراد من ذكرها إلا العظة والعبرة, قال تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) وقال ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) وقال ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) ونسأل الله العون في ذلك إنه ولي ذلك والقادر عليه .

عملية "وكر الموت"

في شهر مارس من العام 2004ميلادية, كان المجاهدون الأبطال على موعد مع نصر من الله يتحقق على أيدي المجاهدين المتوضئة والألسنة الذاكرة الله قياما وقعودا,الهدف هو قافلة صهيونية مكونة من جيبين صهيونيين وباص يقل موظفين وطلبة صهاينة, يقيمون في مغتصبة نتساريم وسط قطاع غزة.

أدت العملية إلى مصرع أربعة مغتصبين صهاينة وإصابة عدد آخر ممن كانوا يستقلون تلك القافلة الهالكة بإذن الله.
وفي التفاصيل, فقد وصل إلى مسمع القائد الشهيد –نحسبه والله حسيبه-فائق أبو القمصان, من ابن عمه الشهيد المجاهد أحمد درويش أبو القمصان, بأن هناك قافلة صهيونية تخرج مساءا من مغتصبة نتساريم وسط القطاع ثم تعود إلى ذات المغتصبة محملة عدد من المغتصبين, وبأن العملية هدفا واضحا وصريحا.

نقل القائد أبو ثائر, تلك المعلومات إلى القائد العام "الشهيد" أبو يوسف القوقا, الذي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية ببركة من الله وعنايته لعباده المجاهدين. فبدأ العمل منذ تلك الساعة.

ويقول المجاهد أبو جمال أحد منفذي العملية والذي خرج استشهاديا فيها وكان رفيق درب الشهيد القائد أبو ثائر:" العملية كانت معقدة وفي غاية الصعوبة,نظرا لأن عددا من فصائل المقاومة رفضت تنفيذها رغم علمها بالهدف, بدافع أن المنطقة –محروقة- ومكشوفة للعدو وبأنها فاشلة بنسبة 100%, وحين عرضنا الموضوع على الأخوة في كتائب القسام, وخاصة القائد الشهيد فوزي أبو القرع ولكنهم رفضوا الاشتراك معنا لذات السبب, فما كان منا سوى أن نتوكل على الله وهو حسبنا وناصرنا".

ولم تكن كتائب الناصر في ذلك الوقت قد وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم, حيث انه تنظيم نشئ لا زالت نواته التأسيسية الأولى تضع اللبنة الأولى للتنظيم العسكري وتبنيه على أسس سليمة وقويمة.

رصد وتعقب

في تلك الفترة, كان فصل الشتاء يسدل أستاره على الدنيا, وبالتالي فان من الصعوبة بمكان تنفيذ أي عملية عسكرية في ظل البرد القارص والظروف الجوية المتقلبة, ما يحدث من انزلاق للتربة ورخوة الأرض جراء الأمطار التي تنهمر عليها.

إلا أن الله هيئ لهم الظروف الكاملة لتنفيذ عملية تشفى صدور قوم مؤمنين,ويواصل أبو جمال حديثه:"لقد بدأنا العمل في التخطيط والتجهيز وعملية الرصد للعملية مطلع شهر فبراير, ومكثنا أكثر من 35 يوما ونحن نرصد في القافلة على مدار أربع وعشرين ساعة,كان الشهيدين المجاهدين, فائق وأحمد أبو القمصان إضافة إلى العبد الفقير إلى الله, القائمين على العملية بكافة تفاصيلها, فوضعنا الخطة المناسبة لها وبدأنا نقوم بعمليات الرصد والمتابعة"..

وتم رصد القافلة العسكرية التي كانت تدخل إلى داخل مغتصبة نتساريم في تمام الساعة الخامسة مساءا, ثم تمكث نصف ساعة لتخرج مرة أخرى محملة بأشخاص آخرين, لتخرج من المغتصبة في تمام الساعة,الخامسة والنصف.

استطاع القائمون على العملية تجهيز أربعة استشهاديين إضافة إلى أبو جمال, ليكون بذلك خامسهم, من اجل تنفيذ العملية المعقدة.

ويتابع أبو جمال:" في إحدى المرات كنت أنا وأبو ثائر واحمد أبو القمصان, ذهبنا إلى الموقع لمعاينته, ويومها ارتدى الشهيد أبو ثائر زي امرأة بنقاب شرعي, من أجل التمويه على العدو, كي لا يتم كشف أمرنا وتفضح العملية".

ساعة الحسم

وبعد 35 يوما من الاستعداد والتجهيز للعملية, جهز المجاهدون عبوتين ناسفتين تزن كل واحدة خمسين كيلوا غراما,وعدد من القنابل اليدوية إضافة إلى الأسلحة الرشاشة,وخرجنا الخمسة استشهاديين إضافة إلى الشهيدين أبو ثائر وأحمد درويش أبو القمصان ,في سيارتين قسمت أفراد العملية إلى مجموعتين تحسبا لأي طارئ قد يحدث خلال طريقنا لتنفيذ العملية.

تجهز كل استشهادي بعتاده وقرءوا جميعا ما فتح الله على قلوبهم من القرءان ,وبدأ المسير, إلى أن وصلوا مكان يبعد عن الهدف بمسافة 700 متر, فكان موعد الاقتحام للتنفيذ هو الخط الزمني الذي يفصل الليل عن النهار, وبمجرد أن صدحت المساجد بآذان المغرب, حتى بدأ المجاهدون الزحف لمسافة وصلت إلى 700م على الأشواك والأرض الوعرة, إلى أن وصلوا احركةب الصهيوني من المغتصبة وبدءوا بعملية تجهيز العبوات واتخاذ المواقع للتنفيذ ,حيث مكثت العملية في هذه المرحلة ساعة ونصف, في حين كانت المعنويات قد بلغت أوجها لدى الاستشهاديين الخمسة, رغم أن الجندي الصهيوني قد وجه المصباح المتحرك باتجاه المنطقة ليكشفها, فكان ضوء المصباح يسلط أكثر من مرة على ظهور الاستشهاديين, لكن الله أعمى بصره وبصيرته, مصداقا لقوله تعالى:" وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" صدق الله العظيم, إلى أن كانت الأمور حينها على ما يرام.

ويقول أبو جمال الذي كان هو قائد العملية:" صحيح أن العملية كانت استشهادية, لكن كانت لدينا تعليمات أن كان هناك مجالا للانسحاب, فالانسحاب أولى من الموت".

ويضيف أبو جمال:"لقد مكثت أربعين دقيقة أنتظر الهدف, حيث جاءت القافلة ودخلت إلى داخل المغتصبة وأفرغت حمولتها, واستقلها أناس جدد, والتعليمات كانت تنص, أن نسمح لها بالمرور ولحظة خروجها يتم التنفيذ".

قام قائد العملية, بتوزيع أفراد المجموعة كل في مكانه حسب الاتفاق, وبقي هو وحيدا يمسك بـ:" كبسة التفجير", وما هي إلا دقائق معدودات, إلا ومر الجيب الأول وقبل دخول الباص في مرمى العبوتين اللتين زرعتا بجانب الطريق حتى تم التفجير بوقت واحد ,ما أدى إلى تدمير جيب كامل وقتل وأصيب من فيه, وتضرر الباص بشكل كبير, وقتل وأصيب من فيه, وحينها أعلن الصهاينة عن مصرع أربعة مغتصبين صهاينة.

ويختم أبو جمال حديثه قائلا:" بمجرد أن حدث التنفيذ, انسحب الأخوة الاستشهاديين من المكان زحف تحت غطاء كثيف من إطلاق النار, بدأه جنود العدو عقب حدوث الانفجار,وبدأت أنا بالزحف ,لكني بدل من أن أصل بر الأمان في احركةب الفلسطيني فتوجهت إلى داخل المغتصبة حتى واجهتني الدبابات, نظرا لحالة الإرباك التي أصابتني بعد عملية التفجير, وما هي إلا لحظات حتى كنت خارج المغتصبة, وعدت أدراجي, بعد تأخرت عن خروج إخواني خمس ساعات, وحينها حضر الشهيد القائد أبو ثائر أبو القمصان,وأخرجني مما أنا فيه".

وبارك العملية, بارك الشيخ الإمام أحمد ياسين وأسد فلسطيني الدكتور عبد العزيز الرنتيسي, ونبراس المقاومة الشيخ الشهيد, أبو يوسف القوقا.

توقيت الكشف عن العملية

ويأتي توقيت الكشف عن العملية من قبل كتائب الناصر صلاح الدين, في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد المجاهد أبو ثائر أبو القمصان قائد لواء شمال قطاع غزة, واثنين من إخوانه هما, القائد محمود البسيوني, وأحمد أبو القمصان,وهي تخليدا لذكرى الشهيدين أبو ثائر مخطط الهجوم وقائد العملية والذي جهز الاستشهاديين واعدهم على أكمل وجه للعملية, ومساعده أحمد أبو القمصان الذي ساهم في تنفيذ العملية بشكل فاعل, بكشف الهدف نظرا لعمله في أمن الحدودية في الأمن الوطني قبيل استشهاده رحمه,وكان من القائمين على العملية في الرصد ومتابعة الهدف, وإيصال الاستشهاديين الخمسة إلى مكان العملية, فرحم الله الشهداء الأبرار,وتقبلهم في فسيح جنانه, تقبل عمل المجاهدين الأبطال ورزقهم ما يبتغون من فضل الله
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية