أبومحفوظ: الاحتلال سيواجه "تسونامي" إسلامي إذا هدم الأقصى

الثلاثاء 04 نوفمبر 2014

أبومحفوظ: الاحتلال سيواجه "تسونامي" إسلامي إذا هدم الأقصى

- "أوسلو" و"وادي عربة" ألقتا بالقدس من الشباك

- الوصاية الأردنية تحولت إلى وصاية شرفية

 - مضى من عمر"إسرائيل" 66 سنة ولن تعيش عشرية أخرى


"لن يستطيعوا شطب إرادة ملياري مسلم، فالشعوب إذا شعرت أنها أهينت في قبلتها وكعبتها الأولى، فسيكون الطوفان "تسونامي"، وقد مضى من عمر"إسرائيل" (66) سنة شمسية ولن تعيش عشرية أخرى، أما الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى فهي شرفية لا ترتقي إلى المأمول.. تحدث بألم عن اقتحامات المسجد الأقصى اليومية، ووصفها بأصعب المراحل منذ احتلال فلسطين، قالها بصراحة، إن الأقصى تعدى مرحلة الخطر إلى الخطر الشديد، وبحنق وغصة، اعتبر معاهدتي "أوسلو" و"وادي عربة" ألقت بالقدس من الشباك".

 القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سعود أبو محفوظ، الذي رهن جل وقته ينافح ويدافع عن الأقصى، ويعتبرها مسؤولية ثقيلة أن يرتبط اسمه بالمسجد الأقصى، كان لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" في عمان، وفي ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر وتهديدات، حواراً خاصاً، تطرق من خلاله للعديد من القضايا والمحاور.

 وبلغة الأرقام، كشف أبو محفوظ، أن الصهاينة استخدموا (33) وسيلة لاستهداف المسجد الأقصى، بالإضافة إلى (55) ألف حاخام ليس لهم أجندة سوى الهيكل، ناهيك عن (27) تنظيما متطرفا.

 الأقصى تجاوز مرحلة الخطر

أبو محفوظ يلخص مضمون المقابلة من البداية، فيقول: "باختصار، يريدون دولة يهودية صرفة وعاصمة يهودية خالصة بلا إسلام ومسلمين، والمضاد الحيوي لوجودهم هو المسجد الأقصى المبارك".

 ويشرع بتوطئة تاريخية، "دولة الكيان الصهيوني قامت لهدف إقامة الهيكل، ولا يوجد يهودي على وجهه الأرض، محتل أو غير محتل، إلا ويتفق معهم، بالرغم أنه لا يوجد في التواراة والتلمود أي ذكر للهيكل المزعوم، إنما هي أساطير استحلوها ووظفوها، وهم يسعون لتكوين أثري مزور يريدون من خلاله السيادة على المكان، وإيجاد موطئ قدم ليحولوا الطارئ إلى دائم، فهم بعد (66) عاماً من احتلالهم يعتبرون أنفسهم طارئين".

 وعن أسباب تصعيد الاحتلال لانتهاكاته ضد الأقصى ومدى منهجية خطواته، يقول الخبير المقدسي، "استخدم الصهاينة (33) وسيلة لاستهداف المسجد الأقصى، كالاستيطان الذي يعتبر سلاح إستراتيجي، والحفريات، ناهيك عن استهداف الإنسان والأرض والهوية، وهناك (55) ألف حاخام ليس لهم أجندة سوى الهيكل، بالإضافة إلى (27) تنظيما متطرفا".

 ويرى أن ما أسماه التحالف الصليبي الصهيوني العربي، "أغرى نتنياهو لخوض معركة القدس بعد حرب غزة، بسبب حالة التشظي العربي، والهزال في مواقف الدفاع عن الأقصى ما سمح للاحتلال بالتمادي".

ويضيف: "العرب الرسميون يتعاطون مع القدس بشكل رسمي، دون أي مضمون، فليس لهم أي إستراتيجيات أو سياسات، فالسلطة الفلسطينية تنظر إلى القدس باعتبارها عبء يعيق مسار التفاوض". 

 ويحذر أبو محفوظ: "الأقصى الآن ليس في خطر، ولا في عين الخطر، بل هو تعدى مراحل ما بعد الخطر الشديد، وإذا مس المسجد مكروه فستكون الأمور مفتوحة مع الاحتلال، ولا حصانة لأحد، والعالم كله سيدخل في مرحلة خطرة جداً".

 "بالنسبة لليهود هذا الوقت والزمان المناسب للانقضاض على المسجد الأقصى"، بحسب أبو محفوظ، الذي اعتبره آخر عنصر قوة للمسلمين.

"هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مر بها الأقصى منذ احتلال فلسطين، وأنا لا أثق بالأنظمة الرسمية أن تفعل شيئاً، في رده عن مدى ثقته بالأنظمة العربية، ويضيف القيادي الإسلامي: "ولكني أثق بالشعوب وبالمرابطين".

ويتابع: "بتقديري إن اليهود مخطئون، فنحن لا نتعامل مع القدس كمدينة، فهي عقيدة، ولا يتعامل المسلمون مع المسجد كمبنى، بل هو آية في القرآن، وإذا شعرت الشعوب أنها أهينت أو امتهنت في قبلتها وكعبتها الأولى، فسيكون الطوفان "تسونامي"، ولن يستطيع اليهود (6 ملايين) أن يشطبوا إرادة (2 مليار) مسلم.

 الدور الأردني

"أشعر أن اتفاقيتي "أوسلو" و"وادي عربة" ألقتا القدس من الشباك، وأسستا لعدم عودة اللاجئين ولضياع الأقصى"، ويتابع أبو محفوظ: "لدى الأردن آلاف أوراق القوة للضغط على الاحتلال الصهيوني، فلتضع الحكومة يدها بيد الشعب للعمل سوياً، فستعجز الاحتلال، الذي هو أوهن من بيت العنكبوت".

وعن الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس، يقول: "الوصاية الأردنية تحولت إلى وصاية شرفية، لا تدفع ولا تمنع".

وينتقد الخبير المقدسي دور حكومة بلاده، ويعتبرها الأقرب إلى قلب العدو الصهيوني، فهي تقدم تسهيلات وتتعاون معه في مجالات شتى، والسفارة الصهيونية في عمان أغلى سفارة على قلب الحكومة، "يمس المسجد الأقصى ولا تمس سفارة الكيان".

ويتابع بحنق: "تشرف عمان على تدريب أجهزة السلطة الأمنية، التي تقمع المظاهرات المناصرة للأقصى"، ويطالب حكومة بلاده بفعل حقيقي على الأرض، خاصة أنها مدعومة بشعب يجمع على أن أولويته القصوى هي المسجد الأقصى.

 كارثة في الأقصى

يقول أبو محفوظ، سألت صحفياً مقدسياً، لماذا تجرأ الصهاينة على الانقلاب على سياساتهم المستقرة، كانوا مثلاً لا يعتدون على النساء، والآن يعتدون على المساجد والنساء وكبار السن، سحبوا الواعظة الجليلة الحافظة عبير زياد من شعرها وهي تهتف، وعروها من حجابها وجلبابها، فأجابني: "التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بدأ فعلياً، وبعد مجزرة رابعة- في إشارة  إلى ما حدث أثناء فض اعتصام مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي، تجرأوا علينا، ولم يعد لدينا حرمة، ولم يعد للأقصى حامي، والسلطة نجحت في سلب الشعب الفلسطيني من كل أدوات الردع، فالأقصى لأول مرة مكشوف بلا رادع أو مقاومة من أي نوع، إلا بضع نساء".

وعن حال المسجد الأقصى، يوضح أبو محفوظ: "موظفو الأوقاف بالمئات، ولكن التعليمات لديهم بعدم المواجهة، وعدم التدخل، أما حراس المسجد الأقصى فهناك حارس واحد لكل 25 دونما، ويتساءل: "ماذا يستطيع أن يفعل أمام القوات الصهيونية المدججة بالسلاح؟".

ويقول التقسيم الزماني والمكاني بدأ فعليا، مستشهدا: "انخفض عدد المصلين في المسجد الأقصى إلى أقل من العشرة، وتم تسليم وزارة الأوقاف والخارجية الأردنية إخطارات واضحة يمنع فيها دخول المسلمين للمسجد بساعات محددة".

ويطالب القيادي المقدسي بإشاعة ما أسماه "حرب القدس الثقافية"، ويوضح: "القدس سرقت معرفيا، والمطلوب إشاعة حرب القدس الثقافية، وهناك ثلاثة مراحل (عاطفة، علم، عمل) يجب أن تتوجه العواطف باتجاه المسجد الأقصى، ثم بعد ذلك يجب أن ننقلها علماً، ثم عملاً ".

هدم الأقصى ودور الشعوب

يقول أبو محفوظ: إن مخططات الاحتلال تهدف إلى شطب "كنس" الأقصى من الوجود وليس هدمه فقط، ولكنه يستدرك: "الأمة أكبر من أن تبتلع، والعقائد لا تستأصل والشعب الفلسطيني ودول الطوق (الأردن ومصر والشام) لا قضية لها سوى القدس، فهي الوقود اللازم الذي يعطي الأمة فرصة الاشتعال".
 
ويؤكد: "إذا مس الأقصى ستشتعل الأمور بدون أي مقدمات، كما حدث عندما اقتحم شارون المسجد عام 2000، واشتعلت الانتفاضة الثانية في فلسطين".
"إسرائيل" تلعب بالنار، وبثقة العارف يقول: "مضى من عمرها 66 سنة شمسية، ولن تعيش عشرية أخرى، لأنها تجبرت وأصبحت تمس العصب الحي للأمة، الذي يمثله المسجد الأقصى".

وعن إغلاق المسجد الأقصى: يتحدث بألم "لأول مرة يتجرأ الاحتلال ويغلق المسجد الأقصى، الذي لم يغلق منذ (827) عاما، وما كان يحدث سابقاً إغلاق جزئي، فللمسجد (14) بابا، (4) بيد الاحتلال مغلقة دائما، و(7) تفتح ثلاث مرات، و(3) تفتح بالخمس صلوات.

"ولكن أن يتجرأ الاحتلال على إغلاق الكعبة الأولى"، يوجه حديثه لشيوخ الحرمين، متسائلا: "ما مصير المسجد الثاني ترتيباً والثالث الذي تشد إليه الرحال في اهتماماتكم وتوجيهاتكم، وهل يجوز أن نتنازل عن حق الأمة الثابث بالقدس، أين صوتكم؟".

الحركة الإسلامية بالأردن

وعن دور الحركة الإسلامية بالأردن والشعوب، يقول: "نفذ الإخوان المسلمون عددا كبيرا من الفعاليات نصرة للأقصى، في جميع أنحاء البلاد، والجامعات والنقابات".
 
ويوضح، من أجل غزة خرجت أكثر من (1070) فعالية في الأردن، وغزة ليست أقدس من القدس، فلسطين هي القدس، فالأمة والشعوب تخزن، والانفجار له لحظة حرجة، والمسجد الأقصى هو الصاعق، وبعض عقلاء اليهود يدركون ذلك، ويعرفون أن "إسرائيل" مشروع خاطئ في مكان رافض في محيط رافض".

وفي معرض حديثه عن دور الحركات بالدفاع عن الأقصى، انتقد القوى السياسية اليسارية والقومية، والتي اعتبر أنها ليس من أدبياتها ولا أولوياتها قضية المسجد الأقصى.

ويختم القيادي الإسلامي حديثه بتوجيه نصيحة للشعوب، ويطالبهم بتدشين حملة لاسترداد القدس ثقافياً، فالقدس سرقت معرفيا، بحسب أبو محفوظ، الذي يدعو: "إلى نشر الثقافة المقدسية، وتحذير الشعوب من المخاطر المحدقة بالقدس، والنزول إلى الشارع، وإلى صفع الغفلة التي استبدت في شرائح واسعة من المجتمعات العربية والإسلامية، فلا يعقل أن تجمع (112) دولة على إقامة الهيكل مكان الأقصى، ونحن ننشغل بتفاصيل التفاصيل، فالمسجد الأقصى لا يحتاج إلى شروحات".

 وناشد الأمة أن لا تقدم على القدس قضية، وأن لا تنشغل عنها بأولوية، فالقدس أولاً وآخراً بهذه المرحلة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية