أحاديث جارحة في العيد
د. عطا الله أبو السبح
أولاً: كل عام وأنتم بخير قبل العيد ومع العيد وبعده.
ثانيا: لم أك أدري لماذا أخذ يلح علي منذ صباح العيد ما قاله المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟
ثانيا: لم أك أدري لماذا أخذ يلح علي منذ صباح العيد ما قاله المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟
حتى استمعت إلى ابني يدندن بأبيات أمل دنقل:
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟ بما مضى أم لأرضي فيك تهويد ؟
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟ بما مضى أم لأرضي فيك تهويد ؟
وأما ثالثا: فقد أجابت جلسات العيد على ما لم أك أدريه، ففي معظم البيوت التي دخلتها كانت الحوارات تبدأ هادئة وما أن تمر دقيقة إلى خمس على الأكثر حتى تتصاعد الأصوات التي تتقاطع بسكاكين التشكيك والظنون والطعن، غير المدعومة بدليل واحد يحسم الخلاف في أي مسألة، والتي يسهل تفنيدها إن وجد الدليل...
ولقد كان أبرزها يدور حول شخصيات اعتبارية معروفة وقيادية سواء في الحكومة أو حركة حماس، وتتمحور حول شراء أراض وبنايات وفساد مالي وإداري، وكانت تتسم بالجرأة اللافتة في طرح الأسماء وذكر المساحات والأرقام وتفاصيل الممارسات والتي كانت تنتهي دائما إلى (قالوا.. ) أو (سمعت.. ) وكأن هناك من يعنيه جدا أن يلقي بحجارة في برك راكدة لتنتشر على سطحها دوائر لا تنتهي أبدا، وأما الناظر فلا يرى الحجر بعد أن غاص في القاع، ولقد أذهلتني سيدة فاضلة وصلت إلى بيتها بعد وصولي لعيادة زوجها والتعييد عليهم، كانت شاحبة منفعلة.. لماذا هذا الانفعال؟ أجابت كنت في اشتباك (حوار) مع ركاب السيارة.. يتهمون فلانا وفلانا بالسرقة والنهب!! وأيضا ..
إن المتهمين شخصيات قيادية لها وزن ومن الصف الأول.. وما الذي تسلحت به في ردها (اتقوا الله .. حرام عليكو..) ثم نبهت إلى خطورة ما يتحدثون به عليهم يوم القيامة !! ثم سرد شذرات من جهاد هؤلاء( حسب علمها وثقافتها ) الأمر الذي قوبل بالسخرية والأصوات المتداخلة المتشابكة التي غطت على صوتها وعلى خطابها الوعظي، وحاولت أن ترد .. لكن الصراخ كان قد حسم الحوار كما حسمه وصول السيارة إلى جانب منزلها ، فنزلت وهي تتميز غيظا وقهراً!! سردت ما قيل وما يقال ثم طلبت باعتراف بالعجز( ردوا عليهم) بالبينة والدليل والوثيقة .. اجمعوا الوجهاء ومديري المدارس ورموز العمل الوطني !!
حاوروهم، واطلبوا الأدلة ممن يتهمكم بتحدٍ، أنتم - كما تقولون -أبرياء- وأيديكم طاهرة ، ولكن سيل الاتهامات طاغٍ يكاد يدمغكم- في عقول العامة-بالخيانة، ويصرف الناس من حولكم، هناك ماكنة هائلة تنتج كل يوم إشاعة ، وتستهدف كل يوم شخصا جديدا ، بل شخصيات، وتشتد كلما كانت الشخصية هامة ، وذات مركز كبير !! انفعلت وهي تردد.. وقاحة.. وقاحة..
ثم قالت بصوت مختنق بالبكاء هناك بيوت فيها من شبابكم يكثرون من الشتم والسب والطعن والتشكيك في قيادتهم!! وبعد سؤال وآخر وثالث تكتشف أن الكراهية والحسد وراء ذلك، والتي صنعتها الترقيات الأخيرة والتي لم يكن (للشاب) نصيب فيها.. فانبرى يردد ما يقرأ في مواقع النت.. وللأسف هناك عجز ظاهر في المعالجة ، وقد تعجبت من هذه الردود ( دع الكلاب تعوي والقافلة تسير ) رجعت إلى بيتي عند الغروب ، وإذا بالحوار هو الحوار والتشكيك هو التشكيك والطعن هو الطعن من كثير من زواري ( المشفقين ) الباحثين عن الحقيقة .. تحدثت وتحدثت وإلى ساعات متأخرة من الليل بما تحدثت به تلك السيدة الفاضلة ، مع كل مما أعلم وهو أقل ما يمكن به الإقناع!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية