من شهداء اليوم التاسع للحرب / الشهيد القائد الميدانى غازى جدوع ابن كتائب الناصر

من شهداء اليوم التاسع للحرب / الشهيد القائد الميدانى غازى جدوع ابن كتائب الناصر

الثلاثاء 05 يناير 2010

الشهيد المجاهد.. غازي جدوع


عشق الشهادة فاختاره الله لها


المكتب الاعلامي –خاص


هي الشهادة, ينالها كل مشتاق للجنان, وكل من أقبل الى لقاء ربه, يعد الأيام والساعات كي يحقق مراده, تاركا خلفه الدنيا بما رحبت, ولو أنه أراد القعود, لنال من الدنيا كما ينال القاعدون فيها, لكنها طمع أكثر فيما هو عند الله, فهو خير وأبقى.


على ذلك عاش الشهداء, يرمقون بعيونهم الحور العين والجنان التي زينت لهم, فتخلوا عن أي شيء ابتغاء مرضاة الله, وهم يتنافسون فيما بينهم على الطاعات, والأعمال المباركات.


عاش بطلنا كريما مجاهدا ومقداما في دنياه, فقد تلخصت الدنيا لديه في صلاة يؤديها وصوم يتطوع به, وصدقات تجود بها نفسه, وجهاد في سبيل الله, وطاعة والديه, ومساعدة اخوانه واخواته, والعطف على الصغير والكبير.


فقد كانت في فلك جبهته تدور النجوم، وهو القمر في ليلة تمامه.. يمشي، لا الأرضُ تحمله، ولا الغيوم تحوطه، لكأنه صدىً مرّ في هذه الدنيا، يتردد مع كل نسمة. زائرٌ اختصر كثيراً من الزمن الذي أراده الجميع أن لا ينتهي..


الميلاد والنشأة:


ولد شهيدنا البطل " غازي عوني جدوع" بمنطقة تل الإسلام في 12-5-1985, وهي المنطقة التي شهدت مواجهات ضارية مع العدو الصهيوني خلال الحرب على غزة.
فشهد صباه نشأة طفل حمل في جنباته هم الاسلام في قلبه ورفع لواء التدين منذ نعومة اظافره, فكان مواظبا للصلاة في المساجد, ملتزم بالخلق الحسن, وهو ما شهد له به جيرانه وعائلته واصدقائه, فاحتل مكانة عظيمة بينهم, نظرا لجرأته وشجاعته, واقدامه فضلا عن طيب اخلاقه, وحسن معشره.


والتحق في مدارس اللاجئين الفلسطينيين, فهو المنحدر من قرية" ياصور" التي دمرها الاحتلال في العام 1948م, وهجر أهلها منها, فحمل "غازي" هم أسرته منذ صغره , يساعد والده في أعماله, الى جانب تفوقه الدراسي, ورغبته في تحقيق مرتبة علمية متقدمة.


كل ذلك لم يشغل غازي عن اسلامه, فشهد مسجد (الزرقاوي) التزامه الشديد وحفاظه على صلاة الجماعة, وحضور جلسات العلم والدين والفقه , الى جانب حفظ القرءان الكريم, كل ذلك كان له مكانة عظيمة في حياته, فهو الداعية الى الله لاخوانه واقربائه, وجيرانه, يحثهم على الصلاة والصوم والعبادة والتقرب الى الله بالطاعات, وانهي غازي دراسته العلمية حتى الثانوية العامة, وقد حصل أنذاك على دبلوم عام في صيانة الكمبيوتر, ليكون له باب رزق يعتاش من وراءه في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الشعب الفلسطيني.


حتى تزوج قبيل استشهاده "رحمه الله" بخمسة أشهر حتى تعينه زوجه على حمل هم الدعوة الى الله والجهاد في سبيله, ولتكون له خير سند في مسيرته الجهادية الطويلة,وكاتمة لأسراره, تشاركه افراحه واحزانه, الى ان قدر الله أن تحمل منه, فاستشهد دون أن يرى وليده الذي عزم أن يراه مجاهدا صنديدا يذود عن الاسلام بجسده وقلبه وعقله, وكل مايملك.


صفاته واخلاقه:


هكذا هي حياة الشهداء العظام, قصيرة في مدتها, عظيمة في فحواها ومحتواها, فكان غازي قد رفض القعود, وشمر عن ساعديه, من أجل الوصول الى جنة الله, ونيل الشهادة, مقبلا غير مدبر, يدفع عن الاسلام ظلم الأعادي, ويكتب بدمه الطهور قصة التضحية والفداء, هكذا كان يرى غازي الحياة, رخيصة مقارنة بما هو عند الله, من خير مقيم للشهداء ومن كتبهم الله من عباده المؤمنين الذين سيدلفون باب الجنة بما قدمت أيديهم.


عُرف عن غازي الى جانب التزامه الديني وحسن معشره, وهو دأب الشباب المسلم الملتزم بتعاليم هذا الدين القويم, عُرف عنه السمعة الطيبة, والذكر الحسن, وعشقه لفعل الخيرات, والبذل في سبيل الله من ماله الخاص, فلم يكن يتأخر على المحتاجين يعطيهم بما اعطاه الله من رزق وخيرات, وطيب قلبه ,ووفائه لأصدقائه, الى جانب مساعدته لوالده ووقوفه الى جانبه, حتى كان ساعده الايمن في عمله الشاق, فكان الإبن البار لوالديه المطيع, العطوف الحنون على اخوانه الصغار, يلبي احتياجاتهم, و يدخل البهجة والسرور على قلوبهم, ومن خلال الرحلات والمكافأت المجزية التي كانوا يحصلون عليها منه.


ولم تكن زوجته عن ذلك ببعيد, فعاشت معه حياة كريمة, فعاملها بخلق الإسلام, وحتى بعد استشهاد لم تطيق ان تغادر المنزل الذي شهد بدء حياتهم على طاعة الله, ولا تزال حتى يومنا هذا تشعر بان زوجها لا زال حيا الى جوارها لم يفارقها للحظة.


وقبيل استشهاده بأيام, كان غازي, يجهز موتورا خاصا, لسحب المياه العذبة للسكان الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحرب الضروس على غزة, الى جانب انه كان يجمع الهواتف الخليوية لجيرانه كي يشحنها لهم من موتوره الخاص, هذا فضلا, عن جمعه للحطب لعائلته كي تطهو الطعام عليه نظرا لعدم وجود الكهرباء والغاز في تلك الاوقات.


جهاده:


منح الله شهيدنا المجاهد, قوة جسمانية عظيمة, فلم يكن يرتضي أن يبذلها في غير طاعة الله ومرضاته, فكان غازي- يرحمه الله- يضع بين أعينه حديث الرسول " محمـد صلي الله عليه وسلم " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع"وذكر منها عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه", حتى كان يسير في حياته مصداقا لقول النبي الكريم" محمـد صلي الله عليه وسلم " فرفض ان يبذل حياته في غير طاعة الله ومرضاته, ولما كان يتمتع بهذه المنحة الربانية, سارع الى الانضمام الى صفوف اخوانه في المقاومة الشعبية , ليبدأ بذلك مسيرة جهادية عظيمة يتخللها العديد من المواقف البطولية الشجاعة, حتى مضى على انضمامه للمقاومة الشعبية , ست سنوات,لم يتأخر خلالها يوما عن الرباط في سبيل الله, من خلال قيادته لإحدى المجموعات المجاهدة, الى جانب اطلاقه العديد من صواريخ الناصر تجاه المغتصبات الصهيونية,فضلا عن الخبرة التي تمتع بها في تصنيع الصواريخ ورغبته الجامحة نحو تطويرها وتقدمها لتكون اكثر دقة واكثر فعالية.


ويقول شقيقه للمكتب الاعلامي لكتائب الناصر, أن غازي, كان يشتري, المواسير الفارغة من جيبه الخاص, ويمنحها للمقاومة ليتم تحويلها الى صواريخ يضرب العدو فيها, كما كان يشارك في اطلاق قذائف الهاون, ومشاركته في صد الاجتياحات, والمشاركات الفاعلة في الأعمال الجهادية للمقاومة الشعبية .


استشهاده:


منذ بدء الحرب على غزة في 27-12-2008م, فاضت روح غازي شوقا للمشاركة في صد العدوان على قطاعه الذي عشقه واحب ترابه والعيش فيه, لكن أوامر قيادته له كان تقضي بأن يكون في منطقته حتى لا يأتي العدو من قبله.


وفي ليلة الخامس من يناير 2009م, كان غازي واثنين من اشقائه على موعد من الشهادة, وتحقيق الحلم الذي عاش من اجله, فخلال محاولة قوات العدو التقدم نحو منطقة تل الإسلام أطلقت الطائرات الحربية الصهيونية صاروخا تجاه احد المنازل, المجاورة لمنزل شهيدنا المجاهد, فما أن ذهب هو وخمسة من أشقائه ليشاهدا ماذا حدث من شرفة المنزل, حات باغتت الطائرة الصهيونية المنزل بصاورخين أخرين, اصابا منزل غازي, ما ادى الى استشهاده على الفور هو واثنين من اشثقائه واصابة ثلاثة اخرين, حالة اثنين منهم وصفت بالخطر الشديد.


وخلال نقل جثث الشهداء والمصابين الى المستشفى, اطلقت الطائرات الصهيونية اربعة صواريخ اخرى تجاه سيارة الإسعاف لولا قدر الله,ان سلمت السيارة.


وهكذا ارتقى غازي بعد أن ادى صلاة العشاء, بنفس مطمئنة الى لقاء الله وشوقه لرؤية وجهه الكريم, فلقد تمنّى الشهادة، وهذا دأب كل مجاهد. ولأنه أراد أن يُحمل على الأكف ويسمع «بأمان الله يا شهيد الله»، جعل من صلاته عروجاً إلى الله عز وجل.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية