فرساننا ,,, عبد الكريم ومحمد وغازي ... ذكراكم نور تضيء لنا الطريق

السبت 03 يناير 2015

فرساننا ,,, عبد الكريم ومحمد وغازي ... ذكراكم نور تضيء لنا الطريق

يابي المجاهدون التخلف عن نصر دينهم وعن درب الجهاد ,لأن: " من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار" (البخاري ويأبون التخلف عن إخوانهم المجاهدين وأبى الجلوس في البيت والتنعم في رغد الحياة ولذاتها وطيبها مصداقا لقول رسول الله تعالى :" لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها".

انهم الشهداء يمتلكون نفوسا للجنة تواقة وللشهادة سباقة , نفوسا لا تعرف الأماني بل تمتلك همما أعلى من الجبال الشم , يريدون المضي نحو جنة تضمن لمن خرج في سبيل الله جهادا وإيمانا وتصديقا برسل الله .

أنهم الشهداء باعوا النفس رخيصة ابتغاء رضوان الله عز و جل , ما رضي بجهاده سوى لنيل جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها .

هبُوا يعلمون شباب الأمة كره التقاعس وعشق الجهاد, ليحفظوا لأمتهم دروسا في العزة والشهامة والكرامة, وأفعالهم خير دليل على قالوه, ليسطروا بدمائهم كلمات عز للذود عن حياض الأمة.

أبنائنا " غازى جدوع " , " محمد أبو عميرة " , عبد الكريم الحلو " فرسان رددوا بأعلى صوتهم :" وعجلت إليك ربي لترضى".

رحلوا عن هذه الدنيا ولسان حالهم يقول لإخوانهم أقرنائهم والمسلمين :"ولاتهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فأنهم يألمون كما يألمون وترجون من الله ما لا ترجون وكان الله عليما حكيما".

ميــلاد وحيــاة مجاهدين

ولد شهيدنا المجاهد عبد الكريم أحمد عبد الكريم الحلو -أبو خطاب- شرق مدينة غزة في يوم 31-5-1983, فقد كان فلسطين على موعد لزفاف العريس الذي سار نحو امنيته الغالية بهمته العالية .

فتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المدينة الحكومية , ليخرج بعدها الى حقل العمل ليساند عائلته في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه معظم العائلات الفلسطينية.

نشأ أبو الخطاب حياة اسلامية رفيعة في كنف عائلة متواضعة عرف عنها الالتزام الديني والخلقي ,وعشقها للجهاد والمقاومة ونصرة لأهل الحق حتى شب على حب المساجد واهل الخير وهل المروءة , فقد ترعرع في مسجد السلام في منطقة النزاز , ولأن المنية عاجلته *** يتزوج قد مضى الى ما سأل ربه بصدق وشغف.

_شهيدنا محمد أبو عميرة - ففي 7-7-1979,كان حي الصبرة وسط مدينة غزة على موعد مع ميلاد عريس جديد وبطل من ابطال فلسطين الميامين الذين سيكون لهم شأن في رفعة هذا الوطن ونصرة هذا الدين القويم .

هو من قرية هربيا مخرجة الشهداء والاستشهاديين , عاش حياة إسلامية رفيعة , نهل من نهل المساجد وتعلم على يدي من تعلم على يدي شيخ الأمة احمد ياسين في مسجد المجمع الإسلامي .

ففي إطار حرب ساعرة وظروف قاهرة نشا الفتى محمد على حب الجهاد والمقاومة ,فقد عرف الالتزام الديني منذ حداثة سنه وحفظ على نفسه دينه .

تلقى أبو مؤنس تعليمه في مدارس غزة ونظرا لسوء الأحوال الاقتصادية اتجه للعمل لمساعدة والده.

_ شهيدنا البطل " غازي عوني جدوع" ولد بمنطقة تل الإسلام في 12-5-1985, وهي المنطقة التي شهدت مواجهات ضارية مع العدو الصهيوني خلال الحرب على غزة.

فشهد صباه نشأة طفل حمل في جنباته هم الاسلام في قلبه ورفع لواء التدين منذ نعومة اظافره, فكان مواظبا للصلاة في المساجد, ملتزم بالخلق الحسن, وهو ما شهد له به جيرانه وعائلته واصدقائه, فاحتل مكانة عظيمة بينهم, نظرا لجرأته وشجاعته, واقدامه فضلا عن طيب اخلاقه, وحسن معشره.

والتحق في مدارس اللاجئين الفلسطينيين, فهو المنحدر من قرية" ياصور" التي دمرها الاحتلال في العام 1948م, وهجر أهلها منها, فحمل "غازي" هم أسرته منذ صغره , يساعد والده في أعماله, الى جانب تفوقه الدراسي, ورغبته في تحقيق مرتبة علمية متقدمة.

كل ذلك لم يشغل غازي عن اسلامه, فشهد مسجد (الزرقاوي) التزامه الشديد وحفاظه على صلاة الجماعة, وحضور جلسات العلم والدين والفقه , الى جانب حفظ القرءان الكريم, كل ذلك كان له مكانة عظيمة في حياته, فهو الداعية الى الله لاخوانه واقربائه, وجيرانه, يحثهم على الصلاة والصوم والعبادة والتقرب الى الله بالطاعات, وانهي غازي دراسته العلمية حتى الثانوية العامة, وقد حصل أنذاك على دبلوم عام في صيانة الكمبيوتر, ليكون له باب رزق يعتاش من وراءه في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الشعب الفلسطيني.

حتى تزوج قبيل استشهاده "رحمه الله" بخمسة أشهر حتى تعينه زوجه على حمل هم الدعوة الى الله والجهاد في سبيله, ولتكون له خير سند في مسيرته الجهادية الطويلة,وكاتمة لأسراره, تشاركه افراحه واحزانه, الى ان قدر الله أن تحمل منه, فاستشهد دون أن يرى وليده الذي عزم أن يراه مجاهدا صنديدا يذود عن الاسلام بجسده وقلبه وعقله, وكل مايملك.

عُرف عن غازي الى جانب التزامه الديني وحسن معشره, وهو دأب الشباب المسلم الملتزم بتعاليم هذا الدين القويم, عُرف عنه السمعة الطيبة, والذكر الحسن, وعشقه لفعل الخيرات, والبذل في سبيل الله من ماله الخاص, *** يكن يتأخر على المحتاجين يعطيهم بما اعطاه الله من رزق وخيرات, وطيب قلبه ,ووفائه لأصدقائه, الى جانب مساعدته لوالده ووقوفه الى جانبه, حتى كان ساعده الايمن في عمله الشاق, فكان الإبن البار لوالديه المطيع, العطوف الحنون على اخوانه الصغار, يلبي احتياجاتهم, و يدخل البهجة والسرور على قلوبهم, ومن خلال الرحلات والمكافأت المجزية التي كانوا يحصلون عليها منه.

ولم تكن زوجته عن ذلك ببعيد, فعاشت معه حياة كريمة, فعاملها بخلق الإسلام, وحتى بعد استشهاد لم تطيق ان تغادر المنزل الذي شهد بدء حياتهم على طاعة الله, ولا تزال حتى يومنا هذا تشعر بان زوجها لا زال حيا الى جوارها لم يفارقها للحظة.

وقبيل استشهاده بأيام, كان غازي, يجهز موتورا خاصا, لسحب المياه العذبة للسكان الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحرب الضروس على غزة, الى جانب انه كان يجمع الهواتف الخليوية لجيرانه كي يشحنها لهم من موتوره الخاص, هذا فضلا, عن جمعه للحطب لعائلته كي تطهو الطعام عليه نظرا لعدم وجود الكهرباء والغاز في تلك الاوقات.

رحلـة جهـاد ومقاومـة

انطلق شهيدنا عبد الكريم الحلو " أبو الخطاب " كالأسد الجسور يثب وثبا نحو تحقيق أمنيته الغالية وهي الاستشهاد في سبيل الله , فقد شارك منذ نعومة أظافره في أحداث الانتفاضة الأولى من خلال رشق العدو الصهيوني بالحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة على الجنود الصهاينة المغتصبين , ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة الثانية , والتي شهدت انطلاق الشرارة للجناح العسكري للمقاومة الشعبية في فلسطين , كان شهيدنا المجاهد من أوائل الذين هبوا لنصرة دينهم وقضيتهم , من خلال الخروج برفقة أصدقائه إلى مناطق التماس مع العدو الصهيوني لرشقه بالحجارة ,فقد كانت صوره تتصدر الصحف والجرائد المحلية والعربية وهو يرشق جنود الاحتلال بحجارته .

فعرفته حينها نتساريم والمنطار ,ولتأكيد عشقه للجهاد والمقاومة وكرهه للصهاينة المغتصبين لأرضنا كان أبو الخطاب يواصل طريقه من المدرسة إلى مناطق التماس بدلا من المغادرة الى المنزل, وكان يخبر كل من حوله قائلا: " أنا اخرج يوميا حتى استشهد".

وعانى العدو وجنوده جراء وضع أبو الخطاب وإخوانه الزجاج المكسور في الشوارع والمسامير لتتعثر مسيرة القافلات الصهيونية ,فضلا عن مشاركته في حرق الإطارات لإشعال الانتفاضة مزيد من القوة والعنفوان .

والتحق عبد الكريم في صفوف مجاهدي الناصر صلاح الدين منذ عام 2004 شارك خلالها بالعديد من عمليات القصف والقنص ونصب الكمائن للعدو الصهيوني.

ويؤكد أصدقائه وزملائه المجاهدون أنهم كانوا يرون في عبد الكريم همة لا مثيل لها ,فقد كان يقدم الشاي والحلوى في كل ليلة رباط لرفاقه وإطلاق النكات وإدخال البهجة والسرور.

انشرح صدر الشهيد لذلك الجهاد المبارك فقام فيه بدور فعال، كما هي حاله في جميع ساحات الجهاد التي شارك فيها .

_ شهيدنا محمد أبو عميرة "أبو مؤنس " عاشقا للجهاد , منذ نعومة أظفاره , خرج لمقارعة العدو في الانتفاضة الأولى يرشقهم بحجارته المقدسة , انخرط في صفوف ألوية الناصر صلاح الدين ليواصل جهاده ويدفع الضيم عن أمته وينصر دينه حق النصر .

فقد قاتل اليهود قتال الأبطال الأشاوس والمجاهدين الثابتين , حيث شارك في العديد من عمليات اطلاق قذائف الهاون وقصف المغتصبات الصهيونية بصواريخ الناصر , حتى نال رحمه ما كان يتمنى .

وتقول عائلته لمراسل المكتب الإعلامي:" كان أبو مؤنس يسأل الله الشهادة منذ سنوات".

يارب فارزقنا الشهادة والمنى * هذي الرقاب لصدقنا برهان
واسكب دمانا في المعارك إننا * بعنـا النفوس ودمعنا هتان
ونخيط أثـواب الشهادة علها * تأتي وخير ثيابنا الأكفـان


حياته وهبها لله تعالى وسار على طريق العزة التي يتمناها كل إنسان شريف حريص على وطنه ودينه,فقد امن شهيدنا المجاهد أن فلسطين لا تعود إلا بالسيف والصاروخ والرباط في سبيل الله ,فكان كثيرا ما يخشى العملاء ويعشق قتالهم أكثر من اليهود المغتصبين .

ويقول أصدقائه :" عرفنا محمد المحبوب من جميع إخوانه ,يسارع في خدمة المجاهدين وخاصة المقبلين على الزواج , فقد كان يساهم في تزيين الجدران ويرسم لهم أجمل اللوحات".

ويشهد أحد أصدقائه المقربين منه أن ابو مؤنس كان يقوم الليل بطوله ودائم البكاء في أوقات السحر ويسأل الله الشهادة مقبلا غير مدبرا.

_ شهيدنا غازى جدوع منحه الله , قوة جسمانية عظيمة, لم يكن يرتضي أن يبذلها في غير طاعة الله ومرضاته, فكان غازي- يرحمه الله- يضع بين أعينه حديث الرسول " محمـد صلي الله عليه وسلم " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع"وذكر منها عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه", حتى كان يسير في حياته مصداقا لقول النبي الكريم" محمـد صلي الله عليه وسلم " فرفض ان يبذل حياته في غير طاعة الله ومرضاته, ولما كان يتمتع بهذه المنحة الربانية, سارع الى الانضمام الى صفوف اخوانه في المقاومة الشعبية , ليبدأ بذلك مسيرة جهادية عظيمة يتخللها العديد من المواقف البطولية الشجاعة, حتى مضى على انضمامه للمقاومة الشعبية , ست سنوات,لم يتأخر خلالها يوما عن الرباط في سبيل الله, من خلال قيادته لإحدى المجموعات المجاهدة, الى جانب اطلاقه العديد من صواريخ الناصر تجاه المغتصبات الصهيونية,فضلا عن الخبرة التي تمتع بها في تصنيع الصواريخ ورغبته الجامحة نحو تطويرها وتقدمها لتكون اكثر دقة واكثر فعالية.

ويقول شقيقه للمكتب الاعلامي لكتائب الناصر, أن غازي, كان يشتري, المواسير الفارغة من جيبه الخاص, ويمنحها للمقاومة ليتم تحويلها الى صواريخ يضرب العدو فيها, كما كان يشارك في اطلاق قذائف الهاون, ومشاركته في صد الاجتياحات, والمشاركات الفاعلة في الأعمال الجهادية للمقاومة الشعبية .

راحل بلا موعد

شهيدنا عبد الكريم الحلو تقول والدته الصابرة والمحتسبة لله تعالى: لمراسل المكتب الإعلامي:" كان عبد الكريم شابا خلوقا مؤدبا فيه روح الدعابة والخفة فكل من يتحدث معه أو يعرفه يحبه , لم يكن يتوانى أو يتأخر في تلبية أي طلب اطلبه منه , حتى في الأعمال المنزلية لا يقصر أو يتأخر".

وتستدرك نفسها قائلة:" أقول الله يرضى عليك يا "عبدة" هكذا كنا نلقبه , فهو كان حنونا جدا فكان في كل يوم يدخل علي ويقبلني وعند خروجه أدعو له بالرضي والتوفيق"".

واختمت أم رامي قولها :"احتسب عبد الكريم عند الله تعالى وأساله أن يتقبله ويغفر له ".

من ناحيته يقول والده :" ترك عبد الكريم الدراسة كي يساعدني في المحل وأيضا كان يساعدني في عمل القطايف في شهد رمضان وكان مطيعا ومحبوبا من الجميع".

ويقول أصدقائه للمكتب الإعلامي:" كان أبو الخطاب يسمو بأخلاقه ورقتها وكان يؤدي الصلوات المفروضة جميعها في أوقاتها ,فكان نعم الولد البار بوالديه وإخوانه وعطوفا على الجميع ,و امتازت علاقته معنا بحلاوة الروح وخفتها ,وهو السبَاق للجهاد والمقاومة ومقداما وكتوما حريصا على كتم أسرار جهاده وإخوانه ".

يـــوم الشهادة

في ليلة شديدة السواد وبتاريخ 2/1/2008م خرجا عبد الكريم الحلو ومحمد ابو عميرة برفقه مجموعتهم المرابطة , في وقت كانت عقبان السماء تحلق وتطلق صواريخها على نقاط الرباط المتقدمة, حتى تسللت قوة خاصة صهيونية وأطلقت النار على المجاهدين ما أدى إلى استشهادهم , ويشهد رفاقهم أن آخر ما قالوه شهيدينا أبو الخطّاّب وأبو المؤنس :" الله اكبر ولله الحمد" وردد الشهادتين أكثر من مرة في آخر أنفاسه .

أما شهيدنا غازى جدوع فمنذ بدء الحرب على غزة في 27-12-2008م, فاضت روحه شوقا للمشاركة في صد العدوان على قطاعه الذي عشقه واحب ترابه والعيش فيه, لكن أوامر قيادته له كان تقضي بأن يكون في منطقته حتى لا يأتي العدو من قبله.

وفي ليلة الخامس من يناير 2009م, كان غازي واثنين من اشقائه على موعد من الشهادة, وتحقيق الحلم الذي عاش من اجله, فخلال محاولة قوات العدو التقدم نحو منطقة تل الإسلام أطلقت الطائرات الحربية الصهيونية صاروخا تجاه احد المنازل, المجاورة لمنزل شهيدنا المجاهد, فما أن ذهب هو وخمسة من أشقائه ليشاهدا ماذا حدث من شرفة المنزل, حات باغتت الطائرة الصهيونية المنزل بصاورخين أخرين, اصابا منزل غازي, ما ادى الى استشهاده على الفور هو واثنين من اشثقائه واصابة ثلاثة اخرين, حالة اثنين منهم وصفت بالخطر الشديد.

وخلال نقل جثث الشهداء والمصابين الى المستشفى, أطلقت الطائرات الصهيونية أربعة صواريخ اخرى تجاه سيارة الإسعاف لولا قدر الله,ان سلمت السيارة.

وهكذا ارتقى غازي بعد أن ادى صلاة العشاء, بنفس مطمئنة الى لقاء الله وشوقه لرؤية وجهه الكريم, فلقد تمنّى الشهادة، وهذا دأب كل مجاهد. ولأنه أراد أن يُحمل على الأكف ويسمع «بأمان الله يا شهيد الله»، جعل من صلاته عروجاً إلى الله عز وجل.

رحمكم الله شهدائنا الأبطال وأسكنكم الفردوس الأعلى ... فلها جاهدتم وقاتلتم واستشهدتم ..... فهنيئا لكم ...

المكتب الإعلامي
حركة المقاومة الشعبية
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية