أخرجوا هذا الرجل من قريتكم
بقلم: مصطفى الصواف
لم يعد هناك كثير وقت للانتظار أكثر مما انتظر الشعب الفلسطيني على محمود عباس وزمرته التي لم تعد مؤتمنة على الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته بعد هذه الفضيحة المجلجلة بالعار، التي أقدمت عليها سلطة رام الله، وسحبت تقرير جولدستون من مجلس حقوق الإنسان لتبرئة المجرمين الصهاينة من دم الشعب الفلسطيني ومنع إدانتهم وتقديمهم للعدالة
.لقد صبر الشعب الفلسطيني على المفرطين بحقوقه كثيرا وكان الأولى أن يُخرج هذا الشعب العريق هذا الرجل من فلسطين ويطرده إلى حيث يحب، أحضان أمريكا و(إسرائيل)، ليس من اليوم ولكن منذ الفضيحة العلنية الأولى التي بدأها في اتفاق أوسلو السري الذي باع الوطن وتنازل عنه ليهود، ولكن صبر الشعب عليه جعله يتمادى في غيه، وفي تنازلاته وبيعه لدماء الشعب الفلسطيني، واستمر في مؤامراته حتى على ولي نعمته ياسر عرفات وكُره له حتى التآمر، ولعل البعض ظن أن فاروق القدومي عندما اتهم عباس بأنه واحد ممن شارك في قتل عرفات مع الإسرائيليين، أن القدومي كان ثملا عندما قال ما قال، أو انه أصيب بداء الخرف، ولكنه كان في كامل قواه العقلية والبدنية وفي حالة عالية من الحضور الذهني غير مسبوقة أو معهودة من القدومي
.تاريخ هذا الرجل مجلل بالعار والخزي لدرجة أنه يفخر أنه لم يحمل بندقية أو يطلق طلقة؛ بل كثيرا ما سفه المقاومة ونعتها بالإرهاب والضارة، ووصف الاستشهاديين بالإرهابيين والقتلة، وصمت الشعب الفلسطيني، ثم ارتكب جرائم القتل والتعذيب بحق أبناء قطاع غزة وكانت أيام الفوضى والفلتان الأمني والقتل في الشوارع وعلى الهوية واللحية والانتماء تجري تحت ناظريه، بل أكثر من ذلك كان يصدر التعليمات إلى أجهزته الأمنية بالقتل وإطلاق النار على رجال المقاومة ولقطات الفيديو لا غبار يعتريها وهي واضحة وضوح الشمس، كما أنه حول مقر إقامته في غزة ( المنتدى) إلى أقبية تحقيق لزبانيته ومجرمي حركة فتح ومنطلق للقتل والتعذيب وإحراق بيوت الناس، بل وحمل الناس منها وإلقاؤهم من على أسطح الأبراج كما فعل بالشاب أبو قينص واعترف بذلك أبو خوصة بتسجيل بالصوت والصورة
.وهل اكتفى بذلك؟ بل تمادى، واليوم في الضفة الغربية يسوم أهلها سوء العذاب يقتل ويعتقل ويعذب رجال المقاومة وحفظة كتاب الله، ويعتقل النساء ويعذبهن ويشبحهن ويفرض عليهن الإقامة الجبرية ويعتدي عليهن عندما حاولن التعبير عن رأيهن والاحتجاج على إجراءاته القمعية والتعسفية وسياسة الحديد والنار وتكميم الأفواه، ليس بالضروري أن يقوم بكل ذلك بنفسه، ولكن أليس هو الحاكم بأمر وكل ما يجري من استباحة للدماء والأعراض ونهب الأموال يتم بعلمه وموافقته وتعليماته؟ أليس هو كما يدعي الرئيس والممثل الوحيد والقائد العام والأمين العام ورئيس المنظمة؟
واليوم يصدر تعليماته بالتنازل عن دماء الشهداء في العدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة ويريد تبرئة شريكه من هذه الدماء، أليس هو من زود العدو ببنك الأهداف حتى يتم قصفها وتدميرها؟ أليس هو من طالب قوات الاحتلال بالاستمرار بالقتل والإرهاب وسفك دماء الشعب الفلسطيني خلال العدوان الصهيوني؟ أليس هو من طالب عناصره في غزة بالاستمرار في جمع معلومات عن المقاومة وحماس والشعب الفلسطيني لتجديد بنك المعلومات لأي عدوان جديد يخطط له العدو ويشاركه فيه في أي مرحلة قادمة؟
هل بقي شيء أكثر من هذا؟ الذي عرضنا، ألا يكفي هذا حتى تشتعل الثورة في وجه هذا الرجل؟ ألا يكفي كل هذا لنرفع الفؤوس لهدم صومعته؟ ألا يكفي هذا لكي نخرج إلى الشوارع في غزة الحرة والضفة المكلومة المجروحة وفي الشتات المستبعد؟ لنقولها بصوت عال: أخرج أيها الرجل، فلست منا، ولسنا منك، إنا بورءاء مما تفعل، اذهب حيث تحب وحيث تريد، أما نحن فلا مقام لك عندنا، فلقد بلغ السيل الزبى، ولم نعد نقدر على مزيد من الصبر
.ونداء أخير إلى دعاة الوحدة والتصالح مع هذا الرجل: هل مازلتم تريدون أن تضعوا أيديكم في يده بعد كل هذا الذي جرى ويجري؟ وهل تعتقدون أن هذا الرجل أهل للتوقيع على اتفاق للمصالحة يخدم مصالح الشعب الفلسطيني العليا؟ أطالبكم اليوم وأنا واحد من هذا الشعب المجروح بأن تعيدوا النظر في الأمر مليا، وأن يكون لكم موقف صارم برفض اللقاء بهذا الرجل وزمرته، وأن يكون هو من يسطع نجمه وتُعلونه وهو لا يستحق إلا الدرك الأسفل، وإن فعلتم ذلك فأنتم وهو شركاء ما لم يعتذر للشعب الفلسطيني ولدماء الشهداء ويتراجع عن سيرته الأولى، ويعود إلى حضن الشعب الفلسطيني الحر الأبي المقاوم
.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية