أتعِب مَن بعدك ولن تندم!
يومًا بكى عمر بن الخطاب وقال: (أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)، وفي ميادين العطاء تلك التي ترتبط بالسير في مدارج الصاعدين إلى السماء يومًا، ميادين العمل والبذل وخدمة الآخرين سواء كانوا طلابًا أو مجتمعًا عامًا؛ تصلح هذه الكلمات لتكون شعارًا فرديًا وجماعيًا نتنافس فيه نحو أفراح الآخرة، ونطرح من قاموسنا عداوة المنافسين، ونجمع له طاقات قلوبنا ونور إراداتنا؛ لنحيل الواقع إلى الصورة التي نرجوها مهما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.
أخي/ أختي:
ما يضيرك بذل المزيد من الجهد، إن أعملت فكرك وأخرجت الأفكار، وإن سهرت في الإعداد، وإن اجتهدت في التنفيذ والنشر والتطبيق، وإن نافست ببراعة ولم تكسل، إن لم تسوِّف ولم تستسلم للخوف والتردد، وما يضيرك إن اقتحمت وأبحرت في غمار عُمرك بسفينة الإيمان مجدفًا بالعمل الصالح، لا شيء!
مراحل العمر التي تطويك فتجد نفسك بعد طيها ترقبُ فيها وقتك ما فعلت فيه، وثغراتك التي فاتتك، ومشاكسات الخلان، وبعض ضيق الصدر والكدر، ولحظات لم تقدم فيها شيئًا، كما قد يصرفها غيرك في الحقد والتأليب والبطالة والتثبيط واليأس؛ حين ترقبها ستجد في نفسك سيلًا من أُمنيات وددت لو يعود بك العمر فقط لتحسن فيها عملًا!
أتعِب مَن يأتي بعدك: ولمَ لا؟
قدم أفضل ما تستطيع، وانجح في إيجاد البديل، وأبدع في الخروج من المآزق، المهم أن تنفذ ما اعتمل في صدرك مما قد يترك أثرًا، أثراً ليس لاسمك أنت بل لفكرة تحملها تسري في عروقك وتستحق أن تنبض بها عروق وجهك وليونة مصافحتك وحضور همتك الدائم.
أتعِب مَن بعدك؛ فإن لم تأتِ بأفضل مما جاء به مَن سبقك؛ فقل لي: ماذا قد قدمت؟
أتعِب مَن بعدك؛ فإن الفرصة التي تأتيك قد لا تتكرر، ونحن قوم نقطع طول الأمل بسيف العمل الجاد، وقد قدر الله أن تدور الأيام لتعودوا لريادة مجالس الطلبة؛ فاحذروا أن يمر يوم دون عطاء، دون عمل، دون بصمة تبقى ما شاء الله لها أن تبقى.
قدر الله أن يستعملكم وكنتم تتمنون ذلك؛ فلا تكونوا أقل مما يرضي الله عنكم، وكلٌ في موقعه في لجنة أو مؤتمر أو في ساحة الجامعة؛ يملك أن يقدم بصمة، يملك أن يقدم بين يدي الله عملًا يشهد له في دنياه وآخرته، فأقرضوا الله قرضًا حسنًا من جهودكم وأوقاتكم وكل ما تملكون، وإنها لتجارة مع الله، وإنها لتجارة رابحة، وإنكم من قوم أقدامهم على الأرض ثابتة، وأرواحهم في السماء سابحة، بذلهم سعادة، وقرار يقينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ولن تندم؛ فإن الزمان الذي يمر بعد عطاء سيمنحك القدرة لترى هل أحسنت أم قصرت، ولأن ما تقوم به اليوم يعبد الطريق للسائرين من خلفك، فيبقى لك فضل السبق والبداية فلا تجعل منحنى إنجازاتك متعرجًا واجعله مستقيمًا صاعدًا، ولا تنسَ أنك نور في شعاع الفكرة المتصل، ولبِنة في بناء، وأن هذا التاريخ يُبنى حجرًا حجرًا وجيل يُكمل بناء آخر، فاجعلوا روايتكم جميلة نشتم أريجها حيثما ولّينا وجوهنا.
فقط أتعِب مَن بعدك ولن تندم، أتعبي مَن بعدكِ ولن تندمي
إسراء خضر لافي
يومًا بكى عمر بن الخطاب وقال: (أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)، وفي ميادين العطاء تلك التي ترتبط بالسير في مدارج الصاعدين إلى السماء يومًا، ميادين العمل والبذل وخدمة الآخرين سواء كانوا طلابًا أو مجتمعًا عامًا؛ تصلح هذه الكلمات لتكون شعارًا فرديًا وجماعيًا نتنافس فيه نحو أفراح الآخرة، ونطرح من قاموسنا عداوة المنافسين، ونجمع له طاقات قلوبنا ونور إراداتنا؛ لنحيل الواقع إلى الصورة التي نرجوها مهما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.
أخي/ أختي:
ما يضيرك بذل المزيد من الجهد، إن أعملت فكرك وأخرجت الأفكار، وإن سهرت في الإعداد، وإن اجتهدت في التنفيذ والنشر والتطبيق، وإن نافست ببراعة ولم تكسل، إن لم تسوِّف ولم تستسلم للخوف والتردد، وما يضيرك إن اقتحمت وأبحرت في غمار عُمرك بسفينة الإيمان مجدفًا بالعمل الصالح، لا شيء!
مراحل العمر التي تطويك فتجد نفسك بعد طيها ترقبُ فيها وقتك ما فعلت فيه، وثغراتك التي فاتتك، ومشاكسات الخلان، وبعض ضيق الصدر والكدر، ولحظات لم تقدم فيها شيئًا، كما قد يصرفها غيرك في الحقد والتأليب والبطالة والتثبيط واليأس؛ حين ترقبها ستجد في نفسك سيلًا من أُمنيات وددت لو يعود بك العمر فقط لتحسن فيها عملًا!
أتعِب مَن يأتي بعدك: ولمَ لا؟
قدم أفضل ما تستطيع، وانجح في إيجاد البديل، وأبدع في الخروج من المآزق، المهم أن تنفذ ما اعتمل في صدرك مما قد يترك أثرًا، أثراً ليس لاسمك أنت بل لفكرة تحملها تسري في عروقك وتستحق أن تنبض بها عروق وجهك وليونة مصافحتك وحضور همتك الدائم.
أتعِب مَن بعدك؛ فإن لم تأتِ بأفضل مما جاء به مَن سبقك؛ فقل لي: ماذا قد قدمت؟
أتعِب مَن بعدك؛ فإن الفرصة التي تأتيك قد لا تتكرر، ونحن قوم نقطع طول الأمل بسيف العمل الجاد، وقد قدر الله أن تدور الأيام لتعودوا لريادة مجالس الطلبة؛ فاحذروا أن يمر يوم دون عطاء، دون عمل، دون بصمة تبقى ما شاء الله لها أن تبقى.
قدر الله أن يستعملكم وكنتم تتمنون ذلك؛ فلا تكونوا أقل مما يرضي الله عنكم، وكلٌ في موقعه في لجنة أو مؤتمر أو في ساحة الجامعة؛ يملك أن يقدم بصمة، يملك أن يقدم بين يدي الله عملًا يشهد له في دنياه وآخرته، فأقرضوا الله قرضًا حسنًا من جهودكم وأوقاتكم وكل ما تملكون، وإنها لتجارة مع الله، وإنها لتجارة رابحة، وإنكم من قوم أقدامهم على الأرض ثابتة، وأرواحهم في السماء سابحة، بذلهم سعادة، وقرار يقينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ولن تندم؛ فإن الزمان الذي يمر بعد عطاء سيمنحك القدرة لترى هل أحسنت أم قصرت، ولأن ما تقوم به اليوم يعبد الطريق للسائرين من خلفك، فيبقى لك فضل السبق والبداية فلا تجعل منحنى إنجازاتك متعرجًا واجعله مستقيمًا صاعدًا، ولا تنسَ أنك نور في شعاع الفكرة المتصل، ولبِنة في بناء، وأن هذا التاريخ يُبنى حجرًا حجرًا وجيل يُكمل بناء آخر، فاجعلوا روايتكم جميلة نشتم أريجها حيثما ولّينا وجوهنا.
فقط أتعِب مَن بعدك ولن تندم، أتعبي مَن بعدكِ ولن تندمي
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية