اتفاق أوسلو..عشرون عامًا عجافًا!
خالد وليد محمود
مضت عشريتان من السنين على توقيع "اتّفاق أوسلو" بين الفلسطينيين والإسرائيليين،ومنذ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، الى اليوم جرت مياه كثيرة لم يحقق الفلسطينيون فيها أي شيء وكانت حسابات الربح تميل دائما لصالح اسرائيل، ولم يحظ الفلسطينيون حتى هذه اللحظة بدولتهم المستقلة الموعودة ولا بعاصمتهم التي لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال، أما الضفّة الغربية فينخرها الاستيطان، والقطاع الجريح يزداد ابتعاداً عن الضفّة.. فما الذي تغيّر إذن والقضايا الخمس لازالت عالقة ولم يتم التوصل إلى اتّفاق بشأنها: الحدود ، المستوطنات الإسرائيلية في الضفّة، اللاجئون الفلسطينيون في غزّة والضفّة والشتات (لبنان وسورية والأردن)، القدس والمياه. وأضافت (إسرائيل) لاحقاً مسألة الأمن في حال قيام دولة فلسطينية، بينما خرج قطاع غزّة من هذه المعادلة بعد انسحاب (إسرائيل) منه في العام 2005.
الحقيقة هي أن (إسرائيل) لا تريد سلاما لا بالنية والإرادة والقصد، ولا تريده بالفعل والسلوك والممارسة.
إن عملية السلام والمفاوضات المستمرة منذ عقدين كانت وستظل عقيمة عبثية لم تسفر سوى عن تكريس الاستيطان والجدران والتهويد للقدس والضفة، وهذا صحيح، فسبب ما وصل اليه الفلسطينيون من لحظة الحقيقة بالاقتناع بعبثية المفاوضات، وذلك في ظل الأجندات الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى شطب القضية والحقوق والحيلولة دون إقامة الدولة. وفي ضوء ذلك الالتقاء الامريكي – الاسرائيلي – وبعض الدول الأوروبية على منع الفلسطينيين من الوصول إلى مجلس الأمن لنزع اعتراف بدولة فلسطينية!
وبعد مضي عشرات السنين على احتلال اسرائيل للأراضي العربية الفلسطينية ومضي أكثر من عشرين سنة على المفاوضات التي لم تجلب لنا الا هوانا وذلة، جعلت الهوة بين الفلسطينيين و(اسرائيل) تتعمق، وأصبح "السلام" أبعد منالاً إلى هذه الدرجة. فعمليات القمع ضد الفلسطينيين بلغت مكاناً لم تبلغه من قبل. وبات الحديث عن عملية سلام بمثابة نكتة مضحكة، أو مسرحية هزلية، أو إدمان دائم على خداع الذات. لأن الكل يدرك أن (إسرائيل) بقواها اليمينية وتصرفاتها الشوفينية المتطرفة لا تريد سلاما وهي بكامل ارادتها وقصدها، لا تريد سلاما لا بالفعل والسلوك والممارسة.
واليوم، ومع تجدّد الحديث عن العودة الى المفاوضات، فإن المؤشّرات على الأرض سلبيّة جدّاً، وتوحي بأن (إسرائيل) لم توافق على الانخراط فيها مجدّداً رغبة في السلام، بل تنفيذاً لرغبات أمنيّة إسرائيلية ورغبات أميركية محضة، في ظلّ تدهور الوضع العربي الذي لا يشجّع على الصمود، بعدما فقدت القضية الفلسطينية إلى حد بعيد امتدادها العربي، ومن ثم باتت مقترحات الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية سقفاً مقبولاً للمفاوضات المقبلة. أما أمن (إسرائيل)، وهو الأهم بالنسبة الى (تل أبيب)، فيبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الى أن واشنطن ستحصّن إسرائيل عسكرياً وتكنولوجياً، وأن الضفّة الغربية ستبقى مجرّدة من السلاح الثقيل ومن دون جيش، وأن هدف المؤسّسات الأمنيّة الفلسطينية هو الحفاظ على الأمن الداخلي الفلسطيني وضمان عدم استعمال الضفّة مقرّاً أو ممرّاً للاعتداء على (إسرائيل).
ما أود قوله هو أن ما يجدر بالقوى العربية والفلسطينية هذه الأيام أن تقف وقفة مراجعة جادة، تعينها على دراسة التجربة، وتحديد عوامل القوة في موقف تل أبيب، والخلل في الموقف الفلسطيني والعربي، وأن يكون هناك مراجعة عربية وفلسطينية وعالمية بعد أن اتضحت الرؤيا وانقشع ضباب الوهم عن (إسرائيل) وعقلية قادتها وساستها وتبين للقاصي والداني إن (إسرائيل) غير جادة في السلام لا بل تسعى لتدميره وتدمير ما تبقى من فرصة وتسعى لإغراق المنطقة بالفوضى والعنف لا بل الحروب وهذا ما تسير إليه المنطقة!
فالمختصر المفيد كانت اتفاقية اوسلو منذ بداياتها وهمًا، لم تعط الفلسطينيين أي حق من حقوقهم المشروعة ، بل إنها مكنت الإسرائيليين من زيادة توسعهم الاستيطاني وتهويد المقدسات. آن الاوان بعد كل هذه السنين العجاف أن يشرع الفلسطينيون بإيجاد استراتيجية وطنية فلسطينية سريعة تقوم على أربعة محاور، وهي إحياء المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية، واستنهاض أوسع حملة لمقاطعة (إسرائيل)، وإلغاء المبادرة العربية الفلسطينية.
خالد وليد محمود
مضت عشريتان من السنين على توقيع "اتّفاق أوسلو" بين الفلسطينيين والإسرائيليين،ومنذ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، الى اليوم جرت مياه كثيرة لم يحقق الفلسطينيون فيها أي شيء وكانت حسابات الربح تميل دائما لصالح اسرائيل، ولم يحظ الفلسطينيون حتى هذه اللحظة بدولتهم المستقلة الموعودة ولا بعاصمتهم التي لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال، أما الضفّة الغربية فينخرها الاستيطان، والقطاع الجريح يزداد ابتعاداً عن الضفّة.. فما الذي تغيّر إذن والقضايا الخمس لازالت عالقة ولم يتم التوصل إلى اتّفاق بشأنها: الحدود ، المستوطنات الإسرائيلية في الضفّة، اللاجئون الفلسطينيون في غزّة والضفّة والشتات (لبنان وسورية والأردن)، القدس والمياه. وأضافت (إسرائيل) لاحقاً مسألة الأمن في حال قيام دولة فلسطينية، بينما خرج قطاع غزّة من هذه المعادلة بعد انسحاب (إسرائيل) منه في العام 2005.
الحقيقة هي أن (إسرائيل) لا تريد سلاما لا بالنية والإرادة والقصد، ولا تريده بالفعل والسلوك والممارسة.
إن عملية السلام والمفاوضات المستمرة منذ عقدين كانت وستظل عقيمة عبثية لم تسفر سوى عن تكريس الاستيطان والجدران والتهويد للقدس والضفة، وهذا صحيح، فسبب ما وصل اليه الفلسطينيون من لحظة الحقيقة بالاقتناع بعبثية المفاوضات، وذلك في ظل الأجندات الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى شطب القضية والحقوق والحيلولة دون إقامة الدولة. وفي ضوء ذلك الالتقاء الامريكي – الاسرائيلي – وبعض الدول الأوروبية على منع الفلسطينيين من الوصول إلى مجلس الأمن لنزع اعتراف بدولة فلسطينية!
وبعد مضي عشرات السنين على احتلال اسرائيل للأراضي العربية الفلسطينية ومضي أكثر من عشرين سنة على المفاوضات التي لم تجلب لنا الا هوانا وذلة، جعلت الهوة بين الفلسطينيين و(اسرائيل) تتعمق، وأصبح "السلام" أبعد منالاً إلى هذه الدرجة. فعمليات القمع ضد الفلسطينيين بلغت مكاناً لم تبلغه من قبل. وبات الحديث عن عملية سلام بمثابة نكتة مضحكة، أو مسرحية هزلية، أو إدمان دائم على خداع الذات. لأن الكل يدرك أن (إسرائيل) بقواها اليمينية وتصرفاتها الشوفينية المتطرفة لا تريد سلاما وهي بكامل ارادتها وقصدها، لا تريد سلاما لا بالفعل والسلوك والممارسة.
واليوم، ومع تجدّد الحديث عن العودة الى المفاوضات، فإن المؤشّرات على الأرض سلبيّة جدّاً، وتوحي بأن (إسرائيل) لم توافق على الانخراط فيها مجدّداً رغبة في السلام، بل تنفيذاً لرغبات أمنيّة إسرائيلية ورغبات أميركية محضة، في ظلّ تدهور الوضع العربي الذي لا يشجّع على الصمود، بعدما فقدت القضية الفلسطينية إلى حد بعيد امتدادها العربي، ومن ثم باتت مقترحات الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية سقفاً مقبولاً للمفاوضات المقبلة. أما أمن (إسرائيل)، وهو الأهم بالنسبة الى (تل أبيب)، فيبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الى أن واشنطن ستحصّن إسرائيل عسكرياً وتكنولوجياً، وأن الضفّة الغربية ستبقى مجرّدة من السلاح الثقيل ومن دون جيش، وأن هدف المؤسّسات الأمنيّة الفلسطينية هو الحفاظ على الأمن الداخلي الفلسطيني وضمان عدم استعمال الضفّة مقرّاً أو ممرّاً للاعتداء على (إسرائيل).
ما أود قوله هو أن ما يجدر بالقوى العربية والفلسطينية هذه الأيام أن تقف وقفة مراجعة جادة، تعينها على دراسة التجربة، وتحديد عوامل القوة في موقف تل أبيب، والخلل في الموقف الفلسطيني والعربي، وأن يكون هناك مراجعة عربية وفلسطينية وعالمية بعد أن اتضحت الرؤيا وانقشع ضباب الوهم عن (إسرائيل) وعقلية قادتها وساستها وتبين للقاصي والداني إن (إسرائيل) غير جادة في السلام لا بل تسعى لتدميره وتدمير ما تبقى من فرصة وتسعى لإغراق المنطقة بالفوضى والعنف لا بل الحروب وهذا ما تسير إليه المنطقة!
فالمختصر المفيد كانت اتفاقية اوسلو منذ بداياتها وهمًا، لم تعط الفلسطينيين أي حق من حقوقهم المشروعة ، بل إنها مكنت الإسرائيليين من زيادة توسعهم الاستيطاني وتهويد المقدسات. آن الاوان بعد كل هذه السنين العجاف أن يشرع الفلسطينيون بإيجاد استراتيجية وطنية فلسطينية سريعة تقوم على أربعة محاور، وهي إحياء المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية، واستنهاض أوسع حملة لمقاطعة (إسرائيل)، وإلغاء المبادرة العربية الفلسطينية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية