فلسطين بين الاستقلال والاحتلال
د. أيمن أبو ناهية
قبل أيام قلائل مرت علينا الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات الذي أعلن في الخامس عشر من تشرين الثاني في عام 1988م وثيقة استقلال فلسطين من قصر الصنوبر في الجزائر. ويُعد الإعلان الثاني للاستقلال بعد الأول الذي كان في تشرين الأول عام 1948م، عندما أعلن أمين الحسيني رئيس حكومة عموم فلسطين الاستقلال في جلسة لمؤتمر المجلس الوطني.
وتمر ذكرى الاستقلال هذه الأيام، والسلطة الفلسطينية على أعتاب التوجه إلى مجلس الأمن الدولي؛ من أجل الحصول على قرار لإنهاء الاحتلال وإصدار قرار لقيام الدولة الفلسطينية غير ناقصة السيادة وكاملة العضوية في الأمم المتحدة، وشطب ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السابع والستين في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012م، بشأن قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو (مراقب) في الأمم المتحدة.
وقد مهد الطريق لهذا الإعلان إقرار المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974م برنامج النقاط العشر التي صاغها قيادات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ودعت فيها إلى إنشاء سلطة وطنية على أي قطعة محررة من أرض فلسطين، والعمل الفاعل لإنشاء دولة علمانية ديمقراطية ثنائية القومية، وأدى ذلك إلى تراجع منظمة التحرير عن كل مبادئها الوطنية السامية في الكفاح المسلح، وإتباع الطرق السلمية خيارًا وحيدًا للتحرير.
منذ ذلك الحين دخلت منظمة التحرير في نفق التنازلات مرورًا باتفاقية (أوسلو)، وما تبعها من اتفاقيات عديدة أدت إلى تكتيفنا وإذلالنا أكثر فأكثر، وتحولت المنظمة بمجلسها الوطني من قوة وفتوة إلى ضعف وترهل وتهميش، ولم نلمس أي تقدم على غرار وثيقة الاستقلال, ونتج عن هذا الاستقلال سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، واعتراف عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين, الذي بموجبه اعترفت أكثر من 135 دولة بهذه السلطة، وتعترف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، لكنها لا تملك عضوية كاملة فيها، أي أنها "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة.
إعلان الاستقلال خطوة ناجحة، لكننا لم ننجح بعد في ترجمتها عمليًّا ولم نفلح في توظيفها سياسيًّا ولا نفهم معناها وطنيًّا, كيف لا ونحن مغموسون في التنازلات لا بل أصحبنا نفاوض على أقل من ربع ما أقره لنا القرار الأممي رقم 181 لعام 1947م.
واليوم نتساءل: ما معنى الاستقلال؟!، حتى اعتراف 138 دولة بالدولة الفلسطينية وقبولها دولة غير عضو في الأمم المتحدة قبل عامين لم يغيرا في الواقع شيئًا, أليس الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نيران الاحتلال، وحصار، واستيطان، في ظل ممارساته من تهويد واعتقال واقتحامات، وجدار هذا الاحتلال الذي عمل ويعمل جاهدًا بأسلوب ممنهج على القضاء على أي أمل لشعبنا في إقامة دولته المستقلة، ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى متمسكًا ومؤمنًا إيماناً راسخًا بحقه في التحرر، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
إن استقلال فلسطين يعني منحها استقلالًا كاملًا، كما أقرته الشرعية الدولية، فمن حق كل دولة نيل الاستقلال سياديًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، وإنهاء كل مظاهر الاحتلال، كما هو حال كل دولة مستقلة، هذا هو معنى الاستقلال، وأيضًا من المتطلبات الأساسية للاستقلال وقيام الدولة أن يكون القطر والشعب موحدين جغرافيًّا وسياسيًّا, وإلا كيف سنقيم الدولة الفلسطينية والانقسام لا يزال قائمًا؟!
د. أيمن أبو ناهية
قبل أيام قلائل مرت علينا الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات الذي أعلن في الخامس عشر من تشرين الثاني في عام 1988م وثيقة استقلال فلسطين من قصر الصنوبر في الجزائر. ويُعد الإعلان الثاني للاستقلال بعد الأول الذي كان في تشرين الأول عام 1948م، عندما أعلن أمين الحسيني رئيس حكومة عموم فلسطين الاستقلال في جلسة لمؤتمر المجلس الوطني.
وتمر ذكرى الاستقلال هذه الأيام، والسلطة الفلسطينية على أعتاب التوجه إلى مجلس الأمن الدولي؛ من أجل الحصول على قرار لإنهاء الاحتلال وإصدار قرار لقيام الدولة الفلسطينية غير ناقصة السيادة وكاملة العضوية في الأمم المتحدة، وشطب ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السابع والستين في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012م، بشأن قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو (مراقب) في الأمم المتحدة.
وقد مهد الطريق لهذا الإعلان إقرار المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974م برنامج النقاط العشر التي صاغها قيادات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ودعت فيها إلى إنشاء سلطة وطنية على أي قطعة محررة من أرض فلسطين، والعمل الفاعل لإنشاء دولة علمانية ديمقراطية ثنائية القومية، وأدى ذلك إلى تراجع منظمة التحرير عن كل مبادئها الوطنية السامية في الكفاح المسلح، وإتباع الطرق السلمية خيارًا وحيدًا للتحرير.
منذ ذلك الحين دخلت منظمة التحرير في نفق التنازلات مرورًا باتفاقية (أوسلو)، وما تبعها من اتفاقيات عديدة أدت إلى تكتيفنا وإذلالنا أكثر فأكثر، وتحولت المنظمة بمجلسها الوطني من قوة وفتوة إلى ضعف وترهل وتهميش، ولم نلمس أي تقدم على غرار وثيقة الاستقلال, ونتج عن هذا الاستقلال سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، واعتراف عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين, الذي بموجبه اعترفت أكثر من 135 دولة بهذه السلطة، وتعترف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، لكنها لا تملك عضوية كاملة فيها، أي أنها "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة.
إعلان الاستقلال خطوة ناجحة، لكننا لم ننجح بعد في ترجمتها عمليًّا ولم نفلح في توظيفها سياسيًّا ولا نفهم معناها وطنيًّا, كيف لا ونحن مغموسون في التنازلات لا بل أصحبنا نفاوض على أقل من ربع ما أقره لنا القرار الأممي رقم 181 لعام 1947م.
واليوم نتساءل: ما معنى الاستقلال؟!، حتى اعتراف 138 دولة بالدولة الفلسطينية وقبولها دولة غير عضو في الأمم المتحدة قبل عامين لم يغيرا في الواقع شيئًا, أليس الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت نيران الاحتلال، وحصار، واستيطان، في ظل ممارساته من تهويد واعتقال واقتحامات، وجدار هذا الاحتلال الذي عمل ويعمل جاهدًا بأسلوب ممنهج على القضاء على أي أمل لشعبنا في إقامة دولته المستقلة، ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى متمسكًا ومؤمنًا إيماناً راسخًا بحقه في التحرر، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
إن استقلال فلسطين يعني منحها استقلالًا كاملًا، كما أقرته الشرعية الدولية، فمن حق كل دولة نيل الاستقلال سياديًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، وإنهاء كل مظاهر الاحتلال، كما هو حال كل دولة مستقلة، هذا هو معنى الاستقلال، وأيضًا من المتطلبات الأساسية للاستقلال وقيام الدولة أن يكون القطر والشعب موحدين جغرافيًّا وسياسيًّا, وإلا كيف سنقيم الدولة الفلسطينية والانقسام لا يزال قائمًا؟!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية