أءِلهٌ مَعَ الله...!؟
بقلم : د/ أحمد الأشقر
بقلم : د/ أحمد الأشقر
الإصلاح ليس بالدراما أو الشعارات ولا بالتمويه, و إنما ثقافة وقولاً و عملاً, و لعل الحكام لم يدركوا بعد بأن الإفساد و الفساد هم جزء منه و سبب أصيل من أسبابه, لذلك عندما تهب الشعوب و تنتفض على الأنظمة فإنها تريد ضمنا إسقاط تلك الأنظمة و لا تطلب الإصلاح فقط, لأنه و بكل بساطة يجب علاج سبب الفساد و ليس أعراضه, وسبب الفساد هو وجود المفسدين و لدرء المفاسد يجب محاربة المفسدين و الإطاحة بهم, أي و بصحيح العبارة ” إسقاط الأنظمة الفاسدة “.
الأنظمة التي تجذر فيها الفساد ونخر في عظمها إلى أن وصل إلى نخاع مخها, و إذا كان النظام السوري تحديداً جاراً ملاصقاً لفلسطين أو بالأحرى لدولة ” الكيان المسخ ” فإن هذا يدينه أكثر و لا يبرئ قمعه, وينسف تعليلاته فيما يتعلق بنظرية المؤامرة و أنه مستهدف. إن مثل هذه الأنظمة – المستهدفة – و التي تحاك ضدها المؤامرات حرى بها أن تتصالح مع شعوبها بأن تخدم هذه الشعوب و على الأنظمة العربية أن تعلم منذ اللحظة الأولى التي اشتعلت فيها ثورة ” البوعزيزى ” أن المعادلة لدى الشعوب العربية قد تغيرت, و المفاهيم قد تحولت و تبدلت, الأنظمة يجب أن تخدم الشعوب لا أن تقتات على الجماجم فتبقى, و لا أن تأكل من لحم الناس فتسمن! وعليها أن تقبل بقانون ربها في الحكم ” حكمت, فعدلت, فأمنت, فنمت ” و إلا فإن الحكم بغير ما أنزل الله و الظلم و الجور يجعلها عرضة للزوال كسابقاتها و لن ينام فلاسفتها إلا في أقبية السجون ولن يرتع جلاديها إلا في مزابل التاريخ!
على الأنظمة أن تتعظ و تطبق تجربة الحكم فى غزة عبر حكومتها ” الرشيدة “, نعم ” الرشيدة ” لأنها متصالحة مع ربها متصالحة مع شعبها, بالرغم مما تتعرض له من عظيم المؤامرات و جسيم الضغوطات وكثرة المقاطعات إلا أنها و بفضل الله عز و جل لم ولن تسقط لها راية, لأن الشعب أحبها و احتضنها فدافع عنها و عن مشروعها القويم و صبر على ابتلائها و صمد معها في وجه أعدائها. وأعتز بحكومتنا ليس من باب الرياء أو طلب الرزق! فإن الذي يطعمني و يسقيني ويُميتُنى و يُحييني هو الله! لكن من باب إحقاق الحق و لغة التوصيف و التدليل, لقد وصلت حكومة هنية إلى الحكم بفضل الله عز و جل ثم بفضل سواعد المقاومين و إخلاص المجاهدين وعبر صناديق الاقتراع بعكس كثير من حكوماتنا العربية, فظلت كما بدأت ترعى المقاومة و ترشدها, واستمرت تتقدم الصفوف في الدفاع عن المشروع الوطني الكبير, وأخذت الراية الغراء “راية التوحيد” و ما أجلها و أعظمها من راية لتعلو بها و معها إلى قمم الدفاع المتقدم عن المشروع الإلهي العظيم مشروع محمد نبي الأنام صلى الله عليه و سلم ودعوته أن “لا عبودية إلا لله, و لا إله إلا الله” , المشروع الذى جاء ليُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, هذا المشروع الذي لا يقف في وجهه كافر و لا يهزمه حاقد و لا ينال منه عابث! لهذا كله أرجوك أيها النظام السوري الدموي لا تتحدث عن المقاومة فهي منك براء, ولا تتكلم عن الممانعة فأنت لها عار, ولا تتلفظ بالاستهداف لأنك لم تستهدف عدو الأمة يوماً بل تقتل و تسفك في دم أبناء شعبك, وهذا ما يريده الأعداء, وما يقوم به جيشك الجرار يشهد له الأبله قبل ذوو العقل و اللسان.
عليك أن تعلم أيها النظام الزائل بأن التشدق بالمقاومة لن يعفيك من كونك أول عدو لها! هذا لأنك و بكل بساطة تقتل شعبك الذي ينادى بالحرية كما ننادى بها نحن. و علك تعي و تفهم بأن المقاومة الفلسطينية ساندتها وتساندها الشعوب الحرة كلها قبل أنظمتها, لا بل تآمرت بعض الأنظمة على قضيتنا كل بما أستطاع! فتحرير فلسطين و الوصول إلى بيت المقدس لا يحتاج إلى جيوش جرارة بقدر ما يحتاج لأن تنتزع الشعوب من خلجانها ثقافة الخوف و الركون إلى الدنيا و ما أن انتزعت هذه الشعوب الخوف و توشحت بوشاح العزة إلا و أعزها الله في تونس و مصر و ليبيا و اليمن وسوريا و انتصرت و تنتصر كل يوم عليكم يا طغاة العصر! تحرير فلسطين يحتاج أن تزولوا أنتم من خارطة الحكم و موقع الزعامة لأنكم قتلتم فينا الروح و ذبحتم فينا العزة و سحقتم فينا الكرامة و سرقتم منا البسمة لتزرعوا فينا بدلاً من هذا كله الذل و العار و الفقر و الجوع و التشرذم و التشريد , فكل منكم يريد أن يتقاسم هذا الوطن الكبير العزيز و يقضم منه قطعة تصير له و لأهله فيبنى جيشا يحرسه, ويربى شعباً يعبده, ويخلق جيلاً ضعيفا يمتطيه فيقهره, ثم إلى وريثه يسلمه, ليكمل حلقة الظلم فما يولد لنا حلم إلا ويسرقه!
أيها النظام المتهاوي إذا كنت تريد سحق شعبك و التغني بالمقاومة و الترتيل بالممانعة فأنصحك بأن تدع هذه الفلسفة العقيمة وأن تنسى هذه المهاترات الصبيانية الرخيصة, والتي لن تجدي معنا نحن المقاومة شيئاً, ولن تسمن أو تغنى من جوع مع شعوب هبت لتكتب تاريخاً مجيداً, فيه أنتم المقهورون, ولن تعود هذه الشعوب إلى بيوتها, ولن تتراجع عن مطالبها بعد كل التضحيات التي قدمتها في سبيل ذلك و ما تزال على استعداد لأن تقدم أضعاف ذلك و ما ترون من تضحيات الشعوب لإزاحتكم إلا غيض من فيض.
لا بد وأن تنتصر ثوراتنا العارمة وحتماً ستدوس الشعوب على رؤوس جلاديها, رؤوس من يحارب الله و رسوله, ولكم أن تعتبروا من زين الهاربين و اللامبارك و الجرذافى, وعلى الحكام أن يعلموا لا بل و يتعلموا مرة للتاريخ بأن الدوس على الزهور لن يمنع الربيع, وأن سحق جماجمنا تحت جنازير دباباتكم لن يحول دون وصولنا إلى النهائي لتسقطوا في مباراة الحسم, ويقع حكم الله لا محالة فيكم, فلكم في الدنيا خزي و لكم في الآخرة عذاب عظيم.
إن الدعوات للإصلاح تتوالى عليكم من الجميع, من الأعداء و من الأصدقاء, من الصليبيين و من السلفيين, من المهلوسين و من العاقلين, من أمريكا و أوروبا, و من تركيا وإيران و حزب الله و منَا, وهذا يكشف كم أنتم أغبياء عندما تتحدثون عن المجموعات الإرهابية المسلحة, ويدل على أنكم بلهاء عند الكلام عن المؤامرة و العالم بأسره يشاهد و يتابع و يرقب نفس السيناريو التونسي-المصري-الليبي, يتكرر كل يوم في اليمن وسوريا.
شعوب خرجت تنادى بحريتها و كرامتها فقوبلت بالسحق و القتل و التنكيل, أناسٌ بُحت أصواتها تنشد الإصلاح و إذ به يخرج عبر فوهات المدافع ليحرق حناجر العباد, ولعل شهر رمضان المبارك لم يأتِ عليكم بخير فلم تتوبوا إلى بارئكم عن قتل الناس, ولم تتراجعوا عن سفك دماء الأيامى و الأيتام, ولم تنتهوا من الحديث عن السلفيين تارة و عن المؤامرة على نظامكم تارة أخرى, وكأني بأنظمتكم الهشة التي أكلها الظلم و نخر في عظمها الفساد تحتاج إلى مؤامرة!؟ لعلكم جهلتم أو تجاهلتم أنكم أنتم أنفسكم أكبر دمار لشعوبكم, وأكبر مؤامرة على استقراركم, وأعظم مصيبة لأمننا و لأمنكم.
كنا ننتظر أن تخرج علينا أيها الزعيم السوري, وكما تتقن الفلسفة التي ملؤها تفاهة, فتقول لنا بأنك أمرت باعتقال و حبس المجموعة القذرة من جنودك و عبيدك الذين أجبروا أحد المساكين من أبناء شعبك على الكفر البواح وعلى أن يقول: ” لا إله إلا ….”! كنا على أحر من الجمر ننتظر أن يُحاكم هؤلاء و تنتصر أنت لله وأن تعلن براءة ذمتك ممن يُغالى في حبك لجهة الكفر و على حساب الولاء لله و قانون التوحيد.
كنت شخصياً و مثلى كل الأمة نتمنى عليك و منك ذلك, وفوجئنا جميعاً بعدها بدعوتك إلى مائدة الإفطار الرمضانية نخبة و جمع غفير من العلماء و الدعاة و الأئمة و المشايخ “ الذين سامحهم الله لبوا دعوتك الرخيصة ” , لتستمر في غيك, ولتعاود حديثك المقرف و خطابك الببغائى المهين عن الإصلاح و المؤامرة, و لم يدفعك كبرياؤك و استعلاؤك على الله أن تتأسف على ما فعل جنودك و كنت أظن أن هذا هدف دعوتك, بئس الخطيب والقائد أنت!
لعلى لا أستغرب أن الاستكبار و العلو في الأرض و إنكار وجود الخالق آفة المتكبرين و الطغاة و المجرمين و التي كانت سبباً رئيسياً في دمارهم, فمن فرعون الذي قال: ” أنا ربكم الأعلى “, إلى من أمر أبناء شعبك من جندك بالتطاول على الله و قول : ” لا إله إلا ….”! ” تعالى الله عما يصفون “.
ولعلى لا أستغرب من توحيد الطغاة و الإيمان بربهم في رمقهم الأخير و بعد فوات الأوان, فذاك فرعون يقول: ” آمنت برب موسى الذي آمنت به بنو إسرائيل “, حتى أنه لم يذكر كلمة الله! استعلائاً و استكباراً فنجاه الله ببدنه ليكون لمن خلفه آية, و ليس عجبا أن نرى صدام حسين في آخر أيام حكمه ينادى بأن الحرب بين الرحمن و الشيطان, بين الإسلام و الكفر, وأن يكتب على العلم العراقي ” الله أكبر “! عجبنا أن تشبث بالقرآن في المحكمة طوال فترة الحكم عليه و لم يحكم بما أنزل الله فترة أن كان الحكم في العراق كله له! بغض النظر عن موقفنا الواضح و البيِن فيما يخص العراق وأن جحافل الطغاة احتلوها وجاء عملاؤهم على ظهر الدبابات الأمريكية ليحكموا الشعب العراقي الأبي, وأن صدام حسين وقف يدافع عن العراق و عن كرامة الأمة, وصمد في وجههم إلى آخر أيامه, و ها هم أبناء الفرعون –لا بارك الله فيه –يمسكون المصاحف و هم يُحاكمون, و ليس غريباً على من دمر الدين و الشريعة في ليبيا أن يتحدث عن ثورة الشعب ضده بأنها حرب بين الصليبية و الإسلام! فيما نسى قوله بأنه يخوض حرباً ضد القاعدة. أسخط الله ليُرضِىَ أمريكا و أوروبا, فسخط الله عليه و أسخط عليه الناس! كما الحال مع الرئيس اليمنى وفزاعة القاعدة ليبقى على كرسي حكمه حتى يموت وحتى يعود باليمن مئة عام أخرى إلى الوراء.
واعجباه! أيها الطغاة المتكبرون المتجبرون المتغطرسون المجرمون… أراكم كالمجانين تخاطبون نفراً ممن لا يسمع و لا يرى! لك أن تتصور أيها القارئ الكريم خطاب ” المجنون ” , ” لمن لا يسمع “!!! نعم إنه خطاب الرمق الأخير لقوم أذلهم الله بعدما أرادوا العزة من دونه, خطاب من أضله الله على علم, خطاب من أعلن الحرب على الله و بيوته في الأرض, خطاب المسحوبون من أعقابهم عن عروشهم النتنة التي قامت على جماجم الشعوب ورويت من دماء الثكالى و المحرومين.
أيها الطغاة… لا تلوحوا لنا بالفتنة بين الأديان و الأشياع و الطوائف و الأتباع! إننا أمة تحب بعضها, وشعوبا تحترم نفسها, بغض النظر من فينا مسلم أو مسيحي, مَن سني و مَن شيعي, و لكم أن تعتبروا من ميدان التحرير بمصر عندما كان يصلى ثوار المسلمين فيحميهم شرفاء المسيحيين! وعليكم أن تكفوا من الحديث عن القاعدة لأنكم أنتم و ضعفكم و تهاونكم في قضايا الأمة و لا سيما القضية الفلسطينية,
وخيانتكم الوضيعة لها قد دفع بالشباب الثائر ودون تعقل ليأخذ بزمام المبادرة و يحاول أن يؤذى أمريكا وأوروبا بما يستطيع بعدما جاء بهم حكام الأمة إلى أرض الجزيرة العربية ليحافظوا لهم على عروشهم و يحرسوا لهم كراسيهم! وعلينا أن نبرهن بأن التدخل الإيراني اللاموفق في ثورة الشعب البحريني الكريم حرفها قليلاً عن مسارها و أفرغها بالكاد من مضمونها و أفقدها شيئاً من مصداقيتها, مما دفع بحكومة البحرين لتنتهز الفرصة متذرعة بذلك فتحرف البوصلة و تخلط الأوراق.
وخيانتكم الوضيعة لها قد دفع بالشباب الثائر ودون تعقل ليأخذ بزمام المبادرة و يحاول أن يؤذى أمريكا وأوروبا بما يستطيع بعدما جاء بهم حكام الأمة إلى أرض الجزيرة العربية ليحافظوا لهم على عروشهم و يحرسوا لهم كراسيهم! وعلينا أن نبرهن بأن التدخل الإيراني اللاموفق في ثورة الشعب البحريني الكريم حرفها قليلاً عن مسارها و أفرغها بالكاد من مضمونها و أفقدها شيئاً من مصداقيتها, مما دفع بحكومة البحرين لتنتهز الفرصة متذرعة بذلك فتحرف البوصلة و تخلط الأوراق.
أيها المستكبرون… إنا نُشهد الله بأنه هو مولانا و لا مولى لكم, بأنه تبارك وتعالى غايتنا و لا غاية لكم, بأن الرسول قدوتنا و قدوتكم هو سفيهكم, بأن القرآن دستورنا و غثاء فلاسفتكم هو دستوركم, بأن الجهاد سبيلنا و قتل الشعوب هو سبيلكم, بأن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا بينما الموت في سبيل الكرسي أسمى أمانيكم.
يا أصحاب العلو في الأرض و الإلحاد… إن معركة الوجود هي بين الحق و الباطل, و دائماً انتصر و ينتصر و سينتصر الحق بإذنه تعالى, رغم قلة عدده و عتاده, وبأن الباطل دائماً المهزوم رغم بطشه و علوه و جبروته.
يا عبيد الطاغوت, أرباب إبليس… إنكم لا تقرؤن التاريخ لأنكم تعلمون أنكم جزء قبيح من كلماته, وصفحة سوداء مظلمة من صفحاته.
أيها الأزلام… لقد فات الأوان و أصبحتم تحكمون في الوقت الضائع, و لأنكم لاعبون ضعفاء أمام مطالب شعوبكم الشرعية و العادلة فلن تفوزوا أبداً, وحرى بكم أن تبحثوا عن مخرج غير مكلف لكم دون إبطاء أو تسويف, لأنكم كلما فوتم الفرصة و تشبثتم بكراسيكم أكثر, و سفكتم من دماء الأبرياء الأتقياء أكثر, كلما استحال خروجكم وصعب الصفح عن إجرامكم.
يا حثالة الزعماء… لقد حكمتم في الأرض بما أغضب الله, فلا صلاة أقمتم! و لا زكاة آتيتم! ولا بمعروف أمرتم! أو عن منكر نهيتم! فمن الطبيعي أن يحرك الله عز و جل الشعوب فينتزع منكم المُلك انتزاعاً. ولأنه كما تكونوا يُولَى عليكم, ولأن الله قد مَنَ علينا بأن ردنا نحن الشعوب إلى دينه رداً جميلاً, فتذوقنا حلاوة الإيمان, وتنسمنا عبير الأوطان فلن نرضَ بأن تتولوا حكمنا أبداً! لن نقبل بذلك حتى لو سُحِقنا عن بكرة أبينا. إن الله عز و جل , وبفضله و مِنَتِه قد نزع ثوب الخوف فينا, و ألبسنا-نحن الشعوب-ثياب العزة, فسَكَنا ميادين الصالحينَ, فلن نعود إلا بهزيمتكم, ولن نرضَ بغير الدوس على رقابكم أجمعينَ!
أيها المجرمون… أءلةٌ مع الله!؟ ” تعالى الله عما تصفون “!!!
د/ أحمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة - فلسطين
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة - فلسطين
31 آب -أغسطس 2011
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية