القبة الحديدية، تحت الضوء من جديد!
لمى خاطر
في ضوء نتائج البحث الأمريكي-الإسرائيلي المشترك الذي صدر حديثاً حول أداء منظومة القبّة الحديدية في مواجهة صواريخ المقاومة خلال الحرب الأخيرة على غزة، يبدو من المهم العودة لقراءة نتائج الحرب ذات الأيام المعدودة، ولكن دون الالتفات إلى معطيات جيش الاحتلال ودائرة أركانه التي يشير التقرير أنها قدّمت معطيات كاذبة أو مضللة.
أهم ما جاء في التقرير أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض خمسة في المئة فقط من صواريخ "غراد" التي أطلقت من غزة وليس أربعة وثمانين في المئة، كما أعلن "إيهود براك" بعد انتهاء الحرب، وفي البحث "لم يجد الباحثون تناسبا بين معطيات الجيش في نجاح القبة الحديدية والأضرار التي ألحقتها الصواريخ الفلسطينية، إذ وصل عدد الطلبات الاسرائيلية التي قدمت من السكان لترميم بيوتهم المتضررة من الصواريخ 3200 صاروخ، فيما تقارير الجيش تقول إنه بعد اعتراض الصواريخ لم يسقط سوى 58 صاروخا، وهو أمر غير صحيح، على حد استنتاج البحث"، كما أن تحليل عشرات أشرطة الفيديو التي تم تصويرها خلال الحرب بيّن "أن جميع كريات النيران التي تظهر في الأشرطة، وتبدو للمشاهدين أنها عملية اعتراض صاروخ ناجحة، لم تكن في الواقع سوى انفجار نابع عن عملية التفجير الذاتي لصواريخ "القبة الحديدية".
هنا يبدو واضحاً حجم المأزق الأمني المفاجئ الذي واجهته حكومة الاحتلال خلال الحرب، وهو ما دفعها لإخفاء المعلومات الحقيقية عن الإعلام وعن الجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى حرصها على التأثير على الروح المعنوية للمقاوم الفلسطيني، ومحاولة إرغامه على البقاء رهينة هاجس التفوّق العسكري لجيش الاحتلال. ومن جهة أخرى فحالة التفاعل الشعبي الفلسطينية غير المسبوقة مع المقاومة خلال أيام الحرب ألقت بظلالها على اعتبارات حكومة الاحتلال حين رأت أن الانحياز للمقاومة ومشروعها سيظلّ قيمة أصيلة في الوعي الفلسطيني، وأن طول مدة الحرب لن يفرز إلا مزيداً من التعافي لروح المواجهة الجمعية في الضفة وغزة على حد سواء، وهو أمر لا شكّ أن الاحتلال يحاول تجنّبه، خصوصاً في ظل حالة الأمن المستتب المتحققة له في الضفة!
على صعيد المقاومة الفلسطينية؛ ثمة عبر كثيرة ينبغي التوقف عندها، ومنها ما هو أبعد من مجرد الاطمئنان إلى أن المقاومة بخير ومستمرة في تطوير ومراكمة قدراتها القتالية. لأن هذه المراكمة ما كانت لتحصل في بيئة سياسية وأمنية فاسدة، أو لديها استعداد لتغليب حسابات السلطة على ضرورات المقاومة، وهنا بدا كيف أن لا ضيق مساحة قطاع غزة ولا إشكالاته الجغرافية قد شكّلا مانعاً أمام التفوّق العسكري المضطرد، حين توفّرت إرادة المقاومة وانتفت عوامل الإجهاض والإعاقة من طريقها.
والإنصاف هنا يقتضي أن يكفّ المتلعثمون في تقييم المواقف عن خيالاتهم التي يطرحونها في أوقات الهدوء حول مستقبل المقاومة في القطاع، وأن يقتصدوا في استجلاب نظريات المؤامرة والصفقات السياسية كلّما لمحوا جملة في حديث صحفي أو خبراً مبتوراً أو مجهول المصدر حول مفاوضات موهومة أو تسويات متوقعة، فهل يفعلون؟! أشك في ذلك، لأنهم يعتاشون على التفنن في التشكيك والإبحار في التحليل دون بيّنة أو نصف دليل!
لمى خاطر
في ضوء نتائج البحث الأمريكي-الإسرائيلي المشترك الذي صدر حديثاً حول أداء منظومة القبّة الحديدية في مواجهة صواريخ المقاومة خلال الحرب الأخيرة على غزة، يبدو من المهم العودة لقراءة نتائج الحرب ذات الأيام المعدودة، ولكن دون الالتفات إلى معطيات جيش الاحتلال ودائرة أركانه التي يشير التقرير أنها قدّمت معطيات كاذبة أو مضللة.
أهم ما جاء في التقرير أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض خمسة في المئة فقط من صواريخ "غراد" التي أطلقت من غزة وليس أربعة وثمانين في المئة، كما أعلن "إيهود براك" بعد انتهاء الحرب، وفي البحث "لم يجد الباحثون تناسبا بين معطيات الجيش في نجاح القبة الحديدية والأضرار التي ألحقتها الصواريخ الفلسطينية، إذ وصل عدد الطلبات الاسرائيلية التي قدمت من السكان لترميم بيوتهم المتضررة من الصواريخ 3200 صاروخ، فيما تقارير الجيش تقول إنه بعد اعتراض الصواريخ لم يسقط سوى 58 صاروخا، وهو أمر غير صحيح، على حد استنتاج البحث"، كما أن تحليل عشرات أشرطة الفيديو التي تم تصويرها خلال الحرب بيّن "أن جميع كريات النيران التي تظهر في الأشرطة، وتبدو للمشاهدين أنها عملية اعتراض صاروخ ناجحة، لم تكن في الواقع سوى انفجار نابع عن عملية التفجير الذاتي لصواريخ "القبة الحديدية".
هنا يبدو واضحاً حجم المأزق الأمني المفاجئ الذي واجهته حكومة الاحتلال خلال الحرب، وهو ما دفعها لإخفاء المعلومات الحقيقية عن الإعلام وعن الجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى حرصها على التأثير على الروح المعنوية للمقاوم الفلسطيني، ومحاولة إرغامه على البقاء رهينة هاجس التفوّق العسكري لجيش الاحتلال. ومن جهة أخرى فحالة التفاعل الشعبي الفلسطينية غير المسبوقة مع المقاومة خلال أيام الحرب ألقت بظلالها على اعتبارات حكومة الاحتلال حين رأت أن الانحياز للمقاومة ومشروعها سيظلّ قيمة أصيلة في الوعي الفلسطيني، وأن طول مدة الحرب لن يفرز إلا مزيداً من التعافي لروح المواجهة الجمعية في الضفة وغزة على حد سواء، وهو أمر لا شكّ أن الاحتلال يحاول تجنّبه، خصوصاً في ظل حالة الأمن المستتب المتحققة له في الضفة!
على صعيد المقاومة الفلسطينية؛ ثمة عبر كثيرة ينبغي التوقف عندها، ومنها ما هو أبعد من مجرد الاطمئنان إلى أن المقاومة بخير ومستمرة في تطوير ومراكمة قدراتها القتالية. لأن هذه المراكمة ما كانت لتحصل في بيئة سياسية وأمنية فاسدة، أو لديها استعداد لتغليب حسابات السلطة على ضرورات المقاومة، وهنا بدا كيف أن لا ضيق مساحة قطاع غزة ولا إشكالاته الجغرافية قد شكّلا مانعاً أمام التفوّق العسكري المضطرد، حين توفّرت إرادة المقاومة وانتفت عوامل الإجهاض والإعاقة من طريقها.
والإنصاف هنا يقتضي أن يكفّ المتلعثمون في تقييم المواقف عن خيالاتهم التي يطرحونها في أوقات الهدوء حول مستقبل المقاومة في القطاع، وأن يقتصدوا في استجلاب نظريات المؤامرة والصفقات السياسية كلّما لمحوا جملة في حديث صحفي أو خبراً مبتوراً أو مجهول المصدر حول مفاوضات موهومة أو تسويات متوقعة، فهل يفعلون؟! أشك في ذلك، لأنهم يعتاشون على التفنن في التشكيك والإبحار في التحليل دون بيّنة أو نصف دليل!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية