عن فعاليات التضامن مع الأسرى!... بقلم : لمى خاطر

الإثنين 21 يناير 2013

عن فعاليات التضامن مع الأسرى!

لمى خاطر

صار قوام الخطاب الإعلامي المستخدم مؤخراً في فعاليات التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال ينشغل في هجاء التقصير الشعبي على صعيد المشاركة فيها بشكل خاص والتفاعل مع قضية الأسرى بشكل عام، وهو أمر انتقل من منصّات التحدث في الميدان إلى العالم الإلكتروني والإعلامي، وغدا لسان حال معظم المهتمين بشأن الأسرى الحديث عن هذه النقطة تحديداً دون تناول كل ما يتعلق بقضية الأسرى بأبعادها المختلفة، سياسية وقانونية وحتى عسكرية.

وهنا، فإن التساؤل عن دور الجماهير في إسناد قضية الأسرى لا يُعفي المتسائل من واجباته، ولا يرفعه إلى مرتبة الذين قد أدوا جميع فروض الوفاء تجاه الأسرى، مثلما أنه لا جدوى من التساؤل عن دور الجماهير بدون التفكير في آليات استنهاض روحها الوطنية وإحداث الانتماء التلقائي عندها تجاه الأسرى، مع دراسة للأسباب الفعلية التي تحدث مثل هذا الضعف على صعيد التفاعل، أي دراسة واقعية مبصرة تأخذ بعين الاعتبار جميع الأسباب حتى تلك النفسية وتحاول تجاوزها.

إن الفعاليات الميدانية المتضامنة مع الأسرى في سجون الاحتلال المتمثلة بالمسيرات والاعتصامات ونحو ذلك هي مهمة بكلّ تأكيد، ومثلها الفعاليات الإعلامية خصوصاً ضمن النطاق الإلكتروني والتي نجحت في محطّات عدة في إكساب قضية الأسرى بعداً عالمياً وفي توحيد الجمهور الفلسطيني خلف القضية، وهي قضية لا يختلف اثنان على عدالتها وعلى مركزيتها في الاهتمام الوطني.

غير أن من واجب المهتمين بشأن الأسرى في هذا المقام، وخصوصاً من يتصدرون الواجهات الإعلامية أن يلتفتوا إلى حقيقة أن هناك شطراً غير قليل من الجمهور الفلسطيني يرى أن الفعالية التي لا تُسهم بتحرير الأسير غير مجدية، ولا فائدة من الانخراط فيها، في وقت أثبتت التجربة أن ما يحرر الأسرى هو عمليات التبادل ثم معارك الإضراب التي يخوضها الأسرى بأنفسهم داخل السجون. وهنا ينبغي أن يتم تبيان أهمية الفعالية الميدانية المتضامنة مع الأسير لهذا الجمهور، وشرح حدود جدواها، وعدم إيهامه بأن الهدف منها تحرير الأسير، بل التضامن معه ومع ذويه، وإشعارهم بوقوف عموم الجمهور الفلسطيني إلى جانبهم، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالأسرى المضربين عن الطعام، وضرورة المساهمة في رفع معنويات الأسير وذويه، إضافة إلى أهمية هذه الفعاليات في إبقاء قضية الأسرى متفاعلة على صعيد الوعي الوطني، والتعريف ببطولات وتضحيات الفئة التي تتصدّر مشروع مواجهة الاحتلال ومقاومته.

ومن جهة أخرى، فليس منطقياً الانخراط في مقارنات غير سليمة بين فعاليات مستمرة على مدار العام (أي فعاليات الأسرى) وأخرى تحدث مرة واحدة كلّ عام (مثل مهرجانات الانطلاقة للفصائل)، فلكل نمط منها طبيعته ورسالته، ولا يجوز الافتراض أن غالبية الجماهير المناصرة لأي فصيل لديها الطاقة والاستعداد للبقاء في حالة انخراط دائمة في فعاليات الميدان، فالفئة المكرّسة نفسها على الدوام للهمّ الوطني قليلة في أي مجتمع، دون أن يعني هذا بطبيعة الحال أن تجاهل قضية الأسرى مبرر ومقبول من عموم الجمهور، لكنّ فهم الخلفيات النفسية لهذا الجمهور يعين على فهم المشكلة ومحاولة الخروج منها.

ولو أن الإعلام اهتم بهذا الجانب وساهم في شرح أهمية ودور الفعاليات الميدانية ومدى الاستفادة منها ولم ينشغل فقط في انتقاد التقصير في التفاعل لكانت أصداء ندائه طيبة ولرأيناها تنعكس في الميدان بمزيد من التضامن، ذلك أن كثيراً من ذوي الأسرى أنفسهم لا يرون أهمية لتفعيل قضية أبنائهم من خلال الميدان لعدم وعيهم بأهميتها، وهؤلاء بحاجة لأن يقتنعوا بأهمية التفاعل الميداني والإعلامي مع قضية الأسرى، ولكن دون مبالغات وتعميمات نمطية تضرّ أكثر مما تنفع.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية