استهجن أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التصريحات الأخيرة التي أدلها بها رئيس السلطة محمود عباس، والتي تمسّك فيها بتولي سلام فياض رئاسة حكومة التوافق، وأكد خلالها على استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، ضاربًا ما تم التوافق عليه في القاهرة عرض الحائط.
وقال حمدان، في تصريح لقناة "القدس" الفضائية الثلاثاء (21-6): "من الواضح أن اللغة الأخيرة التي سمعنها في المقابلة الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس، خارج سياق عملية المصالحة وخارج سياق الوحدة الفلسطينية وتعود إلى واقع قديم".
وأضاف: "يبدو أن عباس أمام أحد احتمالين: إما أن الرجل لم يستطيع أن يخرج حتى اللحظة من الأزمة التي عاشها، أو أنه يواجه ضغوطًا كبيرةً ويستجيب لهذه الضغوط كعادته في التجاوب مع الضغوط الأمريكية والصهيونية، وأنه لا يستطيع بأن يصمد ولو للحظة لصالح الشعب الفلسطيني والأرجح أنه غير قادر على الصمود".
وأشار حمدان إلى أن عباس الآن "أمام اختبار حقيقي، إذا كان سيصمد ويحقق المصالحة أو أن ينقلب على المصالحة، وأظن أن الشعب الفلسطيني سيرى ذلك رؤيا العين وهو أمام موقف ربما يكون عسيرًا، لكنه موقف سيكون له ما بعده بالنسبة لمحمود عباس والشعب الفلسطيني".
وحول الإصرار على ترشيح فياض قال القيادي في حركة "حماس": "الإصرار على سلام فياض ليكون رئيسًا للحكومة الفلسطينية المقبلة يطرح إحدى الاحتمالين: الاحتمال الأول أنه لا يوجد في الشعب الفلسطيني شخص يمكنه أن يقوم بمهمة رئيس الوزراء سوى فياض، وعندها هذا الشعب عليه أن يندب حظه إذ عقمت النساء بأن تلد مثل سلام فياض، هذه كارثة بحد ذاتها، أم الاحتمال الثاني فهو أن سلام فياض مطلوب أمريكياً صهيونيًا، وهذا يرسم علامة استفهام كبيرة على سلام فياض وارتباطاته وعلى ارتباطات أيضًا من يصر على ترشيح فياض ضد إرادة الشعب الفلسطيني وضد إرادة جزء معتبر من الشعب الفلسطيني. وأنا لا أتحدث هنا على حماس فقط بل فتح أيضًا، حيث أن الكل يعرف أنه أكثر من نصف أعضاء اللجنة المركزية لفتح سجلت اعتراضات على ترشيح فياض، ورغم ذلك يبدو أن حجم الضغوط وطبيعة الاستجابة مثل هذا الأمر تتجاوز إرادة الشعب الفلسطيني".
وتابع: "لا يخفى على أحد أن تأجيل اللقاء بين مشعل وعباس، الذي كان يفترض أن يكون يوم الثلاثاء (21-6)، هو جاء بطلب من "فتح". الآن الكرة في ملعب الذين طلبوا التأجيل لأننا أخذنا خيار واضح بإتمام المصالحة الفلسطينية، رغم كثير من الإساءات التي حصلت في مسيرة توقيع الاتفاقية وما جرى من أحداث رغم كل ذلك ورغم استمرار المعاناة في الضفة الغربية نحن مضينا قدماً في تحقيق هذه المصالحة ولا زلنا. وأنا أعتقد أن الذي يعطل المصالحة أصبح واضحًا، وآمل بتراجع هؤلاء قبل أن تفوت الفرصة، لأنه إذا جرى إفشال المصالحة؛ فإن عواقب ذلك لن تتوقف عند حدود المصالحة، بل ستدفع الشعب الفلسطيني إلى خيارات أخرى والنظر إلى الذين عطلوا المصالحة وأوقفوها على أنهم شركاء للاحتلال بما يعانيه الشعب الفلسطيني وليس فقط مجرد طرف فلسطيني آخر".
وبشأن تصريح عباس عن استمرار الاعتقال لمن يقوم بتهريب السلاح أو الأموال والمتفجرات، قال أسامة حمدان: "يبدو أن الرجل ليس له أي خلفية نضالية ولم يقاوم الاحتلال أي يوم في حياته، بل ربما سعى دائماً إلى صناعة السلم مع العدو ووقع في مسيرة السلام هذه في غرام العدو، يرى في كل فعل مقاوم ضد الاحتلال جريمة ترتكب سواء نقل السلاح إلى المقاومين أو نقل الأموال لدعم الشعب الفلسطيني، لأنه لا يرى مبررًا لذلك، وإنما يرى أنه لا بد من ابتزاز الشعب الفلسطيني في لقمة عيشه وصموده وفي مقاومته، لهذا يتحدث بمنطق الجريمة عن المقاومة الفلسطينية. وأعتقد أن هذا يرسم علامة استفهام فيما إذا كان أبو مازن أهل بأن يكون في أي موقع قيادي في الواقع الفلسطيني فضلاً على أن يكون رئيس السلطة الفلسطينية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية