أخطاء السلطة.. أساسها العَداء لِحماس

أخطاء السلطة.. أساسها العَداء لِحماس ... بقلم: حسن القطراوي

الخميس 08 أكتوبر 2009

أخطاء السلطة.. أساسها العَداء لِحماس
بقلم: حسن القطراوي
 
مُنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية مطلع العام 2006م بدأت أولويات السلطة تتغير وبدأت بوصلتها تتحول يدعمها في ذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي كانت تقود السلطة قبل فوز حماس وما زالت تقود منظمة التحرير الفلسطينية، هذه المنظمة التي لها شرعية التحدث باسم الشعب الفلسطيني في المحافل العربية والدولية والتي لها حرية تمثيل الشعب الفلسطيني بعقلية فريق واحد متجاهلاً المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا التي لا يعرفها الناس إلا في الإعلام.
 
ما بدر عن السلطة مؤخراً بشأن تقرير غولدستون المهم جداً والذي يُعد من أكثر التقارير الدولية أهمية في تاريخ الشعب الفلسطيني وهو التقرير الأول الذي يؤكد ارتكاب الصهاينة جرائم حرب في قطاع غزة يعد سابقة في تاريخ الشعوب المحتلة وحتى في تاريخ الشعوب غير المحتلة، فلم يسبق سلطة رام الله أي دولة في العالم أو أي كيان سياسي تراجع عن إدانة من يحتل بلده أو أجل إدانته لأي سبب كان بل الأصل التعجيل في ذلك لا تأجيله، المشكلة تكمُن في أن السلطة وقعت في أخطاء عديدة في ردها المُبهم وغير المقبول على الاتهامات الموجهة إليها بالتراجع عن دعم التقرير من قِبل عديد الدول والمنظمات الدولية.
 
الخطأ الأول: هو أن السلطة قالت وعلى لسان السيد صائب عريقات بأنها ليس لها الحق في تأجيل الملف أو ترحيله بصفتها عضو مراقب بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وأن المكلف بالملف هي سفارة باكستان وهو الأمر الذي نفاه السيد خريشة مراقب فلسطين بمجلس حقوق الإنسان الذي أكد بدوره أن الأمر تم بطلب من السلطة مبرراً التأجيل لتحقيق دعم أكبر للملف من قبل عدد أكبر من الدول وهو الأمر الذي أضعف موقف السلطة نتيجة التصريحات المتضاربة.
 
الخطأ الثاني: أن السلطة قالت إن التأجيل جاء لحشد دعم أكبر للتقرير وهو ذات الأمر الذي يُدينها ولا يُخرجها من الأزمة حيث يكمن السؤال الذي يقول: أين كانت السلطة الفلسطينية منذ أشهر حين زارت لجنة تقصى الحقائق قطاع غزة واستمعت إلى الضحايا وأصدرت تقريرها الذي أدان الصهاينة بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة من حشد الدعم في مجلس حقوق الإنسان؟؟ أم أن انشغال قادتها في امتيازات الحصول على أسهم في شركة الوطنية موبايل كان أهم من حشد الدعم لهذا التقرير؟!!.
 
الخطأ الثالث: هو أن الرئيس شكل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تأجيل أو ترحيل الملف لستة أشهر، الأمر الذي يُشعر الشعب الفلسطيني بأنه مغفل، ويريد الرئيس أن يلتف عليه، فهل يُعقل أن لا يعرف الرئيس سبب التأجيل أو أنه لا يدري بالتوافق الأمريكي مع السلطة من أجل التأجيل أو الترحيل وهو الأمر ذاته الذي أكده أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي من أجل ما أطلقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية عدم التشويش على عملية السلام!! وحتى لو أن الرئيس فعلاً لا يعلم فتلك فعلاً مصيبة ولو أن الرئيس يعلم فالمصيبة أعظمُ أم أنه إذا أردت للشيء أن يموت فشكل له لجنة تحقيق .
 
السلطة الوطنية الفلسطينية ومنذ فازت حماس بالانتخابات وصولاً إلى حالة الانقسام الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة الفلسطينية إلى يومنا هذا والسلطة باتت تشعر أن العدو الأول والأوحد لها هي حركة حماس وأن القصاص من حماس سواء بالانتخابات أو بالحرب أو بالحصار هو الشغل الشاغل لكثير من قياداتها رغم رغبة البعض الآخر بالمصالحة والتوافق، هذا العَداء لحماس أعمى بصيرة السلطة الفلسطينية وأصبح من أهم أولوياتها إقصاء حماس أو هزيمتها بأي طريقة كانت لذلك تصرفات السلطة في كثير من المسائل التي تتعلق بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني كانت غائبة رغم تأكيدها في كل محفل على أنها الوحيدة التي يحق لها التحدث باسم الفلسطينيين في الداخل والخارج، اليوم وقعت السلطة الوطنية في المحظور التي كانت تتجنبه وهو تنويم الناس مغناطيسياً على أساس أن ما يُقال في الإعلام شيء وما يُقال في الغرف المغلقة شيء آخر ما يقال في الإعلام أكده السيد صائب عريقات وما يُقال في الغرف المغلقة أكده السيد خريشة مراقب فلسطين بمجلس حقوق الإنسان وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو.
 
الأخطر من ذلك هو أن صُحفاً أمريكية وأخرى صهيونية وتقارير إخبارية أخرى ذكرت أن اجتماعاً ضم نتنياهو وليبرمان مع الوفد الفلسطيني في واشنطن على هامش لقاء عباس نتنياهو مع الرئيس الأمريكي أوباما والذي هدد خلاله ليبرمان السلطة بأنه سيفضح بالصوت والصورة بعض قيادات السلطة التي كانت تضغط على القيادة الإسرائيلية من أجل الذهاب إلى النهاية في الحرب على قطاع غزة، وقد ذكرت بعض الصحف والتقارير الصحفية الصهيونية عن ليبرمان قوله أن الجيش الصهيوني كان يخشى الدخول أكثر في مناطق الكثافة السكانية كمخيم جباليا والشجاعية والزيتون إلا أن الطيب عبد الرحيم قال: إذا دخلتُم هذه المخيمات ستسقط حماس وتستسلم فاستطرد أحد القادة الصهاينة الكبار قائلاً: إن الخسائر في صفوف المدنيين ستكون كبيرة فرد عبد الرحيم: بأنهم هم من انتخبوا حماس وعليهم دفع الثمن.
 
هذا ما ذكرته كثير من التقارير الإخبارية الصهيونية والأمريكية التي لا نثق بمصداقيتها كثيراً إلا أن ممارسات السلطة على الأرض أصبح عليها الكثير من علامات الاستفهام والتي يتوضح من خلالها أن عَدائها لحماس أعمى بصيرتها.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية