الشهيد المؤسس القائد
فائق أبو القمصان ( أبو ثائر)
قائد لواء الشمال
يدوس بأقدامه في الثرى * وهامة همَّتـه في الثريا
المكتب الاعلامي - خاص
بطولات الشعب الفلسطيني المجاهد تستعص على الحصر والتسجيل ، فجبهات المقاومة مفتوحة على مصراعيها في جميع الأراضي الفلسطينية ، وتلاحم الشعب الفلسطيني في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة لم يحجب بطولات فرسان انتفاضة الأقصى من القادة الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع الملاحم والتضحيات ، ذلك لأن بطولاتهم وتضحياتهم تفوق الوصف والتخيل ، فهم يعرفون أن طريقهم طريق مليء بالدماء والأشلاء إذ لابد فيه من الصبر والتضحية وتقديم النفس والمال .
ولكنهم أصروا على مواصلة الطريق لأن هدفهم الأسمى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.وما أن خاضوا في سبيل الله المعارك حتى بدأت سلسلة من الابتلاءات العظيمة ولكن يصحبها حفظ الله للمجاهدين.
وحين يكون الحديث عن القادة الميامين, يعجز القلم أن يصف ويمعن في الكتابة عنهم , فما قدموه كان شيء فوق التدوين والكتابة , وإننا لنكتب عن قائد فذ هو سليل عائلة مجاهدة قدمت خيرة أبناءها في سبيل الله تعالى , وهل تقول.. يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى. اليوم نبحر في سفينة القائد الهمام الشهيد بإذن الله فائق أبو القمصان " أبو ثائر" قائد لواء شمال قطاع غزة والذي قضى نحبه اثر قصف صهيوني غادر...
المولد والنشأة
ولد فائق أحمد أبو القمصان لعائلة فلسطينية متجذرة في دمها عشق الوطن وحب الدين والتزام مبادئه, فهي عائلة متواضعة جبلت أولادها على الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض المحتلة والوقوف في وجه العدو الغاصب.
فكانت فلسطين في الثلاثين من نوفمبر من العام 1963 , أي قبل النكسة بأربع سنوات , على موعد مع الفارس الهمام والعريس الذي بقدومه أضاء الدنيا, إيذانا بميلاد بطل جديد أذاق العدو الويلات.
وفائق هو أحد خمسة أبناء وأربع بنات أنجبهم الحاج أحمد أبو القمصان ,استشهد من بينهما اثنين وهما الشيخ المؤسس إسماعيل أبو القمصان والقائد القسامي يوسف أبو القمصان.
تلقى أبو ثائر تعليمه الابتدائي في مدارس الوكالة بشمال قطاع غزة, ونظرا لقسوة الحياة صعوبة الأوضاع الاقتصادية لم يكمل تعليمه حتى أنهى الصف السادس وتوجه للعمل داخل كيان العدو, لمساعدة عائلته الفقيرة للتغلب على مصاعب الحياة ومتطلباتها, ومنذ نعومة أظفاره تربى شهيدنا القائد على معاني البطولة والفداء وبأن هذا العدو قد اغتصب أرضنا ولا بد من مقاومته حتى نيل كامل حقوقنا.
وقد تزوج قائدنا البطل , من أخت فاضلة من نفس العائلة , أنجب منها ثلاثة أولاد وخمسة بنات.
صفاته وأخلاقه
كان الشهيد القائد يتمتع بصفات القائد المسلم, الذي أحبه كل من عرفه, فعرف عنه طيبة قلبه مع إخوانه لين في الحديث معهم , متعاون معهم في كل صغيرة وكبيرة حتى كان ينزل بنفسه لتأدية المهام دون إرهاق أحد , وكان محبا لعلمه الجهادي بشكل كبير, حتى قصد الشهادة في كل موطن .
وبعد استشهاد اثنين من إخوانه إسماعيل ويوسف , أصبح هو الأقرب لوالدته التي ربت هذه السلالة الطيبة , يراعيها في كبرها وتعبها ومرضها, ساهرا على راحتها طلبا لرضاها وسعادتها .
ويقول نجله محمد 17 عاما , كان والدي حين يعود من عمله في الخطوط الأولى يجمعنا أنا وإخواني وأخواتي البنات لنعلب معا " المصارعة" التي كان يحبها منذ صغره نظرا لقوة جسمه اتفاقا مع قول رسول الله:" المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف" فكان أبو ثائر غفر الله له, يتمتع ببنية جسمانية هائلة, كان يستخدمها في سبيل الله,ونصرة المظلومين ومساعدة الناس الفقراء .
جهاده
شكلت الانتفاضة الأولى الانطلاقة الحقيقية لبطلنا المغوار , حين بدأ يشارك الشباب والفتية في رشق جنود العدو بالحجارة , إلى أن انضم إلى صفوف صقور الفتح التنظيم العسكري , برفقة أخيه الشيخ المؤسس للمقاومة الشعبية إسماعيل أبو القمصان , ومعين ويوسف , حيث بدأت عملية المطاردة الجماعية للأخوة الأربعة فكان قد أصيب معين برصاصة وخرج للعلاج إلى خارج الوطن وبقى إلى وقتنا هذا واستشهد الثلاثة الباقين .
وبعد فترة وجيزة ترك أبو ثائر صقور فتح وانخرط للعمل ضمن صفوف كتائب الشهيد عز القسام نظرا لحبه للعمل الإسلامي , وبعد ما تفككت الصقور وانخرط أعضائها في عملية التسوية والمهادنة مع العدو .
حيث اعتقله العدو الصهيوني في الانتفاضة الأولى لمدة سنة وأربع أشهر, على خلفية مشاركته في العمل المناهض لدولة الكيان,
ومع قدوم السلطة رفض شهيدنا المقدام أن يشارك في عمليات الأجهزة الأمنية المتآمرة مع العدو على شعبنا , حين بدأت الهجمة على المجاهدين وفصائل المقاومة , واعتقل حينها شهرين في سجون سلطة أوسلو لرفضه الخروج في مهمة لاعتقال عدد من عناصر القسام بمنطقة شمال غزة .
وبعد استشهاد شقيقه الشيخ إسماعيل , خلفه في قيادة الناصر صلاح الدين في المنطقة الشمالية , واستطاع هناك أن يشكل ويؤسس لتنظيم إسلامي يقارع العدو الصهيوني في كل مكان وكل محفل, إلى أن لقي ربه ملبيا لندائه.
بطولاته
ويقول رفيق دربه أبو جمال لمراسل المكتب الإعلامي , أن أبو ثائر أخذ على عاتقه بعد استشهاد شقيقه إسماعيل بناء التنظيم الإسلامي في شمال قطاع غزة ببندقيتين , فكان يسير معه في هذه المهمة الشهيد أحمد أبو القمصان .
فقد كان عسكريا من الدرجة الأولى , حيث حصل على عديد من الدورات العسكرية , له خبرة واسعة في العمل ضد العدو الصهيوني فكان رأس الحربة في كل شيء هو من يتقدم الشباب لتنفيذ أي مهمة .
ويستحضر أبو جمال حين اغتالت القوات الخاصة الصهيونية أربعة مجاهدين من عناصر الجهاد الإسلامي في منطقة السلاطين , خرج أبو ثائر بنفسه للتغطية عليهم والدفاع عنهم والاشتباك مع القوات الخاصة , فقد كان متواضعا جدا ,وحين هدده العدو الصهيوني بقصف منزله , قال حينها هي لله , وكان من أبرز العمليات البطولية التي شارك فيها أبو ثائر , عملية وكر الموت , التي خطط لها وأرسل لها خمس استشهاديين رجعوا منها بسلام والحمد لله , وقتل حينها أربعة صهاينة , طفلين وجندي وشخص رابع .
ويضيف: " أبو ثائر لم يترك اجتياحا إلا وقد شارك فيه, أو عملية قصف صواريخ إلا وكان هو من يضع بنفسه الصواريخ ويجهزها للإطلاق, كان لا يحب الجلوس في المنزل أو القعود" .
ويوضح: " بأنه في مرة من المرات , كنا قد وضعنا عبوة بقرب من دبابة , كانت متوقفة , وقطع السلك الذي كان موصولا بها, فتقدم أبو ثائر بنفسه إلى العبوة , وأعاد وصل السلك , حتى تم تفجير الدبابة في ذلك الاجتياح , أضف إلى ذلك أنه كان يدفع من ماله الخاص من اجل تزويد المجاهدين في سبيل الله بكل ما يحتاجونه وينقصهم في العمل" .
ولا غرابة في ذلك فقادتنا يسيرون على نهج المصطفى ويقتدون بأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وقدوتهم في ذلك سيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي كان يحرس جيشه بنفسه ويسهر عليهم فلله تلك الهمم ولله تلك الرجال .
يدوس بأقدامه في الثرى * وهامة همَّتـه في الثريا
فلقد أتعب القائد نفسه حرصا على سلامة المجاهدين حتى وصلوا بر الأمان سالمين
رحيل بلا عودة
أيام عصيبة عاشها بطلنا المغوار بعد استشهاد ثلة من أصدقائه ورفاقه الشهداء , وخاصة القائد المؤسس أبو يوسف القوقا , وعطا الشنباري والذين سبقوه للشهادة ,فكان يبكى عليهم كثيرا حزنا على فراقهم .
وفي يوم الاستشهاد 23/11/2006م , كانت قوات العدو الصهيوني قد توغلت في شمال قطاع غزة الصامد, وخرج أبو ثائر وإخوانه لمواجهة العدو, وفي طريقه إلى أرض المعركة باغتته طائرة حربية بإطلاق صاروخين أو أكثر على سيارته, استشهد على الفور أبو ثائر واثنين من إخوانه, محمود البسيوني "أبو معاذ" وأحمد درويش أبو القمصان .
وقبل أيام من استشهاده , رأى زوج ابنته, الشهيد القائد عطا الشنباري في المنام , وقال له قل لأبو ثائر لا تتأخر, حتى رأوه مرة أخرى بعد استشهاده , وهو يسلم على عطا الشنباري وأبو يوسف القوقا.
ويقول نجله محمد : " إن شاء الله سأكون على طريق والدي حتى ننال إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية