500 مليون دولار من أمريكا للسلطة..مقابل ماذا؟
د.عصام شاور
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 500 مليون دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية، منها 200 مليون كان الكونجرس الأمريكي قد جمدها قبل عامين بسبب توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة، وبالرغم من نجاح السلطة في الحصول على صفة " دولة غير عضو" في الأمم المتحدة مخالفة بذلك الإرادة الأمريكية فإن أمريكا جمدت العقوبات وأعادت ضخ الأموال.
المجتمع الدولي وأمريكا تحديدا لا يقدمون المال دون مقابل سياسي، ولذلك فقد ذهب المحللون إلى أن ما قدمته الولايات المتحدة هو الثمن لإعادة السلطة و(إسرائيل) إلى طاولة المفاوضات دون شروط، أو لمنع السلطة من اللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة دولة الاحتلال (إسرائيل) على جرائمها السابقة واللاحقة، وقد يكون الهدف إنقاذ السلطة الوطنية الفلسطينية من الانهيار الوشيك, ولأن الملايين التي قدمتها أمريكا متواضعة نسبة إلى الأهداف المذكورة، فقد تكون تلك الملايين مقدمة لمساعدات أكبر من أمريكيا والغرب لإدارة الأزمة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في جو هادئ ودون ضجيج من الجانب الفلسطيني حتى لو استمرت الجرافات والبلدوزرات الإسرائيلية في خلق واقع استيطاني جديد في الضفة الغربية والقدس واستمر نتنياهو في سياسته العدوانية بحكومته أو أدواته الجديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى ترتيب الأوضاع في المنطقة لخلق أجواء مناسبة للتعامل مع واقع سوريا الجديد بعدما اقترب نظام الأسد من نهايته وظهرت سيطرة واضحة للجماعات الإسلامية الجهادية. تركيا والأردن و(إسرائيل) هي الجبهة القريبة من سوريا والتي تعمل عليها الإدارة الأمريكية، ولذلك حصل انفراجة في العلاقات التركية الإسرائيلية بعد الاعتذار الذي قدمته الأخيرة إلى تركيا بسبب الاعتداء الإسرائيلي على السفينة التركية مرمرة قبل ثلاث سنوات، وتعهدت (إسرائيل) بالتخفيف عن الفلسطينيين تلبية لمطالب تركيا، وكذلك أعلن زعيم المتمردين الأكراد وحزب العمل الكردستاني عبد الله أوجلان وقف القتال ضد تركيا، وترتيبات محتملة مع الجانب الاردني بخصوص أوضاعه الداخلية وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا تظهر خلال الفترة القريبة القادمة.
من خلال ما سبق ندرك بأن الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية يأتي في إطار ترتيبات دولية ليس للسلطة علاقة مباشرة بها ومع ذلك يمكن استغلالها إسرائيليا وأمريكيا لتحقيق مكاسب لصالح العدو الصهيوني، كالعودة إلى طاولة المفاوضات وتجميد المصالحة الداخلية.
د.عصام شاور
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 500 مليون دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية، منها 200 مليون كان الكونجرس الأمريكي قد جمدها قبل عامين بسبب توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة، وبالرغم من نجاح السلطة في الحصول على صفة " دولة غير عضو" في الأمم المتحدة مخالفة بذلك الإرادة الأمريكية فإن أمريكا جمدت العقوبات وأعادت ضخ الأموال.
المجتمع الدولي وأمريكا تحديدا لا يقدمون المال دون مقابل سياسي، ولذلك فقد ذهب المحللون إلى أن ما قدمته الولايات المتحدة هو الثمن لإعادة السلطة و(إسرائيل) إلى طاولة المفاوضات دون شروط، أو لمنع السلطة من اللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة دولة الاحتلال (إسرائيل) على جرائمها السابقة واللاحقة، وقد يكون الهدف إنقاذ السلطة الوطنية الفلسطينية من الانهيار الوشيك, ولأن الملايين التي قدمتها أمريكا متواضعة نسبة إلى الأهداف المذكورة، فقد تكون تلك الملايين مقدمة لمساعدات أكبر من أمريكيا والغرب لإدارة الأزمة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في جو هادئ ودون ضجيج من الجانب الفلسطيني حتى لو استمرت الجرافات والبلدوزرات الإسرائيلية في خلق واقع استيطاني جديد في الضفة الغربية والقدس واستمر نتنياهو في سياسته العدوانية بحكومته أو أدواته الجديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى ترتيب الأوضاع في المنطقة لخلق أجواء مناسبة للتعامل مع واقع سوريا الجديد بعدما اقترب نظام الأسد من نهايته وظهرت سيطرة واضحة للجماعات الإسلامية الجهادية. تركيا والأردن و(إسرائيل) هي الجبهة القريبة من سوريا والتي تعمل عليها الإدارة الأمريكية، ولذلك حصل انفراجة في العلاقات التركية الإسرائيلية بعد الاعتذار الذي قدمته الأخيرة إلى تركيا بسبب الاعتداء الإسرائيلي على السفينة التركية مرمرة قبل ثلاث سنوات، وتعهدت (إسرائيل) بالتخفيف عن الفلسطينيين تلبية لمطالب تركيا، وكذلك أعلن زعيم المتمردين الأكراد وحزب العمل الكردستاني عبد الله أوجلان وقف القتال ضد تركيا، وترتيبات محتملة مع الجانب الاردني بخصوص أوضاعه الداخلية وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا تظهر خلال الفترة القريبة القادمة.
من خلال ما سبق ندرك بأن الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية يأتي في إطار ترتيبات دولية ليس للسلطة علاقة مباشرة بها ومع ذلك يمكن استغلالها إسرائيليا وأمريكيا لتحقيق مكاسب لصالح العدو الصهيوني، كالعودة إلى طاولة المفاوضات وتجميد المصالحة الداخلية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية