أبو جابر: رعاية مصر الثورة للحوار الفلسطيني يعطي بارقة تفاؤل
عبر المحلل السياسي البروفيسور "إبراهيم أبو جابر" عن تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى حلول لجميع الملفات التي يجري بحثها في جلسات الحوار الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة.
ورأى أبو جابر في حوار معه أن وقوف القيادة المصرية الجديدة ورعايتها للحوار الفلسطيني، يعطي بارقة تفاؤل إضافية، خاصة وأن النظام المصري السابق كان يعمل على تعطيل التوصل إلى المصالحة.
واعتبر أن انتصار المقاومة في الحرب الأخيرة على غزة، وكذلك الإنجاز الدبلوماسي لفلسطين والذي تحقق في الأمم المتحدة قبل شهرين، كان لهما دور هام في دفع عجلة المصالحة إلى الأمام.
وفيما يلي نص اللقاء مع البروفيسور أبو جابر:
- كيف تنظر إلى سير الحوار الفلسطيني في القاهرة هذه الأيام؟
أبو جابر: الحقيقة أنني متفائل تفاؤلًا حذرًا، خاصة وأن الطرفين جلسوا كثيرًا في السابق، ووقعوا اتفاقات، ولكنها لم تر النور. أنا متفائل بوجود (مصر ما بعد الثورة) ووقوف القيادة المصرية الجديدة ورعايتها لجلسات الحوار، ويمكن أن تكون هناك ضمانات مصرية أو حلول وسط من أجل التوصل إلى تطبيق فعلي للمصالحة على الأرض. النظام المصري السابق برئاسة مبارك كان يعمل ضد المصالحة خوفًا من تقوية التيار الإسلامي وسيطرته على الأوضاع في غزة وانتقاله إلى مصر وبالتالي تغيير نظام الحكم هناك.
نأمل أن تكون النوايا صادقة هذه المرة، وأن يتم تطبيق الاتفاق وأن نرى خطوات فعلية على الأرض، من أجل طي صفحة الانقسام السوداء إلى الأبد، وزيارة رئيس السلطة محمود عباس المتوقعة لغزة -إذا تحققت- ستكون مؤشرًا كبيرًا على أن الأمور تسير بالشكل الصحيح باتجاه تحقيق المصالحة.
- برأيك ما هي العوامل التي ساعدت في توفير المناخ المناسب للمصالحة؟
أبو جابر: أعتقد أن الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة، والانتصار الدبلوماسي الذي حققته فلسطين في الأمم المتحدة قبل شهرين، كلاهما ساهما في إيجاد نوع من التعادل بين غزة والضفة، وهذا التعادل أوجد أرضية للتقارب والمصالحة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها السلطة الفلسطينية في الضفة، بالإضافة إلى انسداد الأفق السياسي ووصول السلطة إلى مرحلة الإفلاس من إمكانية التوصل إلى حل سياسي مع "إسرائيل"، واعتقد أن نتائج اجتماع القمة في الرياض وتقديم السعودية مبلغ 100 مليون دولار هي قيمة التزاماتها لشبكة الأمان العربية، قد يشجع السلطة في الضفة على المضي في المصالحة.
- من خلال متابعتك لتقدم جهود المصالحة وجلسات الحوار، كيف تقيّم سير الأمور؟
أبو جابر: أعتقد أن كل الملفات المختلف عليها قد تم تذليلها وإيجاد حلول لها، باستثناء الملف الأمني الذي يعتبر أكثر الملفات تعقيدًا ويحتاج إلى مزيد من الحوار لإيجاد حلول وسط، وأنا متفائل لأن القيادة المصرية تسلمت هذا الملف وتعمل على إيجاد حلول له.
- أثارت الزيارات الرسمية لشخصيات عربية وإسلامية لغزة انتقادات من جانب السلطة في الضفة، هل ترى أن مثل هذه الزيارات تعرقل المصالحة؟
أبو جابر: أنا أرى أن الزيارات الرسمية لغزة أصبحت نوعًا من أنواع التضامن والتأييد لغزة، وليس لإعطاء شرعية لطرف على حساب طرف آخر، وبالتالي فلا داعي للتخوف من هذه الزيارات، وآمل أن يتم التعامل معها من هذا المنظور وعدم استخدامها مبررًا للخلاف.
عن المركز الفلسطيني للاعلام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية