في أصول الانتقاد
بقلم: طاهر النونو
يكثر في مجتمعنا ظاهرة النقد للمواقف والخطى والاتجاهات وتجد ان من يعنيه او لا يعنيه امر ما يلوكه بلسانه معلقا ومحللا ويوجه اسهمه يمنة ويسرة في امور خاصة وعامة فتتحول جلساتنا الى أشبه بجلسات جرح وتعديل، ومع تطور وسائل الاعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي تعدى الادلاء بالاراء الى هذا الفضاء الواسع الذي لا حدود له .
من الطبيعي ان يكون لكل منا رأيه في كل قضية كبرت او صغرت وان يعبر عن تذمر او تأييد حول هذا الموضوع او ذاك والتعبير عن هذا الرأي حق لا مراء فيه وان تعقد جلسات نقاش حول قضايا معينة امر صحي بل ومطلوب لتناقح الافكار والاراء وتبادل المعرفة، لكن بمتابعتي للكثير من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي هناك العديد من الانماط يمكن ملاحظتها.
هناك مجموعة او فئة تعارض من اجل المعارضة وترفض من اجل الرفض لا يرضيها شيء وتضع نفسها في بيئة الصواب المطلق والاخر هو عنوان الخطأ المطلق وهذا قد يكون ناجما عن اشكال من المعاناة لدى هذه الفئة اما متعطلين عن العمل او يعانون من اشكالات نفسية او يحبون المخالفة من اجل الظهور او لديهم سوء ظن بالمجتمع بكل مكوناته ومن ابرز سماتهم انهم يرفضون اي نقد لما يقولونه ويعتبرون انفسهم المعيار، ما يرضيهم صواب وما لا يرضيهم غير صائب بغض النظر ممن كان الخطأ وهم اشبه ما يكون برواد المقاهي الذين يقضون جل اوقاتهم في لعب النرد وقراءة الصحف ومتابعة الافلام ويفتون في كل شيء على كوب من القهوة.
صنف آخر لديه تأييد - ولا اقول انتماء - لتيار سياسي او حزب او فصيل وهو بالتالي يلغي عقله تماما ويرتدي نظارة الحزب وكل ما عداه يقع تحت لسعات نقده وتهجمه معياره هو موقف الحزب او التنظيم فمثلا لو كان فتحاويا يرفض كل ما تأتي به حماس ولو كان حمساويا يرفض كل ما تأتي به فتح بلا اي معيار للقبول او الرفض سوى التأييد الحزبي وهذا النمط للاسف منتشر في واقعنا الفلسطيني وما عززه هو حالة الانقسام السياسي التي حولت الحالة الفلسطينية الى معسكرات متناقضة ظاهرا مما يستنفد جزءا هائلا من التغريدات والمواقف على الخلاف الداخلي والتي يتحول بعضها الى شتائم وتخوين بمناسبة ودون مناسبة ويفقد مقولاتنا مصداقيتها ودورها في الاصلاح.
صنف ثالث هو منتقد حريص واع يعمل رأيه في القضايا ويحاول تصويب المسار لان انتماءه للمجتمع وللوطن بغض النظر من هو في الحكم او المعارضة وبغض النظر عن هذا الحزب وذاك الفصيل بوصلته واضحة ومعاييره ثابتة لا تتغير وزاوية نظره مقدرة لانه يرى من خارج اطار الدائرة الحزبية فيستطيع ان يضع يده على مواطن الخلل ولا يقوم بالتشهير وانما بالنصح والعمل على التغيير وهو يرى الانجاز انجازا والخطأ خطأ وهؤلاء تسعد بالجلوس معهم وتقتفي تدويناتهم فيشكلون مرآة حقيقية للواقع ويمثلون اضافة نوعية في مجتمعنا.
اننا بحاجة بالفعل الى حالة من النقاش المجتمعي وتبادل الافكار والاراء ولعل ما كان صعبا في الماضي اصبح اكثر يسرا بفعل التطور التقني ولكن علينا ان نجعل منها وسائل بناء لا هدم وان نحاول ان نردم الفجوة بيننا ونبني جسورا من التواصل وان نفهم على بعض لا ان نبني قوالب جاهزة من الاراء ونسقطها على كل قضية، نحن بحاجة الى حوار صحي وليس تبادل شتائم واتهامات عند كل خلاف، وليعلم الواحد منا انني حتى لو اختلفت معك في الرأي فلست عدوا لك والعكس صحيح
بقلم: طاهر النونو
يكثر في مجتمعنا ظاهرة النقد للمواقف والخطى والاتجاهات وتجد ان من يعنيه او لا يعنيه امر ما يلوكه بلسانه معلقا ومحللا ويوجه اسهمه يمنة ويسرة في امور خاصة وعامة فتتحول جلساتنا الى أشبه بجلسات جرح وتعديل، ومع تطور وسائل الاعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي تعدى الادلاء بالاراء الى هذا الفضاء الواسع الذي لا حدود له .
من الطبيعي ان يكون لكل منا رأيه في كل قضية كبرت او صغرت وان يعبر عن تذمر او تأييد حول هذا الموضوع او ذاك والتعبير عن هذا الرأي حق لا مراء فيه وان تعقد جلسات نقاش حول قضايا معينة امر صحي بل ومطلوب لتناقح الافكار والاراء وتبادل المعرفة، لكن بمتابعتي للكثير من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي هناك العديد من الانماط يمكن ملاحظتها.
هناك مجموعة او فئة تعارض من اجل المعارضة وترفض من اجل الرفض لا يرضيها شيء وتضع نفسها في بيئة الصواب المطلق والاخر هو عنوان الخطأ المطلق وهذا قد يكون ناجما عن اشكال من المعاناة لدى هذه الفئة اما متعطلين عن العمل او يعانون من اشكالات نفسية او يحبون المخالفة من اجل الظهور او لديهم سوء ظن بالمجتمع بكل مكوناته ومن ابرز سماتهم انهم يرفضون اي نقد لما يقولونه ويعتبرون انفسهم المعيار، ما يرضيهم صواب وما لا يرضيهم غير صائب بغض النظر ممن كان الخطأ وهم اشبه ما يكون برواد المقاهي الذين يقضون جل اوقاتهم في لعب النرد وقراءة الصحف ومتابعة الافلام ويفتون في كل شيء على كوب من القهوة.
صنف آخر لديه تأييد - ولا اقول انتماء - لتيار سياسي او حزب او فصيل وهو بالتالي يلغي عقله تماما ويرتدي نظارة الحزب وكل ما عداه يقع تحت لسعات نقده وتهجمه معياره هو موقف الحزب او التنظيم فمثلا لو كان فتحاويا يرفض كل ما تأتي به حماس ولو كان حمساويا يرفض كل ما تأتي به فتح بلا اي معيار للقبول او الرفض سوى التأييد الحزبي وهذا النمط للاسف منتشر في واقعنا الفلسطيني وما عززه هو حالة الانقسام السياسي التي حولت الحالة الفلسطينية الى معسكرات متناقضة ظاهرا مما يستنفد جزءا هائلا من التغريدات والمواقف على الخلاف الداخلي والتي يتحول بعضها الى شتائم وتخوين بمناسبة ودون مناسبة ويفقد مقولاتنا مصداقيتها ودورها في الاصلاح.
صنف ثالث هو منتقد حريص واع يعمل رأيه في القضايا ويحاول تصويب المسار لان انتماءه للمجتمع وللوطن بغض النظر من هو في الحكم او المعارضة وبغض النظر عن هذا الحزب وذاك الفصيل بوصلته واضحة ومعاييره ثابتة لا تتغير وزاوية نظره مقدرة لانه يرى من خارج اطار الدائرة الحزبية فيستطيع ان يضع يده على مواطن الخلل ولا يقوم بالتشهير وانما بالنصح والعمل على التغيير وهو يرى الانجاز انجازا والخطأ خطأ وهؤلاء تسعد بالجلوس معهم وتقتفي تدويناتهم فيشكلون مرآة حقيقية للواقع ويمثلون اضافة نوعية في مجتمعنا.
اننا بحاجة بالفعل الى حالة من النقاش المجتمعي وتبادل الافكار والاراء ولعل ما كان صعبا في الماضي اصبح اكثر يسرا بفعل التطور التقني ولكن علينا ان نجعل منها وسائل بناء لا هدم وان نحاول ان نردم الفجوة بيننا ونبني جسورا من التواصل وان نفهم على بعض لا ان نبني قوالب جاهزة من الاراء ونسقطها على كل قضية، نحن بحاجة الى حوار صحي وليس تبادل شتائم واتهامات عند كل خلاف، وليعلم الواحد منا انني حتى لو اختلفت معك في الرأي فلست عدوا لك والعكس صحيح
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية