مستقبل المقاومة بعيد المصالحة
إبراهيم المدهون
من المعلوم أن واقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يختلف عن الضفة الغربية؛ فقطاع غزة يخلو تماماً من أي جندي إسرائيلي على الأرض، حتى أن الاحتلال أعاد انتشاره على الحدود وتقهقر مبتعدا عن الخط الفاصل لأكثر من 3 كيلو متر، خوفاً من أنفاق المقاومة ومقدرتها على استهدافه. كما خاض قطاع غزة مواجهتين عسكريتين موسعتين استطاع خلالهما أن يطلق آلاف الصواريخ على المدن المحاذية، ووصلت صواريخه للمدن الكبرى كالقدس وتل أبيب في سابقة اعتبرت الاخطر منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
المتفحص لتركيبة المقاومة في قطاع غزة يلمح بها قدراً كبيراً من التنظيم؛ فكتائب القسام تمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين والمدربين والمجهزين لمواجهة دفاعية، كما أنهم استطاعوا تصنيع السلاح وحفر الأنفاق وبناء مدن قتالية يصعب مواجهتها ومهاجمتها. كما أن سرايا القدس وهي ثاني أكبر فصيل مسلح في قطاع غزة، منحت من خلال حكم حماس مساحة لتنمية قدراتها وترتيب صفوفها ومراكمة سلاحها بشكل مركز وهام، وخاضت مواجهات مشرفة مع الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي جعل منها عنصراً مؤثراً في أي مواجهة قادمة.
أما الضفة الغربية فعلى العكس تماماً؛ فلقد تمت تصفية جميع المجموعات المسلحة والتشكيلات العسكرية المقاتلة في حرب 2002 أو ما سمي بعملية السور الواقي، وتمت ملاحقة فصائل المقاومة وفق سياسة المفاوضات والتنسيق مع الاحتلال التي اتبعتها السلطة، مما عزز التواجد العسكري الإسرائيلي، وأعطى حرية للمستوطنين وتوسعاتهم التي لا تكل ولا تمل لا ليلاً ولا نهاراً، حتى أثَّر ذلك على التواجد العسكري لفصائل المقاومة التي تكاد تكون غير موجودة، حيث إن جميع العمليات التي تحدث بين الفينة والأخرى هي عمليات ارتجالية بعيدة عن الحاضنة الفصائلية المُوَجِّهة والمُشْرِفَة.
هذا يعني أننا أمام بيئتين مختلفتين في التعامل مع المقاومة؛ الأولى حاضنة ومعززة وراعية في غزة، والثانية مجففة ومعادية ومانعة في الضفة، مما سيعقد الأمر في ظل المصالحة وإعادة اللحمة وإنهاء الانقسام.
ولهذا نحتاج في المرحلة المقبلة لسياسة موحدة ومتكاملة في التعامل مع هذا الملف، يبدأ برفع شعار المحافظة على سلاح المقاومة وبنيتها في غزة، والعمل على خطين متوازيين؛ أولهما رفع الحصار عن القطاع المنهك، وثانيهما العمل على إعادة ترتيب قوى المقاومة في الضفة الغربية.
إننا في الحقبة المفصلية أمام فرصة تاريخية يمكن للقوى الفلسطينية استثمارها والاتفاق لأول مرة على برنامج موحد يقوم على تهدئة يتم من خلالها تضخيم المكاسب الفلسطينية ومعالجة نقاط الضعف في الضفة وغزة.
وفي حال أصر الاحتلال على عدوانه واستفزازه فلتكن المواجهة مفتوحة في الضفة وغزة، فسيناريو انتفاضة الأقصى جاهز ليتكرر مرة أخرى بصورة أعنف بكثير، فمن يستطيع التوحد والشراكة وقت التهدئة والبناء، فتوحده على السلاح والقتال أسهل وأجدى، وسيكتشف الأمريكان والإسرائيليون أن جميع محاولاتهم لتشويه وعي المنظومة الأمنية في الضفة باءت بالفشل، ففي حال المصالحة سيكون رأس حربة المواجهة في الضفة هو رجال الأمن من أبناء فتح، ولهذا علينا رسم استراتيجية موحدة: إما أن نقاتل معاً أو نذهب للتهدئة معاً.
إبراهيم المدهون
من المعلوم أن واقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يختلف عن الضفة الغربية؛ فقطاع غزة يخلو تماماً من أي جندي إسرائيلي على الأرض، حتى أن الاحتلال أعاد انتشاره على الحدود وتقهقر مبتعدا عن الخط الفاصل لأكثر من 3 كيلو متر، خوفاً من أنفاق المقاومة ومقدرتها على استهدافه. كما خاض قطاع غزة مواجهتين عسكريتين موسعتين استطاع خلالهما أن يطلق آلاف الصواريخ على المدن المحاذية، ووصلت صواريخه للمدن الكبرى كالقدس وتل أبيب في سابقة اعتبرت الاخطر منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
المتفحص لتركيبة المقاومة في قطاع غزة يلمح بها قدراً كبيراً من التنظيم؛ فكتائب القسام تمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين والمدربين والمجهزين لمواجهة دفاعية، كما أنهم استطاعوا تصنيع السلاح وحفر الأنفاق وبناء مدن قتالية يصعب مواجهتها ومهاجمتها. كما أن سرايا القدس وهي ثاني أكبر فصيل مسلح في قطاع غزة، منحت من خلال حكم حماس مساحة لتنمية قدراتها وترتيب صفوفها ومراكمة سلاحها بشكل مركز وهام، وخاضت مواجهات مشرفة مع الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي جعل منها عنصراً مؤثراً في أي مواجهة قادمة.
أما الضفة الغربية فعلى العكس تماماً؛ فلقد تمت تصفية جميع المجموعات المسلحة والتشكيلات العسكرية المقاتلة في حرب 2002 أو ما سمي بعملية السور الواقي، وتمت ملاحقة فصائل المقاومة وفق سياسة المفاوضات والتنسيق مع الاحتلال التي اتبعتها السلطة، مما عزز التواجد العسكري الإسرائيلي، وأعطى حرية للمستوطنين وتوسعاتهم التي لا تكل ولا تمل لا ليلاً ولا نهاراً، حتى أثَّر ذلك على التواجد العسكري لفصائل المقاومة التي تكاد تكون غير موجودة، حيث إن جميع العمليات التي تحدث بين الفينة والأخرى هي عمليات ارتجالية بعيدة عن الحاضنة الفصائلية المُوَجِّهة والمُشْرِفَة.
هذا يعني أننا أمام بيئتين مختلفتين في التعامل مع المقاومة؛ الأولى حاضنة ومعززة وراعية في غزة، والثانية مجففة ومعادية ومانعة في الضفة، مما سيعقد الأمر في ظل المصالحة وإعادة اللحمة وإنهاء الانقسام.
ولهذا نحتاج في المرحلة المقبلة لسياسة موحدة ومتكاملة في التعامل مع هذا الملف، يبدأ برفع شعار المحافظة على سلاح المقاومة وبنيتها في غزة، والعمل على خطين متوازيين؛ أولهما رفع الحصار عن القطاع المنهك، وثانيهما العمل على إعادة ترتيب قوى المقاومة في الضفة الغربية.
إننا في الحقبة المفصلية أمام فرصة تاريخية يمكن للقوى الفلسطينية استثمارها والاتفاق لأول مرة على برنامج موحد يقوم على تهدئة يتم من خلالها تضخيم المكاسب الفلسطينية ومعالجة نقاط الضعف في الضفة وغزة.
وفي حال أصر الاحتلال على عدوانه واستفزازه فلتكن المواجهة مفتوحة في الضفة وغزة، فسيناريو انتفاضة الأقصى جاهز ليتكرر مرة أخرى بصورة أعنف بكثير، فمن يستطيع التوحد والشراكة وقت التهدئة والبناء، فتوحده على السلاح والقتال أسهل وأجدى، وسيكتشف الأمريكان والإسرائيليون أن جميع محاولاتهم لتشويه وعي المنظومة الأمنية في الضفة باءت بالفشل، ففي حال المصالحة سيكون رأس حربة المواجهة في الضفة هو رجال الأمن من أبناء فتح، ولهذا علينا رسم استراتيجية موحدة: إما أن نقاتل معاً أو نذهب للتهدئة معاً.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية